السبت 28 ديسمبر 2024

الجزء الأخير بقلم سارة المصري

انت في الصفحة 1 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

فصل حادى وعشرين
فتح باب غرفة نومه فى هدوء 
أنار مكان ودار ببصره فيه للحظات كأنه يتردد في دخول 
لأول مرة منذ سنوات يدلف هنا دون ان يجدها فى انتظاره 
ثلاثة ايام قد مرت على قلبه ثقيلة ومملة 
حاول أن يقضى اغلبها بعيدا عن هذا جناح وبرودته ساعده عمله على هذا فقد كان مشغولا للغاية بمقر جديد للمجموعة ذي من مفترض ان يكون افتتاحه باحتف كبير نظمه مساعدوه وتم دعوة كبار رج اعم وشخصيات يه ولكنه أرجأ كل ذلك لحين عودة زوجته 

سار خطوتين حتى وصل ى  
تمدد عليه فى كسل بينما يخرج هاتفه من جيبه ليتصل بها 
لحظات وجاءه صوتها ناعم محبب ى قلبه فسارع هاتفا في شوق 
وحشتييينى وحشتييييينى وحشتينى ارجعى بقا كفاية كدة 
ضحكت في رقة 
كدة هغيب على طول عشان أحس أنك بتحبنى اوى كدة 
وضع كفه تحت رأسه ليتنهد في عمق 
انتى عارفة انا بحبك قد ايه ده نفس لى بيخرج منى بيقولهك يا ايلينا 
صمتت للحظات أن تخبره في حنان 
وحشتنى اوى يا يوسف 
فرك عينيه فى ارهاق وهو يرفع كتفه ليحجز هاتف بينه وبين أذنه 
مادام وحشتك ارجعى بقا انا مش قادر انام فى أوضة وانتي مش فيها يرضيكى كدة 
ردت فى دل 
لا ميرضنيش انا خلاص هرجع على بعد بكرة بكتير ان شاء له اصل فيه دكتور كويس هنا كنت عاوزة اروحله اطمن على حمل وكدة 
ابتسم في رضا 
مادام هتطمني على ولى عهد فخلاص امرى لله استحمل كمان يومين 
سمعها تتثاءب فى كسل لتسأله 
مش عاوز حاجة اجيبهك من باريس 
نظر ى صورتها على منضدة أمامه في حب أن يضغط هاتف بقوة 
عاوزك انتى بس خلى بك من نفسك 
همست في سعادة 
وانت كمان مع سلامة 
لحقها أن تنهي مكمة واعتدل فجأة 
ايلينا 
ايوة يا يوسف 
بحبك بحبك اوى 
هوأنا كمان تصبح على خير 
عاد من عمله فى وقت متأخر 
فتح باب غرفته وهو يخلع سترته عنه 
تفاجىء بكفيها على كتفه يساعدانه ټفت في بطء ليجدها ترتدى منامة قصيرة للغاية وأقل ما يمكن وصفها به انها ڤاضحة 
نظر لها من أعلى ى أسفل وأشاح بوجهه فى سخرية 
سمر لن تكف عن محاولاتها ابدا حقا هو لايدرى كيف لاتهتز به شعرة لو قيمها بنظرة ذكورية بحته بعيدة عن مشاعر لوجدها فى قمة أنوثة واڠراء انوثة كفيلة بأن تذهب بعقل قديس وتذيب مقاومته فى لحظات أما هو فلا كان دوما يرى صوفيا تقف امامه تطعه پانكسار وحزن تتهمه بخېانة فقط لو نظر يها 
كم اشتاق لتلك حورية تى كانت تفقده لبه بمجرد نظرة مجرد ابتسامة مجرد 
حمد لله ع سلامة 
انتبه على صوت سمر فنظر لها فى ترقب لخطوتها تية كأن تسليته قد أصبحت اكتشاف ما في جعبتها كل يوم لتهدم مقاومته واهمة تماما وهو لن ينكر أنه كثيرا ما يتلذذ باخفاقاتها متلاحقة 
بعذاباتها وهو يكرر رفضه لها مرة بعد مرة 
ربما كان هذا قطرة في محيط عقاپ واسع تستحقه 
اقتربت منه وهي تشب على أطراف أصابعها محاولة وصول ى مستواه لتحيط ه بذراعيها هامسة في بطء واڠراء 
بقولك حمدلله ع سلامة 
واراحت يدها على صدره تحاول عبث ببعض ازرار قميصه فنظر ى كفها وأزاحه فى عڼف هاتفا فى تهكم 
سمر هو انتى مبتزهقيش طريقتك دى عمرها ما هتجيب نتيجة معايا 
زمرت وتراجعت فى احباط 
انا مراتك يا زين مراتك لحد امتى هنفضل كدة 
م يها يخبرها بابتسامة 
متقلقيش موضوع مش هيطول اكتر من كدة 
و ان تبتسم اضاف فى حدة 
قريب اوى هنتطلق 
تراجعت خطوتين وازدردت ريقها فى ارتباك 
نتطلق ليه وازاى 
هز كتفيه وهو يلقي بسترته في عشوائية 
عشان وضع لى احنا فيه لازم ينتهى خلاص كل حاجة خلصت 
وعقد ساعديه على صدره مواصلا 
انتى عارفة من أول ظروف جوازنا كانت ايه مهواش جواز اصلا احنا عملنا كدة عشان ننقذ شرف عيلة مش اكتر متخدعيش نفسك احنا مش اتنين بنحب بعض وبينهم مشكله هتاخد وقتها وهتتحل 
اسرعت تقف امامه وهي تضم كفيها ى صدرها تترجاه 
زين انت ليه مش عايز تصدق انى محبتش فى حياتى غيرك هتفضل لحد امتى تحاسبني على لى فات 
رمقها في تقزز كأنه يكره أن تلوث حب ذي يعرفه وعاشه بكل تفاصيله بحديثها عنه وفهمها ضيق له 
حبتينى ازاى لى بتحب حد حتى لو من طرف واحد مستحيل تقدر تسلم نفسها لحد تاني وشرد بعينيه وهو يتخيل حوريته أمامه 
يسترجع كل لحظة عاشها معه ليعود خواءه من بعدها يؤلمه ويخنق نبرته 
حب حصن عى بيخليكى تحسى ان كل جزء فيكى مملوك للى بتحبيه ومش من حق اى حد ابدا انه يشاركه فيكى لى بيحب حد مستحيل يقدر يتخيل نفسه مع غيره 
واغمض عينيه فى مرارة ليفتحها من جديد مضيفا في قسۏة اراد بها مداواة وجعه بايلامها هي 
مش هيفع نكمل مع بعض مش هينفع يا سمر 
مررت يدها فى شعرها بعشوائية 
زمرت مرتجفتين للحظات في محاولة للتغلب على ارتجاف نبرتها أن تسأله 
يعنى لو مكنتش سلمته نفسى كان ممكن نكمل حياتنا سوا 
ولأنه يهوى ايلامها بكل طريقة لم يعطها اجابة حقيقية 
اعطاها أخرى مزيفة بزيف كل حياتها معه 
يمكن وقتها كنت قدرت أصدقك ونعيش زى اى زوجين 
اعطته ظهرها وهى تفرك يديها فى توتر 
تعت أنفاسها في جنون و كأنها تسابق افكارها وعلى وشك وصول لخط نهاية 
تقطت مأزرها من فوق لتغطى به جسدها عقدته بيدين مرتعدتين تحكمه على نفسها اكثر نظرت ى يمين وى يسار 
ربما ان اوان ليعرف كل شىء 
انتظرته طويلا ليعرف وحده ولكن بعزوفه مطلق عنها لم يعد لها بديل 
استدارت محاولة اضفاء تماسك على عبارتها 
طيب لو قولتلك ان مسلمتش نفسى لحد وان مفيش حد لمسني اصلا 
قطب حاجبيه وكأن كلام لم يصله بعد او تعامل معه كأنها تهذى بما تتمناه ليرد تهتار 
افندم 
اقتربت منه فى حذر وهي تقول بسرعة كأنها تخشى تراجع 
بقولك مفيش حد لمسنى ولو كنت قربتلى كنت هتتأكد بنفسك من ده 
اقترب منها فى بطء كفهد يترقب قفز على فريسته وهمس في ترقب 
انتى بتقولي ايه محدش لمسك ازاى 
واطبق على مرفقها يجذبها يه في عڼف هاتفا 
ولى سمعته كان ايه ولى حصل بعدها كان ايه 
واطبق على ذراعها اكثر وهو يكز على اسنانه بنفس قوة وېصرخ بها 
انطقى 
ارتعدت بين يديه للحظات ورغم ألم لم تحاول حتى ان تفلت نفسها من يديه 
فكرة كانت فى دماغى من ها بس مكنتش عارفة انفذها ازاي يومها انت ما اخدتش بك ان عمى كان وراك بس وقف مع عم فاروق جناينى شوية وده لى عطله كنت متأكدة من رد فعلك يازين لو سمعت لى بقوله حافظاك يا ابن عمي بس انا اخترت كلام لى يوصل لعمى لى انا عاوزاه وانت مكنتش مركز ولا حاسس بحركته وهوا طع بس انا كنت مركزة وحاسة بيه 
واضافت وهى تنتفض من بكاء فجأة 
انت مسبتليش اختيار يا زين كنت بمۏت وانا بشوفك وياها كنت بمۏت وعاوزة اخد مكان فى حياتك حتى لو ڠصب عنك 
ارخى قبضته عنها فى ذهول غير مصدق لما يحدث أبعد ما يذهب به خيه لايمكن ان يصل به ى ما يسمعه ان 
من تلك تى تقف امامه 
شيطانة 
لا يمكنها ان تكون سمر ابنة عمه هادئة طباع تى عاشت معهم فى قصر كأخت صغرى ابدا 
كيف تخطط بتلك دقة وشړ 
كيف يتورط هكذا دون ان يدرى او يشعر طو تلك سنوات انها كانت مجرد خطة محكمة 
كيف فى بعض احيان ظنها ضحېة غرر بها احدهم وكاد ان يشفق عليها احيانا وهو كان أولى ناس بشفقة تذكر تلك ليلة بكل حذافيرها 
نعم 
سمر كانت تهتف انه سبب وانها لن تسامحه وهو من فرط ڠضب لم ينتبه لشىء ابدا من قولها حتى ان ابيه ابيه 
لا بد ان يعرف بما خططت له ابنة اخيه 
لابد ان يجلده بضميره على مافعل مع صوفيا منذ سنوات 
احكم قبضته على معصمها بقوة حتى انها خشيت ان يكسر فى قبضته 
تعي معايا 
وبدأ يجرها خلفه وهو يكز على أسنانه 
لازم عمك فاضل يعرف بعملتك 
حاولت تملص منه ان تصل ى باب 
عمى عارف عمى عارف يا زين 
ارخى يده من على مقبض باب بعد ان كاد يقتلعه من فرط ڠضب 
ما كل هذا جنون 
هل اشترك ابوه فى تلك مسرحية هزلية رخيصة هل تولى بنفسه اخراجها واشراف على اتقان سمر لدورها فيها 
هل كان فخا تعاونت سمر وابوه على دفعه يه واصلت وهى تتراجع للخلف بينما تمسد على معصمها بيدها أخرى 
عمى عارف 
وفى لحظة مر على عقلها هذا مشهد ذى جمعها به منذ ثلاث سنوات 
حين طلب محمود من ولده ان يتركه مع سمر اغلق باب بعد ان تأكد ان ولده اصبح بعيدا عن مرمى حديثهم اقترب منها وامسك ذراعها فى قوة محاولا تمك اعصابه 
اتكلمى قولى حقيقة ابنى زين مش ممكن يعمل كدة انطقى 
لم ترد وهي تضع قبضتها اخرى فى فمها وترتجف في هلع جعله ېصرخ في هلع أكبر 
اتكلمى يا بنتى ريحينى ابنى هوا لى ضيعك 
هنا اڼهارت ولم تستطع ان تكمل دورها للنهاية فهزت رأسها في هستيريا 
لا لا 
لم يستطع ان يهنأ ببراءة ولده ذي كان متيقنا منها فشرفه قد دهسه غيره انحنى ارضا ليكون فى مستواها 
اوم انتى سلمتى نفسك لمين انطقى وقولى وهجيبه لحد هنا وهخليه يندم ندم عمره عملتى كدة ليه حطيتى راسنا فى طين ليه 
تقطت كف عمها ته في جنون 
ا ايدك يا عمى ارحمنى بقا محصلش حاجة محصلش حاجة انا مش قادرة اكمل لى بدأته 
نظر لها فى ذهول مذي يحدث بحق له 
مش قادرة تكملى مش قادرة تكملى ايه 
انتفضت وهى تقص له ما كانت تنوى فعله اڼهارت تماما
وهى ټضرب صدرها بقبضتها في ألم 
انا بحبه يا عمى ھموت لو راحلها ھموت نفسى وله لمۏت نفسى لو راحلها مش قادرة 
نهض من مكانه وتنهد فى راحة شرفه في أمان وولده أيضا في أمان اما ما بها من هذيان
فيسهل امره 
كرر سؤه ليتأكد مما سمعه حتى لا يترك عقله للاحتمات تتداوله 
يعنى انتى محصلش حاجة بينك وبين اى حد 
هزت رأسها فى عڼف 
ابدا وله ولو عايز نروح لدكتور تتأكد بنفسك انا مستعدة 
حاولت تحامل على نفسها لتنهض فى ضعف ضمت كفيها ى بعضهما بعض تتوسله في ألم 
عمى انا بحب زين مچنونة بيه مقدرش اتخيلو مع حد غيرى عملت ده كله عشان اكون معاه حتى لو ڠصب عنه عارفة انى كدابة وغشاشة وضحكت عليكو وله عمرى ما كنت اتخيل انى اعمل كدة 
وهرعت ى درج قريب لتخرج علبة زجاجية منه لتردف وهى تضغطها بين يديها 
شايف ده يا عمى ده سم كنت هاخده كله ساعة ما ق انه هيتجوزها ولو شوفته معاها وله وله لمۏت نفسى 
قطب حاجبيه وهو ينظر ى علبة في يدها مد كفه يمسح عن جبينه عرقا امتزج بذكريات بعيدة مۏت مجددا هل سيسمح لها ان تلحق بمن

انت في الصفحة 1 من 34 صفحات