السبت 28 ديسمبر 2024

الجزء الأخير بقلم ايمان حجازي

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل 22
حلقه
إنتفض محمد فجأه وأستدار لا أراديا علي أثر الصوت فوجده عمار رسم شبح إبتسامه علي وجهه متلعثما 
مبعملش ! أنا بس بحاول أتصل علي مراتي أتطمن عليها !
نظر عمار لعينيه مباشره
واتطمنت !
آه قصدي لأ ! مردتش أقصد هي ملحقتش ترد يعني قصدي انا اللي ملحقتش ارن
عقد عمار حاجبيه بإستنكار 
طيب ما ترن !

شعر محمد بالقلق وحاول معرفه ما يفكر به من ناحيته ولكن فشل فغر شفتيه بضحكه باهته وهو يحاول التستر علي الأمر ووضع الهاتف بجيبه مرددا 
لأ وقت تاني بقه عشان هنام دلوقت !
وبينما كاد أن يتحرك حتي أمسك به عمار يستوقفه
لا معلش أتكلم دلوقت عشان دي هتبقي أخر مكالمه ليك !
أحس محمد ببروده في جسده وتبلمت ملامحه عدما سري الخۏف بعروقه مرددا بتلعثم
مش فاهم ! أخر مكالمه إزاي !
مالك اټخضيت كده ليه اي مهمه بنطلعها بنسحب الموبايلات العاديه فمابالك بالمهمه دي ! أكيد هناخد الموبايلات ويبقي معانا حاجه خاصه مشتركه بيننا ولا أنت شايف إيه !
تنهد محمد بداخله وأبتسم بإريحيه وضيق بداخله مرددا 
أه طبعا نسيت بس معلش
ربت عمار علي كتفه بنصف إبتسامه قبل أن يغادر 
يلا طمن أهلك وتسلم موبايلك ده وتستلم الجديد
غادر عمار وتركه فسرعان ما ضع يديه علي صدره مرددا 
هو انا ليه بقيت بخاف من كل حاجه كده!
وعلي الناحيه الأخري دلفت بسنت الغرفه فوجدت زينه تعد أغراضها علي السرير الخاص بها في الغرفه المشتركه المعده لهم 
ضحكت بسنت ببشاشه واسرعت ناحيه زينه مردده 
هالو ! أحنا تقريبا لينا غرفه لوحدنا ! يعني هنقعد مع بعض فتره !
نظرت إليها زينه ببعض الضيق وهي تتذكر وقوفها مع عمار 
وحضرتك متضايقه إنها غرفه مشتركه 
فردت بسنت ذراعيها بمرح وبهجه 
إطلاقا يا بنتي بتقولي إيه ! متعرفيش أصلا انا فرحت قد إيه لما لقيت بنت معانا ! خفت اكون البنت الوحيده اللي مع الرجاله دي كلها
وقفت زينه أمامها مباشره وسألتها
وإنتي إيه السبب اللي خلاكي تطلعي أصلا مع الرجاله دي كلها سواء بنت معاكي أو لوحدك
شعرت بسنت پحده قليله بحديثها فامتعضت قليلا وهي تجيبها
متهيقلي نفس السبب تقريبا اللي خلاكي برضه تطلعي مع الرجاله دي كلها 
ودت زينه لو بإمكانها أن تخبرها أنها فقط مع زوجها وهو السبب الرئيسي الذي اتي بها إلي هنا ولكن لم تجرؤ علي قول ذلك أبتسمت ببرود 
انا ليا أسباب تانيه اللي خلتني انضم أصلا للشغل هنا لكن المهمه دي معنديش فكره ولا فارق معايا رجاله من بنات ! طالما وافقتي علي شغل الجيش يبقي اتعودي وأتوقعي أي حاجه
معاكي حق ! وعشان كده حبيت جدا اكون هنا وكمان ليا أسبابي الخاصه 
ظلت كل منهم في حاله من الصمت وهي تعد أغراضها علي سريرها وما أن انتهوا حتي جلست بسنت وبين الحين والأخر تنظر لزينه التي كانت شارده بعض الشئ انتبهت لصوت بسنت 
هو أحنا مش هنتكلم يعني ولا انتي مبتحبيش الصحاب !
اعتدلت زينه بجلستها قليلا ونظرت إليها ثمه شئ بحديثها وإبتسامتها لمس قلب زينه فرغما عنها إبتسمت أيضا وهي تتذكر حوريه
هو في حد مبيحبش الصحاب !
حاولت زينه التغاضي عما رأته وفكرت قليلا في أنها تثق بعمار كثيرا وكذلك أنه القائد وعرضه للحديث مع الجميع ! فمن الطبيعي أن تتحدث معه هي أو غيرها أبتسمت زينه واستدارت نحو سريعا نحو سريرها بإهتمام فرددت بسنت
طيب ما تيجي نتعرف يعني هنقضي مع بعض كام يوم خلينا صحاب يا عالم أيه اللي هيجري بعدين!
وماله يا ستي نتعرف ! كل مرحلة وليها صحابها بس في صحاب ثابتين مينفعش يتغيروا ولا يتعوضوا بحد تاني
ربعت بسنت قدميها في سعاده ولملمت شعرها في حيويه وهي تنظر إليها بأهتمام وشرعت كل منهم في الحكي مر بعض الوقت وكل منهم تتبادل أطراف الحديث عن حياتها وعملها ودراستها وما أن وصلوا لنقطه معينه سألتها بسنت 
وإنتي بقه يا زوزه ايه السبب اللي خلاكي تيجي هنا او أشتغلتي هنا
إزاي أصلا!
أجابتها زينه بسعاده وارتجف قلبها قليلا وهي تتذكر عمار 
هو القائد عمار زي ما قلت لك شافني كويسه في مجالي وخلاص مبقاليش حد فأقترح عليا موضوع اني اشتغل هنا وكده !
هزت بسنت رأسها يمينا ويسارا تأثرا وأعجابا 
عمار ده جدع أوي ! وبجد فيه رجوله وشهامه ووطنيه واحترام مش موجوده في حد الايام دي !
علي الرغم من فخرها بكونها تتحدث عن عمار زوجها بتلك الكلمات ولكن طريقتها في إلقائها أشعلت ڼارا بداخلها وباتت لا تعرف بما ترد عليها 
هو إنتي تعرفي عمار من إمته
من سنتين تقريبا ! من اول ما بقي مقدم كان وشي حلو عليه باين ههههههه
فركت زينه يديها قليلا في محاوله منها للثبات مردده
مش فاهمه ! عرفتيه فين وإزاي 
تنهدت بسنت بإبتسامه عفويه وهي تعود بذكرياتها وتتذكر عمار وكيف إلتقت به أول مره خرجت
الحديث من فمها لا إراديا
دي حكايه طوييله ! وجميله
وقبل أن تكمل حديثها دلفت إليهم إحدي السيدات مردده برسميه 
دكتوره بسنت ! بشمهندسه زينه! القائد عايزكم دلوقت في مكتبه
نظرت بسنت لزينه بدهشه 
هو في ايه هو مش قالنا ناموا 
رمقتها زينه ببعض الضيق ولم تكترث لها وبداخلها شئ غاضب لا تستطيع تفسيره أو التحكم به وشعرت بأنها لو رأت عمار ستقتله !
دلف محمد الي تلك الغرفه الكبيره المخصصه لهم جميعا وأخذ يهز قدميه لا إراديا دون أن ينتبه الي من معه أقترب منه معتز برفق 
إيه يا محمد مالك مش هتاكل معانا ولا إيه !
إنتبه له محمد وهو يجيبه 
هه ! لا مش جعان دلوقت !
إستمع إليه أمير وهو ينهي طعامه فضحك لا إراديا 
أنت عبيط يا أبا ! مش جعان إيه ده انت داخل علي مجزره كل كل مفيش أحلي من الأكل كل يمكن تكون دي أخر ايام تاكل فيها في حياتك
أشتعل القلق بداخل محمد ولا يدري كل من حوله يتحدث عن النهايه لسبب معين أو مجرد كلام عفوي لصعوبه تلك المهمه ولكن أيا كان السبب فهو يربكه بشده نظر لأمير بأقتضاب ونهض فجأه في عڼف 
إيه عبيط دي ! بلعب معاك أنا ولا إيه ما تخليك في نفسك أحسن لك 
نهض أمير غاضبا بعض الشئ وحدجه بنظره مستنكره
هو أنت بتتلكك ولا إيه انا كلمتك !!
كان صوته مرتفعا قليلا لدرجه ان أتي إليهم عمرو من الخارج وتدخل طارق أيضا في الحديث
هو شتمك بأهلك يا محمد ما أحنا بنهزر عادي يا عالم يمكن تكون دي أخر ايام هنشوف بعض فيها فحابين نبقي جدعان مع بعض علي الأقل في إيه مالك 
استشاط محمد من حديثه أيضا وتحدث بانفعال مره أخري
وأنت بقه المحامي بتاعه أن شاء الله ! وبعدين إيه محمد دي انا بلعب معاك اسمي الرائد محمد ورتبتي اعلي منك فتتكلم معايا بإحترام انت كمان
دلف إليهم عمرو وهو يضع يديه في جيبه ورمق محمد بنظره إحتقار
كان نفسي أتفق معاك والله يا محمد تسمحلي طبعا اقولك محمد من غير ألقاب اصل انا برضه رائد زيك لكن للأسف احنا هنا كلنا زي بعض وملناش غير قائد واحد انت هنا مش قدام الكتيبه بتاعتك اللي لسه متخرجه انت قدام ظباط كبار ليهم اسمهم وكل واحد جه هنا لسبب واحد واعتقد ان السبب ده إيجابي حاجه تشرفه فمتجيش انت تقلل من حد هنا ! كلنا هنا زي بعض 
نظر لهم فردا يلوا الأخر وهم جميعا ملتفين حوله 
ده إيه ده !!! إنتو كلكوا مع بعض عليا ولا ايه 
أقترب منه معتز مرددا 
يا أبني عليك إيه ما الراجل بيكلمك أهوه وعايز يصاحبك انت اللي دخلت فيه شمال 
شوح له محمد بيديه بضيق شديد 
بقولك ايه يا محمد بالله ما نقصاك ! خليني أناملي ساعتين قبل السحله بتاعت بكره
دق هاتف أمير فنظر إليه مبتسما وانسحب بعيدا عنهم فين حين اقترب معتز من طارق الذي سأله بتعجب 
ماله ده 
علي الرغم من أن معتز يعرف
شخصيه محمد جيدا ولكنه لم يظهر منها امامهم وردد بحسن نيه 
تلاقي بس في حاجه مضايقاه ! المهم بقه يا عم مكملتليش حصل إيه لما قبضتوا عليه !
أخذ معتز يتحاور مع طارق وبين الحين والأخر يرتفع صوت ضحكاتهم وهم يقهقهون بشده علي أحدي الطرائف التي كانت تحدث معهم أثناء عملهم 
كان صوت ضحكاتهم يصل إلي أذن محمد وضع علي وجهه الوساده بضيق وهو يسأل نفسه لماذا لم يستطيع أن يشاركهم الضحك ! شئ بداخله يريد ذلك وبشده وشئ أخر يري أنهم أقل بكثير من ان يصلوا إليه ويصبحوا أصدقائه ! يري نفسه اذاكهم وأكثرهم خبره وحنكه ! بل يري نفسه من يستحق قياده تلك المهمه لا لن يقبل صداقتهم أو شراكتهم مطلقا هو علي افضل حال بوضعه هذا ! 
ابعد تلك الأوهام التي تحيط به وغط بالنوم بعدما هلك من التفكير 
شرق معتز من شده الضحك وأخذ يكح بقوه فأضاف طارق وهو لم يتوقف عن الضحك
ولا في مره يا أبني عربيتي عطلت مني وكنت راجع من مشوار بالليل ومش عارف أعمل ايه المهم طلبت اوبر ومشيت واحنا في الطريق كان في كمين ولحد ما جه دورنا السواق وراله البطايق والظابط سابه وبصلي انا بيقولي انت كنت فين قلتله انا كنت مع مراتك 
السواق بصلنا أحنا الاتنين وكان هيعملها علي روحه الظابط بصله وبصلي وسألني تاني انت متأكد قلتله أه والله حتي لابسه بيجامه حمرا السواق نزل من العربيه وقعد ېصرخ ويقوله ده مچنون يا باشا والله ما اعرفه ده مسطول انا رقدت من الضحك انا والظابط والسواق ميعرفش أن الظابط ده جوز اختي وانا فعلا كنت بزور أختي
لم يقوي معتز علي الضحك أكثر
فنام علي ظهره قليلا وهو يلتقط أنفاسه في حين انضم عمرو إلي معتز وطارق وهو يضحك بشده أيضا 
بتفكرني بنفس الموقف ده جوز أختي كان بيرن عليا بيقولي انت فين قلتله مقدر أنها اختك وكل حاجه بس راعي حساب أنها مراتي 
نهض معتز پألم مرددا من كثر الضحك 
ابوس إيدكم كفايه مش قادر 
أجابه عمرو وهو مازال يضحك 
انا أصلا كنت جاي أقولكم أن صوتكم عالي اوي والقائد لو لقاكم لسه صاحين مش هيبقي كويس
تحدث طارق من بين ضحكاته وهو يماطله بيديه 
لا وانت ماشاء الله بتكلمنا دلوقت من الحلم 
تذكر عمرو حديثهم حيث كان يستمع إليهم أيضا من الخارج وردد بضحك
لا ما انا كنت بسمعكم بره وبضحك ما عشان صوتكم عالي جيت اقولكم تتخمدوا بقه 
تنهد معتز وهو يريح بطنه من الضحك قليلا
انا مش جايلي نوم دلوقت بصراحه انا اتعودت انام قليل نظر لطارق انت جايلك نوم يا ابني 
اجابه طارق ممسكا ببطنه
لا خالص ده انا بفضل ٣ أيام مطبق يا عم !
نظر عمرو

انت في الصفحة 1 من 33 صفحات