الجزء الأخير بقلم ندي محمود
نفسها
النظرات الأخير وتتأكد من حسن مظهرها ترتدي رداء طويلا وفضفاض من اللون المستطردة ليس به أي نقوش كان ممسوحا تماما إلا لمسات كلاسيكية وبسيطة تميزه وفوقه حجابها من إحدى درجات اللون البنفسجي المناسبة للون بشرتها وقد حرصت هذه المرة على عدم وضع أي مساحيق جمال حتى لا تعصي أوامره حول عدم وضعها لهذه المساحيق خارج المنزل .
أيوة يامي
اتاها صوت صديقتها المرح
عاملة إيه ياعروسة .. مفيش مفر دلوقتي هتحكيلي كل حاجة بالتفصيل حصل إيه إمبارح
غمغمت ملاذ باسمة لحماس صديقتها المقربة
مفيش حاجة حصلت والله يامي هو اخدني لمكتبة خاصة بيه واتكلمنها هناك وبعدين رجعنا
لا مفيش ياحشرية
قالت مي بعبث ومزاح
إيه ده يعني طلع محترم مع الناس ومعاكي !
تذكرت حديثها معه بالصباح فابتسمت على وصف صديقتها له ب المحترم فهذا الماكر يخدع الجميع وهو بداخله يخفي رجل منحرف ينتظر حتى تحين له فرصة الزواج ليخرجه . هتفت ملاذ مشاركة صديقتها في المزح
بصي هو عمليا محترم علميا لا
أممم عارفاه النوع ده بيبقى مايه من تحت تبن بس أنا شايفة إنك اخدتي عليه خلاص وده مؤشر حلو
تنفست الصعداء بشجون وهي تجيبها بخفوت مرير حتى لا يصل صوتها لأحد من أهلها
مش عارفة يامي أحيانا كتير بحس إني غلطت لما وافقت وكملت ومش مطمنة حاسة إن في مصېبة هتحصل بسبب الغلط اللي ارتكبته ده واللي مخليني مضايقة إن زين بني آدم كويس جدا وألف بنت تتمناه يعني باختصار شايفة إنه خسارة فيا وفوق ده كله قلقي من أحمد وتفكيري فيه دايما لإنه ليه فترة طويلة مش بيكلمني زي ما كان بيعمل ويحاول يخليني اسامحه ولا حتى بشوفه وخاېفة يكون مسافر ولما يرجع ويعرف إني اتجوزت ويعملي مشكلة كبيرة
مش هيقدر يعمل حاجة خلاص ولو إنتي حابة تكملي في جوازك لازم تطلعيه من قلبك ياملاذ وتحبي جوزك لإن هو ده اللي يستاهلك بجد وحاولي تتقربي منه أكتر صدقيني هتحبيه لإنه باين عليه إنه شخصية جميلة وتستاهل تتحب لكن الحيوان ده ميستهلش غير الحړق
همت بأن تجيب عليها ولكن سمعت صوت أشارة في هاتفها بأن هناك من يحاول الاتصال بها فتهتف على عجالة
أنهت الاتصال مع صديقتها وأجابت عليه بهدوء وهي تتجه نحو شرفتها لتنظر منها وتتأكد من قدومه
أيوة يازين .. إنت وصلت
أيوة وصلت أنا مستنيكي تحت بالعربية إنتي خلصتي ولا لسا
قالها في نبرة صوت ساحرة لتجيبه هي بإيجاب
أيوة خلصت هلبس الشوز وأنزل
أسرعت وارتدت حذائها ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة وسحبت حقيبتها الصغيرة وهاتفها وانصرفت مودعة والدتها الكامنة في غرفتها بصوتها المرتفع حتي يصل لمسامعها تخبرها بأنه أتي وهي ستغادر فتجد الرد من أمها لطيفا موصية إياها كأي أم أن تنتبه لنفسها ثم ترحل وتصعد بمصعد البناية الخاصة بهم وبعد لحظات تجد نفسها أمام الطابق الأرضي فتخرج وتقود خطواتها للخارج حتى وصلت لسيارته وفتحت باب المقعد المجاور له وتنحني بجزعة لتركب بجانبه وترسل له ابتسامة رقيقة فتقابل منه ابتسامة عريضة وأول شيء يهتف به في مغازلة صريحة بها
ماشاء الله إيه القمر ده بس !
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وأخفضت نظرها هامسة في استحياء
شكرا
اتاها صوته الرجولي حازم والممتزج بابتسامته التي لطفت الجو
شوفتي شكلك أحلى بكتير إزاي من غير الروج والمكياج !
ضحكت بخفة وقررت أن تتصرف معه على طبيعتها وعفويتها مع القليل من التحفظ في كلامها بالطبع فإن كانت لا تتمكن حتى الآن من الوقوع في حبه ربما يكون تصرفها معه بتلقائية كأنه أنه صديق لها ينجح في جعلها تحبه
أنا
أساسا مش بحط مكياج وإمبارح ماما اللي يسامحها هي اللي غصبت عليا أحط والنتيجة إنها جابتلي الكلام وأخدت كلمتين حلوين منك إمبارح فأطمن كانت أول مرة وآخر مرة .. مش لازم تفكرني كل شوية بقى
كانت تتحدث بعفوية واضحة أحس بها مما أسعده أنها بدأت تتأقلم معه ونبرتها المرحة وطريقتها وهي تتحدث جعلته يطلق ضحكة رجولية مرتفعة نسيبا هاتفا في حدة مزيفة
عارفة لو كنتي منقبة كنت أنا بنفسي اللي هقولك حطي لإن محدش هيشوفك غيري
عندما تحدث عن النقاب ابتسمت تلقائيا فهي كانت تود ارتدائه منذ زمن وحين عرضت الفكرة على خطيبها السابق لم يوافق وبالطبع كيف يوافق وهذا التقاب كان سيمنعه من رؤيتها ونظرا لأنه كان لا يود الزواج من البداية وكان مستعدا لخيانتها ويعلم أنه لن يستمر معها فكان يريد التمتع من رؤيتها ومحادثتها بحرية وهي كانت ساذجة وسمحت له بهذه المسافة وأن يتخطى الحدود والعرف والدين .
هتفت في حماس حقيقي وأعين تلمع بسعادة
زين إنت عاوزني البس نقاب !
نظر لها مستعجبا سؤالها المفاجيء وطريقتها الحماسية ولكنه أجاب ببساطة وابتسامة دافئة
النقاب فيه قولان لأهل العلم واختلفوا بين وجوبه وجوازه والعلماء اللي قالوا بجواز كشف الوجه هما هما اللي قالوا بوجوب تغطيته في زمن الفتن ومفيش شك في إن احنا في زمن الفتن دلوقتي دي أول حاجة وثاني حاجة إن الوجه محل الأثارة حتى للزوج من زوجته في فراش الزوجية فأنا أكيد هفضل إن مراتي تكون لابسة نقاب وخصوصا لو كانت في جمالك كدا لإن دي الفتنة بعينها حتى لو مش بتحطي مكياج وأنا مقدرش أقول على النقاب فرض لإن العلماء ذات نفسهم اختلفوا فعشان كدا لو إنتي مش حابة تلبيسه أنا مقدرش أجبرك عليه لكن اللي أقدر أجبرك عليه هو اللبس المحتشم والحجاب الشرعي بمعني إنه ميكونش واصف أو لازق أو شفاف يعني بيبقى واسع وبيغطي منطقة الصدر كلها وإنك متطلعيش من بيتك متزينة ومتعطرة وتطلعي بهدوم فضفاضة ومتظهرش محاسن ومنحنيات جسدك فهمتيني
أماءت له بالإيجاب وهتفت وهي مازالت تحتلها السعادة وتسأله بتأكد
يعني إنت مش هتمانع لو لبسته
قال بابتسامة مستنكرا سؤالها
بعد ده كله ولسا بتسألي همانع ولا لا !! .. بس إنتي ناوية تلبيسه بجد يعني
تشدقت باسمة في خفة
أنا من زمان نفسي البسه بس مكنتش متشجعة أو لاقية اللي يشجعني الصراحة وإنت دلوقني شجعتني فأنا هصبر شوية لغاية ما أكون متأكدة من القرار ده علشان لما البسه إن شاء الله مقلعهوش تاني وربنا يثبتني
أوقف السيارة جانبا ثم نظر لها وغمغم بحنو
يلا وصلنا
إيه ده بسرعة كدا !!
هتف مشاكسا إياها ومازحا
هتحسي بالطريق ازاي وإنتي من ساعة ما ركبتي العربية وبتتكلمي !!
فغرت شفتيها پصدمة من رده الصاډم والغير متوقع ولكنها شاركته المزاح
أنا !!!! ربنا يسامحك بس على فكرة بقى إنت اللي بدأت الكلام
بهزر .. اتكلمي براحتك ياحبيبتي على قلبي زي العسل
توترت بشدة من تقبيله لكفها وسحبتها برقة تنظر حولها متفحصة المكان الذي جاءا إليه لتهتف
إيه هناخد رحلة نيلية صغيرة !
ترجل من السيارة ثم التف ناحيته فتنزل هي بدورها وتسير معه ناحية اليخت النيلي الصغير وتقول عابسة
على فكرة أنا بخاف من الميا بليل
وهو أنا بقولك انزلي عومي احنا هنركب يخت
سارت معه حتى وصل أمامه وصعد هو إليه ولحقت به ثم تطلعت حولها في الماء وسمعته ينادي عليها من الداخل فدخلت له وجلست على الأريكة الجليدية والبنية اللون المتلصقة في أساس اليخت نفسه ثم أحست به بدأ يتحرك في الماء فنظرت من الزجاج تتابع الماء ومنظرها الليلي المريب حتى وجدته يجلس بجوارها ويمد يده إليه بمشروب دافئ نظرا لأنهم في الشتاء فأخذته من بيده بابتسامة ممتنة ثم قال هو يفتح حوارا للحديث
هااا قوليلي بقى پتخافي من الميا ليه
تردد قليلا ولكنها قالت بإحراج
هقولك بس متضحكش
تمام قولي !
غمغمت في خفوت
بسبب الأفلام الأجنبي عشان أنا من صغري بحب أتفرج الأجنبي وخصوصا الأفلام اللي بتبقى في الميا وفيها سمك قرش والتماسيح وسمك البيرانا فعملتلي عقدة من الميا وبقيت بخاف ما أنزلها
أطلق ضحكة متأججة بعفوية على طفوليتها لتزم هي شفتيها وتقول بتذمر وعبس
قولتلك متضحكش
كتم ضحكته وقال معتذرا وهو يحاول منع نفسه من الضحك مجددا
حاضر بس احنا في النيل وإيه اللي هيجيب سمك القرش والبيرانا للنيل
عادت لطبيعتها وغمغمت ببساطة
عارفة بس أنا عموما بخاف من البحر ولما بنزل بيكون أخري رجلي بس وعلى الشط كمان وبليل لو قطعتوا إيدي مستحيل أحط صباع واحد في الميا وأصلا منظرها
بليل بيخوفني معرفش ليه بس بحس برهبة من الميا وبليل بذات صحيح إنت ليه جبتني هنا !
ملقتش مكان حلو نقعد فيه وحدنا على رواق غير ده
هزت رأسها بالتفهم ثم لفت ذراعيها حول نفسها تأخذ وضعية الحضن وكفيها يفركان على أعلى ذراعيها نزولا وطلوعا بسبب شعورها بالبرد محاولة تدفئة نفسها وإذا بها تشعر به يلف سترته الجليدية والثقيلة حولها مغمغما
اشربي اللي جبتهولك هيدفيكي أنا لو أعرف إنك مش بتلبسي هدوم شتوي كنت قولتلك عشان تعملي حسابك
نظرت له وقالت باهتمام بسيط
طيب وأنت كدا هتبرد !
لا أنا عامل حسابي متقلقيش
لم تعقب مجددا واكتفت بأنها لفتها حولها جيدا وأدخلت ذراعيها في الأزرع لتنل أكثر قدر من الدفء فجسدها أصابته قشعريرة البرد العڼيفة ولكن رائحة عطره الرجولي النفاذة والرائعة تسللت لأنفها من خلال سترته التي ترتديها لم تنكر أنها رائحة مغرية ومٹيرة خصوصا أنها تحب عطر الرجال وتتعمد من وضع عطر أخيها في المنزل دون الخروج به وبينما هي منسجمة في احتساء المشروب الدافىء وبدأ الدفء يعود لجسدها بعقلها هذه المرة الذي يخبرها بأنها إذا ارادت نسيان الماضي وبدء حياة جديدة معه يجب عليها أولا أن تسمح لنفسها بأن تنعم بين تفاصيل العشق وتتركه يحبها بحرية وتجرب العشق كاملا ومن ثم تقرر هل تحبه أم تفضل الأبتعاد فسكنت وهدأت بين ذراعيه وعادوا يتبادلون الأحاديث مجددا !! ....
تمسك بهاتفها وتحدق بصوره الذي أرسلها لها الرجل الذي كلفته بمهمة مراقبته لتعرف إلي أين يذهب كانت هادئة معه تماما منذ الأمس واستحملت طريقته القاسېة ولم تعقب ولكن وصل للخط الأحمر الذي لا تهاون فيه يجب عليه احترام زواجهم حتى ولو كان بالنسبة له اتفاق وصفقة بينهم وسواء شاء أم أبى هي زوجته وغيرتها عليه مخيفة تصل للجنون . ويؤسفها القول بأنه سيرى مخالب القطة الشرسة وكيف تكون قوة المرأة الحقيقة ! ....
ظلت واقفة وتجوب الصالة إيابا وذهابا وهي ټضرب بهاتفها على كفها بخفة وعيناها معلقة على الساعة التي قاربت على الثالثة فجرا وكلما يمر الوقت تهيج نفسها الثائرة أكثر وأخيرا سمعت صوت الباب ينفتح فاندفعت نحوه ثائرة لتجده ينظر لها بعدم اكتراث ويتوجه نحو غرفته المنفصلة عن غرفتها ويغلق الباب ليبدأ في تبديل ملابسه ولكنها لم تبالي بشيء سوى تفريغ جموحها بهذا المنحل ففتحت باب الغرفة ودخلت وتجده فك جميع أزرار قميصه ويهم بنزعه ولكنه توقف نتيجة لاقتحامها عليه الغرفة وصاح
في إيه !!
رفعت شاشة هاتفها في وجهه تريه إحدى صوره وهو في ملهى ليلي صائحة بدورها
إيه ده ياحسن !!
التقط الهاتف من يدها ودقق النظر في الصور ليجدها صوره اليوم بالفعل ليلقي به على الفراش وېصرخ بها بصوت جهوري
وإنتي مالك إيه ده إنتي هتحاسبيني ولا إيه ! وبعدين جبتي الصور دي من فين لتكوني مكلفة حد يراقبني مهو مش بعيد عليكي أصل هنتظر إيه من شيطانة
بالأمس كانت أنثى وتخشى صوته وغضبه والآن هي لا تدري عن مفهوم الأنوثة بشيء وصوته لا يهز شعرة واحدة منها حيث اندفعت نحوه ووقفت أمامه مباشرة هاتفة في شراسة
أهااا هحاسبك أنا ممكن استحمل معاملتك ليا لكن خېانتك علني كدا وفي أول يوم جواز مش هسكت عليها
ضحك باستهزاء من فرط انفعاله وصاح مستشيطا غيظا
إنتي عبيطة يابت ! .. خېانة إيه !!! هو أنا إمتى حبيتك ولا كان في بينا حاجة عشان اخونك أصلا
اقتربت منه أكثر وهو لا يظل ثابتا في أرضه ووجدها تهتف مباشرة أمام وجهه في صوت يشبه فحيح الأفعى وأعين شيطانية
إنت اتجوزتني عشان تكرهني فيك وټنتقم مني على اللي عملته معاك ومتخلنيش اڤضحك وأنا وافقت وقفلت على موضوع الصور والتسجيل وقولت مش مشكلة هستحمل يعني احنا في بينا اتفاق ومن شروط الاتفاق إنك تبعد عن القرف ده .. خاف مني ياحسن عشان أنا ممكن أقلب عليه الطرابيزة بجد واڤضحك وأقول إنك پتخوني وأقول على كل بلاويك وهتبقى خسړت أهلك وعمك وبرضوا هفضل وراك وهقولهم إني مسمحاك وإني مش عايزة اطلق وبكلمتين ودمعتين مني الكل هيصدق حبي النقي ليك وإنك قذر وحيوان ولما يلاقوني مصممة إني مطلقش هيوافقوا والكل هيبقى في صفى أنا وهتبقى إنت الوحيد اللي طلعت خسران من اللعبة .. ده نبذة بسيطة عن اللي ممكن أعمله فيك
كان جامدا تماما ودمائه تغلي في عروقه وعقله يرسل له إشارات متتالية أن يقبض على رقبتها وېخنقها ليتخلص منها نهائيا ولكنه تظاهر بالثبات لتكمل هي بنبرة أكثر شراسة من السابقة
مش بعد السنين دي كلها
هسمح لحد ياخدك مني إنت ليا لوحدى .. تعرف أنا ماشية بمبدأ إيه لو الحاجة مش هتكون ليا يبقى مش هتكون لحد غيري أبدا
هذه مچنونة حتما فاقدة لعقلها !! كان يقولها لنفسه فلا يمكن أن يكون حبها له وصل لهذا الحد من الجنون . فهتف منذهلا