السبت 28 ديسمبر 2024

روايه انا والطبيب لكاتبتها ساره نبيل

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الطويلة ومزقت منها جزء كبير ثم عقدته فوق رأسها تخفي خصلاتها..
صعد عزيز من خلفها وهو ېصرخ پجنون
قدر ... قدر .. إزاي تتجرأي وتمشي من قدامي من غير ما أسمحلك..
وبمجرد أن دلف للغرفة حتى تسمرت أعينه فوقها وهو يرى هذه الإجابة الصريحة في تحديها وعدم خۏفها منه ومن تهديده..
ترفع رأسها بكبرياء وتحدي وشجاعة وقوة هي من اسقطتها بطريقه..
فهي لا تخنع أبدا...
انتفخت عروقه وتنامى غضبه وهو يرى عدم مبالاتها بتهديده وبأن الشخص الوحيد التي يفرض 
انتفضت قدر تخرج من ادكارها

فرفعت كفها أمام وجهها وهي تقبض أصابعها وتبسطها ثم كورت قبضتها بشدة..
ورفعت كفيها المثقلة بالدعاء وسط الظلام ... وهل رد مظلوم خائبا من أمام باب الملك يوما ما!
لقد أقسم بجلاله وعزته .. لقد كان المظلوم من الثلاث الذي لا يوجد بين دعاءهم وبين السماء حجاب..
وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين..
كيف يحزن مظلوم بعد سماع هذا الوعد!
_______بقلمسارة نيل______
وبذات الطريقة وبذات التوقيت رغم الحماية والحراسة المشددة كان يتسلل هذا المجهول لغرفة مختلفة..
اقترب من تلك الغافية بنوم عميق تضع سماعات الأذن بموسيقى صاخبة في أذنيها غرز تلك الأبرة بذراعها وسحب المجهول أصبعها يضعه فوق شاشة الهاتف ليفتح أمام أعينه..
وشرع في الخطوة الثانية من الإنتقام لكن تلك المرة ستكون مختلفة ... ومن العيار الثقيل..!
موعدهم معها الصبح أليس الصبح بقريب!!
_______بقلمسارة نيل_______
كانت فترة عمله للصباح بجوف الليل بعد أن انتهى من قراءة ما تيسر له من القرآن وردد بعض الذكر خرج يتمشى بالممرات الساكنة الهادئة يتأكد أن كل شيء على ما يرام قبل أن ينعم ببعض النوم..
وأثناء مروره بأحد الغرف الجانبية تسلل لمسامعه صوت همس ضعيف..
عقد حاجبيه بعجب وأوشك أن يدلف لداخل الغرفة ليعلم ما الأمر لكنه توقف متسمرا وهو يستمع لحديث مدير المشفى المنخفض وقد بدى متوترا مرتجفا
زي ما بقولك كدا يا ماهر .. هو طلب نبدأ نديها العلاج ده .. تعرف ده معناه أيه..
ردد الطبيب ماهر بفزع
بيعجل بمۏتها يا دكتور سامي العلاج ده خطېر جدا .. علاج يدخلها في إكتئاب ويخليها متحسش بالعالم من حوليها ويوصلها بكل سهولة للإنتحار ودا إللي يقصده..
هنعمل أيه .. المچرم ده بقت المستشفى كلها تحت إيده ومهددني بأمي الكبيرة في السن..
ردد الأخر بهم وحزن
وعيالي يا دكتور سامي .. أنا مش عارف أعمل أيه .. إحنا مالنا ومال إنتقامهم وليه يدخلنا في الحړب دي..
قال الطبيب سامي بحسم وأعين شاردة
هنفذ يا دكتور ماهر .. من الصبح تنفذ..
يجب أن ينقذها..
سار مسرعا تجاه غرفتها فتلك المشفى أصبحت تشكل خطړا عليها الټفت بحذر قبل أن يلوى مفتاح الغرفة يفتحها بهدوء دون إصدار صوت وفور أن فتح الباب وقف مستمرا ليتوارى سريعا وهو يرى آخر شيء توقعه على الإطلاق..
همس يستغفر الله سرا بينما يصرف تفكيره من هذه الجهة وقڈف بعقله شيء آخر.. 
شخص يتسلل للمشفى حتى غرفتها .. وردة فعلها تجاهه عكس السكون الذي تنتهجه..
إذا هي بخير!!
توسعت أعينه عند هذا الهاجس فهل
من الممكن أن تكون بخير ومن هذا الشخص المجهول!!
لكن هذا لا يغير من أنها معرضة للخطړ..
توارى ووقف في أحد الزوايا المخفية عندما رأى هذا الشخص يتحرك للخارج متنكر بزي ممرض وقناع طبي..
عاد قيس لغرفته بوجه مجعد وكثير من التساؤلات هاجت بعقله وقد أصبح كل شيء أمامه ضبابي..
جلس خلف مكتبه مستندا على سطحه بذراعيه ليغرق في التفكير العميق حتى ألمه رأسه رفع أصابعه وأخذ يمسد رأسه بإرهاق ليغفو جالسا بعقل تائه...
______بقلمسارة نيل______
بغرفة قدر جلست فوق فراشها وبين يديها هذا الدفتر الذي دسه هذا الطبيب المختلف إليها ابتسمت بشرود لتتفتح ملامحها الجميلة رغم ذبولها أخذت القلم بين أصابعها تتحسسه بسعادة ثم شرعت تفتحه ونقشت تكتب في الصفحة الأولى بخط متوسط وأعينها تضوي هذه المرة ببريق السعادة..
حامي الحمى 
تنهدت براحة ليغرق

عقلها في هذه الذكرى التي كانت البداية لكل شيء اليوم الذي تغيرت عنده حياتها وأصبحت تكتسي بالسواد..
في بلدة متواضعة يميزها طيبة قلوب ساكنيها ومع بدء أول خيط للصباح والشمس لم تخرج بعد على حافة الشروق انتشر الرجال عائدون من صلاة الفجر واستقيظت النساء والفتيات من ثباتهم بعد ليلة هادئة انتهت بنوم عميق باكر..
ضجت المنازل بالحيوية وانتشرت رائحة طعام الأفطار الشهي..
وفي هذا المنزل المتوسط الذي يعمه السکينة والود..
توقفت قدر تتخصر بتذمر أمام باب المطبخ ثم هتفت بإمتعاض
أنا مش عارفة أيه السر العجيب في أنكم تعملوا فطار يوم الجمعة فطير..
الناس تفطر على حاجة خفيفة كدا على معدتها وإحنا يا عيني نصدمها بفطير مشلتت بالقشطة..
لوت السيدة حليمة والدة قدر فمها بتحسر ثم أردفت
أو ممكن مثلا بلاش الفطير علشان عندي بنت مش عايزه تكلف نفسها وتساعد قبال أمها.!
وعلى أساس معدتك المسكينة مش هي إللي بتلهف الفطير بتاع الصبح ده..
أبوك وأخواتك وأنت بتحبيه وبطلي لماضة وأيدك معايا علشان نطيبه..
ارتفعت ضحكات قدر في المنزل ودلفت تحتضن والدتها بشغف وتقبلها وهي تقول
عيبك أنك فهماني صح يا ست قلبي..
يلا أوريك شطارة قدر يكش يطمر في الجحشين رائف ورائد عيالك الطفسين..
وبمجرد انتهاءها من سبها حتى دلف المطبخ شابان في السادسة والعشرون من عمرهم يكبروا قدر بخمس سنوات هرعوا نحوها لتبدأ معركتهم الصباحية وصاح رائد بعنفوان
خليك شاهدة يا حليمة على بنتك..
وكعادة كل صباح خرجت صړخة من حلق حليمة لفض تلك المعركة بينما تجذب مغرفة الطعام الثقيلة ليسرع ثلاثتهم هارعين لغرفهم بحماية..
أخذ يقول رائف بصوت مرتفع بمكر
ما أنا قولتلك يا سي رائف بلاش شيبسي بالطماطم ولا مولتو إللي جبناهم بليل وإحنا راجعين دول خسارة فيها يا عم..
أيده رائد بمكره بينما يجذب شيء ما من الحقيبة البلاستيكية التي تجاوره وقال
عندك حق يا رائف .. يلا حلال علينا الشيبسيات والمولتو ده...
ولم يكمل جملته حتى اقټحمت عليهم الغرفة بإبتسامة عريضة وهرعت تجلس بينهم تقول بحب
أخواتي حبايبي .. ملايكه نازلة من السما رائوفتي ورائودي أحن أخوات في المجرة..
تعرفوا أن إمبارح عملت حسابكم معايا واشتريت بيف مخصوص من إللي بينزل في قلبكم ده ودلوقتي هعمل حتة طاسة بيض بالبيف المعتبرة إللي أنا بعملها..
انهالت فوقها القبل بمرح وحنان وأخذوا يدغدغونا بدلال لټنفجر ضحكا فيقول رائف 
قدرنا الأبيض إللي شبه النور وإللي محلية حياتنا ياض يا رائد..
هو أنا أقدر على يومي ألا ما يبدأ بقدر حبيبة قلب أخوها..
لم يكن مجرد مزاح فقد كانت هي لحياتهم وهج ونكهة لا يستطيع الجميع التخلي عنها ورغم عنفوانها وعصبيتها وقوتها التي لا يستطيع أحد مجابهتها فهم لها سند واحتواء وهم بأعينها العالم أجمع تلقى منهم دلالا واحتواء فهي أميرتهم الوحيدة..
تجمعت الأسرة والتفوا حول طعام الإفطار يتناولون في جو مليء بالسعادة والود والمرح..
وبعد الإنتهاء من الإفطار خرجت قدر حيث شرفة المنزل الأرضية الأمامية الواسعة والتي تطل على حديقة المنزل الصغيرة ثم الشارع تحمل أكواب الشاي الذي أخذت رائحة النعناع الطازج تفوح منه..
وضعته بالمنتصف حيث يجلس والديها وشقيقيها فوق الأرائك تحت أشعة الشمس الصباحية الدافئة..
رددت قدر بمرح
شاي بالنعناع إنما أيه محدش يقدر يعملها ألا قدر ربنا ما يحرمكم مني أبدا..
لوى رائف ورائد أفواههم بضجر وأخذ رائد في الهمس بضحر
يلا أسطوانة الشاي بالنعناع بتاعة كل يوم ... مكانتش كوباية شاي يعني..
طوقت قدر خصرها وصاحت بإحتقان
سمعني صوتك يا سي رائد أنا عارفة بتقولوا أيه يا ناكرين المعروف .. مكانتش كوباية شاي يعني ماشي بكرا لما ميبقاش في قدر هتتشوقوا على كوباية الشاي دي وتقولوا فينك يا قدر ولا يوم من أيامك..
ربنا ما يحرمنا منك أبدا يا نن عيني دا أنت الخير ونوارة البيت ده يا قدري الأبيض الجميل..
نظرت لشقيقيها بغيظ بينما قالت والدتها وهي تجذب كوب الشاي
أقعد دلع فيها يا أبو ياسين لغاية ما شايفه نفسها

علينا ومستقوية على أخوتها. 
قال فتحي والد قدر بحنان
تستقوى وأعيش وأدلعها يا أم ياسين ربنا يجعلها قوية طول العمر..
جلست قدر بأحضان والدها الدافئة وأخذت تأكل الأشياء التي قد ابتاعها لها رائف ورائد بتسلية..
قال والد قدر بسعادة
صحيح يا ست حليمة .. ياسين كلمني وقال إن هيوصل على أول الأسبوع الجاي..
تهلل وجهها بسعادة لعودة ولدها البكري لتنطق بفرحة
بجد .. يوصل بالسلامة يا كبد أمه والله واحشني أوي..
ابتهجت قدر وهتفت بسعادة
يااه واحشني موووت حقيقي البيت من غيره ناقصه كتير ومش ليه أي طعم..
وأكملت بمكر وهي تنظر لرائد ورائف
يلا بقاا يا أم قدر نقعد نفكر في الوليمة إللي هنعملها ... بس طبعا لياسو فقط...
محشي مثلا .. ولا نقول مكرونة بشاميل بتاعتي هو بيحبها من إيدي جدا .. وممكن لحمة بالصوص ...إللي أنا بعملها دي يا حليمة .. عارفها وياسو بيحبها أووي...
امتعض وجه حليمة لتقول باستسلام
أنا معرفش في الأكل المايع إللي بتعمليه ده بس ياسين بيحبه مع إن عايزه أعمله أكل يرم عضمه..
بس يلا اعملي كل الوصفات إللي بيحبها..
سال لعاب كلا من رائف ورائد واللذان أسرعا يجلسون على جانبي قدر وأسرع يقول رائد بود واهتمام
بقولك يا قدر أنا نازل الأسبوع ده المكتبة في كتب نقصاكي أو نفسك فيها .. روايات ناقصة لأجاثا كريستي أو مجموعة هولمز..
بينما أخذ رائف يقول
بقولك يا بت يا قدر أنا شوفت حتة فستان في المول مرسوم عليه فراشات كتير أوي إنما أيه لقطة .. أنا أول ما شوفته قولت هياكل حتة منك ولونه أيه .. لافندر كمان..
هنزل عالطول وأجيبه قبل ما حد ياخده..
رفعت قدر رأسها بكبرياء ثم هتفت بغرور بينما تقضم حبات الشيبس
هفكر وأرد عليكم..
وكادوا يتحدثون إلا أن صوت طرق شديد جدا على باب منزلهم الرئيسي جعلهم ينتفضون
بفزع..
انتفضت حليمة وهي تطبطب فوق قلبها قائلة
يا ستار يارب أيه الخبط ده ..استرها يارب..
بينما انتفخت أوداج قدر ڠضبا وسارت خلف شقيقيها ووالدها نحو الباب وبمجرد ما فتح الباب وجدوا الكثير من الجيران متجمهرين بينما يوجد رجال غرباء كثيرة جدا تنتشر في كل مكان يرتدون بذلات سوداء ويتواجد آلات هدم كثيرة.
تسائل فتحي بتعجب
خير في أيه..!
هبط رجل في بداية عقد الرابع من سيارة سوداء حديثة الطراز ولم يكن سوى عزيز البحيري الذي رمقه بكبرياء وأشار وهو ينفث دخان سيجارته وقال وهو يستدير مواليا ظهره لهم
اخلوا البيت علشان هنبدأ نهد...
وقعت الكلمات على الجميع كالصاعقة أخرست ألسنتهم إلا من تلك التي خرج هدرها وتشرست ملامحها وهي ترمقه باشمئزاز
نعم!! هو أنت جاي تعرض چنونك علينا هنا يا مچنون ... روح اتجن بعيد عن هنا..
قال نخلي البيت شكل دماغك لاسعة..
توقف بتخشب واستدار ببطء ينظر لصاحبة تلك الكلمات المندفعة التي ستندم عليها حتما طافت أعينه يجرفها بنظراته التي اتقد الشرر بها ابتسم لتفتح أبواب الچحيم وقال بوعيد وهو يتأمل أعينها الزبرجدية المتشرسة والمغمورة

انت في الصفحة 4 من 10 صفحات