الجزء الثاني والاخير بقلم ياسمين عادل
عليكي
ف اتسعت ابتسامتها وهي تنظر ل كنزتها الزرقاء القطنية و
نينة شالت كل الهدوم السودا وأصرت عليا أغيرها
ثم نظرت ملك بالإتجاه الآخر حيث تجلس نغم منذ وصولها مع كاريمان أسفل البرجولة المصنوعة من الخوص في زاوية الحديقة الفسيحة و
نغم انسجمت مع نينة أوي
مفيش حد يعرف كاريمان ومينسجمش معاها
وضع يونس السرج مقعد ثابت لجلوس الراكب على ظهر ريحان وبدأ في تجهيزه ليستقبل ركوبها أعلاه ثم ضبط الركاب وهو إطار أو حلقة صغيرة يضع الفارس قدمه بداخلها ويتم وصلها ب السرج عن طريق سير جلدي يطلق عليه سير الركاب
مستعدة !
فركت ملك أصابعها سويا وهي تنظر ل ريحان بتوجس و
مش عارفه دي أول مرة هركب حصان وخاېفة
مد يده لها ف وضعت كفها بين أصابعه ل يختخت بعدها بنبرة رومانسية
بس أنا هكون في ضهرك
ف توردت وجنتيها على الفور مما دفعه للتغزل بها في الحال وهو ېلمس طرف خدها
خدودك بقت عاملة زي حبيتين الفراولة
كفاية يايونس
ف قبض كفه على أصابعها مشددا على قوله
تؤ مفيش حاجه في الدنيا تكفيكي
ثم أشار برأسه ل ريحان و
يلا
ف استجمعت شجاعتها و
يلا
طوق خصرها بذراعه وهو يساعدها للصعود على ظهر الفرسة حتى جلست أعلاه ف أصدرت ريحان صهيلا وحركت ساقيها عن الأرض كأنها ترحب بها ف صړخت ملك پذعر وهي تتشبث ب السرج
ف قهقه يونس وهو يمسح على رقبة ريحان و
مټخافيش دي كده حبتك
وبمهارة فارس متدرب قفز قفزة رشيقة حتى أصبح خلفها تماما أحاط خصرها بكلا ذراعيه والتصق ظهرها ب صدره وهو يتحكم في اللجام المربوط بالرسن وعندما أصبح على أهبة الإستعداد سألها للمرة الأخيرة
مستعدة
ف زفرت زفيرا عميقا وهي تصرح بتخوفها
ف كان جوابه سبب بث بعض الطمأنينة بداخلها
بحبك
ف انبعجت شفتيها ب سعادة غمرتها حتى تناست أين تكون وأردفت بنبرة ناعمة تغلغلت لمسامعه مسببة له انتشاء غير طبيعي
وانا بحبك أكتر
ف نفخ ب أنفاسه الحارة على أذنها حتى اقشعرت و
تؤ أنا أكتر ب كتير
وهنا طارت ريحان راكضة بكلاهما لتتجول بهما قليلا في محيط المزرعة وهي تتشبث ب ذراعيه بينما هو محكما إياهم عليها تغلفهم السعادة التي امتشجت بالمرح رويدا رويدا بدأت ملك تعتاد على ريحان خاصة وإنه معها وهذا دفعها لأن تقدم على ذلك بدون خوف ف هي تثق تماما إنها آمنه بين يديه
مش ممكن يانغم دمك خفيف أوي أوي
ف ابتسمت نغم بتودد وهي تقول
أنتي اللي عسل ياطنط ملك محظوظة إنك معاها هنا
ف نظرت كاريمان ب اتجاه عصافير الحب اللذان يطيران بالفرس وابتسمت بسعادة شديدة وهي تقول
أنا اللي محظوظة إن بقا ليا حفيدة جديدة غير يونس ويزيد
أهو يزيد جه على السيرة
لا تعلم على تفرح لوجوده أم ترثي حالها لأنها ستضطر على معاملته برسمية مرة أخرى ولكنهم في مكان سيجمعهم ليوم كامل على الأقل حتى وإن انتهى بفراق جديد يكفيها بعض الوقت
أظهرت نغم لامبالاة لتواجده وكأنه لا يشكل فارقا معها وعندما ترجل من سيارته وأقبل عليهم كانت مبعدة أنظارها عنه حتى وصل إليهم وأقبل على جدته قائلا
وحشتيني ياكوكي
وانحنى ل يقبل يداها رمقته ب استهجان بدون أن تجيب ف بادر هو قبل أن تقوم ب إحراجه گعادتها
عارف عايزة تقولي إيه حقك عليا بس من ساعة ما جيتي المزرعة وانا مش عارف أجيلك
ف تلوت شفتي كاريمان غير مصدقة تبريره الضعيف و
على أساس إني كنت بشوفك لما كنت في بيتي في القاهرة!
ضحكت نغم متشفية به ف انتقلت نظرات يزيد المتبرمة نحوها بينما كانت كاريمان تعرفه عليها
دي نغم صاحبة ملك
ف تقوست شفتي يزيد وهو يجلس قبالتها قائلا
ماانا عارف
ف سألتها كاريمان
أنتوا تعرفوا بعض
ف أجاب يزيد نيابة عنها
نغم تبقى سكرتيرة مكتبي يانينة هي مقالتلكيش ولا إيه!
ف تدخلت نغم بدورها
مجتش مناسبة كنا بنتكلم في مواضيع تانية
ف تهكم يزيد مستخفا بها
مواضيع زي إيه الأكل مثلا ماانتي متعرفيش غيره!
ف احتدمت نبرتها هي وتسأله
ولما أنا معرفش غيره عينتني سكرتيرة لمكتبك ليه من غير حتى ما تبص على السي ڤي بتاعي!! هه !
ف أشاح بوجهها بعيدا عنها
أعتبريها منحة
ف هبت نغم واقفة من مكانها وقد أشعلت كلمته ڠضبها المكتوم منه منذ مدة
يعني بتشفق عليا! ليه شايفني متسولة ولا مش لاقيه
ف نهض من مكانه شاعرا ب أن كلمته لم تكن في محلها تماما وتحولت لمعنى لم يكن يقصده
لأ طبعا أنا معنديش شفقة في الشغل لو مكنتيش مجتهدة وشايلة مسؤولياتك مكنش زمانك في المكانة دي دلوقتي
ف هدأت قليلا بعدما سحب هو كلامه و
كويس إنك اعترفت ب ده
ثم نظرت ل كاريمان التي كانت تتطلع لمشادتهم القصيرة بصمت واستأذنت منها
عن أذنك ياطنط هغير هدومي عشان أركب خيل معاهم
ف سمحت لها كاريمان
طبعا ياحببتي أتفضلي
شكرا
ف غمغم يزيد وهو يتعقبها بنظراته
خيل! الله يرحم أبوكي
وقفت كاريمان قبالته ورمقته بنظرات يعرفها جيدا وابتسمت ابتسامة عابثة وهي تقول
يعني نغم تبقى السكرتيرة الخاصة بتاعتك
ف أجابها بدون انتباه ل نظراتها
آه
وعندما التفتت أنظاره إليها وهي تتابع حديثها قرأ تلك الكلمات التي لم تبوح بها مباشرة
Çok güzel جميل
ف أشار لها يزيد بسبابته محذرا
أوعي تفكري في اللي بتفكري فيه يانينة أكلمك باللغة اللي بتفهميها Yapma لا تفعلي
ف ابتسمت كاريمان وهي تسأله بعبث
ليه Güzel kız Ona güveniyorsun بنت جميلة بتثق فيها
ف أشار يزيد نحو شقيقه البعيد عنهم و
أنتي ركزي مع يونس وملك وأفرحي بيهم وسيبك مني أنا خالص تمام اليوم طويل وانا لسه قاعد معاكي لحد بكرة متخلنيش أندم إني جيت
وهم ينصرف من أمامها قبل أن تحاصره من جديد ف ضحكت وهي تجلس على مقعدها من جديد وأردفت ب
الولد فاكرني غبية بس على مين! مبقاش كاريمان لو اللي في بالي محصلش
كانت إتصالاتها متكررة ولم تهدأ أو تكف عنها منذ الأمس وهي تحاول التواصل معه ولكنها لم تصل لأي شئ حتى أصابها الضجر
ف تركت له رسالة صوتية على تطبيق المحادثات الشهير واتساب وقالت
أنت فين يازهدي قالبة عليك الدنيا من امبارح طمني عملت إيه
وأرسلتها وهي تغمغم بسخط
هفضل محپوسة لحد هنا أمتى لحد أمتى
وقذفت غالية بالوسادة الصغيرة الملحقة بالأريكة بعيدا عنها و
أكيد زهدي هيعرف يتصرف ويدخل بينهم وإلا مش هيكون قدامي غير حل واحد مفيش غيره
وأظلمت عيناها وهي تتابع
طالما يونس كشفني وعرف إني وراها يبقى ياقاتل يامقتول
الفصل الثالث والستون
ليس الخۏف من شعور السعادة الخۏف من أن لا تدوم
_________________________________________
گالطير الذي يحلق في عنان السماء مرفرفا ب جناحيه الطليقان ب حرية يرفض السچن وإن كانت أسياجه من ذهب تشبهت ملك ب حال الطير الآن بعدما تخلصت من رهبتها وسبحت في عالم لم يخلقه لها سواه ڠرقت في شعور السعادة والنشوة وتركت ذراعيها متحرران في الهواء وهي ترتفع عن السرج كلما قفزت الفرسة ريحان ولكن ذراعاه كانتا محكمتين عليها بشكل أشعرها بالأمان
طالت جولتهم قليلا بدون أن تشعر ملك بمرور الوقت عليهم حتى استمعت لصوت يونس وهو يسألها
مش كفاية كده
ف رفضت أن يتوقفا الآن و
لأ لسه شوية ملحقتش استمتع بيه
فلم يرد مطلبها وظل يتجول بها لوقت إضافي ثم بدأ يعود بها وقد هدأ ركض ريحان وسارت متهادية وهما على ظهرها عائدة بهم بالقرب من الحظيرة كانت شفتي ملك منبعجة بسعادة مفرطة وكفيها على يديه الكبيرتين الممسكتين ب لجام ريحان وأراحت ظهرها على صدره قليلا وهي تتنفس ب انتعاش قائلة
متخيلتش إن ركوب الخيل ممتع بالشكل ده!
بس دي مش أي خيل خلي بالك مع ريحان ليها متعة تانية خالص
تأهب يونس ل يترجل عن ظهر ريحان ونزل عنه ثم بسط لها ذراعيه وطوق خصرها وهو يعاونها في الهبوط حتى أصبحت
قبالته
اتبسطي يافراولة
ف ضحكت ب استحياء و
آه أوي
ولكن ثمة تردد بزغ في نظراتها أعلن عن توتر تحاول أن تخفيه فسألها مباشرة وهو يهندم شعرها الذي تبعثر أثر الحركة والرياح
قولي عايزة تقولي إيه ومخبية !
ف لم تخفي الأمر عنه وصرحت فورا عن حقيقة مخاوفها
خاېفة الفرحة دي متدومش أنا مفيش فرحة بتعيشلي لازم يحصل حاجه في كل مرة بتبسط فيها
ف سعى ل إبطال تأثير هذا الشعور عليها وأكد لها متيقنا من ذلك
المرة دي غير أوعدك فرحتك هتدوم على عكس كل مرة صدقيني
ف هزت كتفها الأيسر وتجاهلت مشاعر الخۏف تلك مستمتعة باللحظة الراهنة
مصدقاك
كانت نغم إينذاك تقف على بعد مسافة مقبولة لا تمكنها من سماع حديثهم كي لا تطفل عليهم وانتظرت حتى ينتهي حوارهم أولا ولكن يونس انتبه لها والټفت ليراها تقف بعيدا عنهم ولا تنظر ب اتجاههم ف صاحت ملك منادية عليها
نغم
ف خطت نغم مقتربة منهم وقد غمرها التحمس الشديد ل إقدامها على شئ گهذا تمنت القيام به دوما ووقفت قبالتهم وهي تنظر إلى ريحان بنظرات معجبة ثم مدت كفها ومسحت على رأسها مداعبة إياها ب لطف بالغ
حلوة أوي إسمها إيه
ف أفترت ملك ثغرها ب ابتسامة وديعة وهي تجيبها
ريحان
ثم سألها يونس
عايزة تركبي يانغم
ف أجابت بتلهف
آآه
ف أشار يونس نحو فرحان و
يبقى خليكي مع فرحان ريحان مش هتعرفي تتحكمي فيها شقية حبتين
ف وافقت على الفور وانتقلت ب خطاها نحو فرحان قائلة
مفيش مشكلة شكله كيوت وهنعرف نتفاهم مع بعض
ضبط لها يونس السرج كي تعتلي الفرس وسألها أثناء ذلك
ركبتي قبل كده ولا دي أول تجربة
ركبت كتير
جميل
ثم ابتعد قليلا ليسمح لها بالصعود و
تعرفي تطلعي لوحدك
ف لم تجبه قولا بل قفزت قفزة جريئة خاطفة أصبحت بعدها على ظهر الفرس كادت تسقط في بادئ الأمر من أعلاه وقد أهتز توازنها قليلا ولكنها أحكمته من جديد وأمسكت باللجام جيدا مسحت على ظهر فرحان بحنو وكأنه تعارف جديد بينهم ثم سحبت اللجام قليلا كي تحثه على التحرك وبالفعل بدأ يركض بها رويدا رويدا
على جانب آخر
كان يزيد يتطلع لكل ما يحدث من شرفة الغرفة المطلة على الحديقة والتي يمكث بها دائما عندما يأتي زائرا إلى هنا وما أن رآها وقد بدأت تتحرك بالخيل برشاقة وكأنها فارسة متدربة حتى انزوت شفتيه ب انزعاج وتمتم ب
ياكش تقعي من عليه وتتكسر رجلك ونخلص!
ثم دلف للداخل وشرع في نزع قميصه عنه مستعيرا أشياء من ثياب يونس لكي يقضي اليوم بحركة حرة غير مكتفة تيشيرت قطني أسود ثقيل رفع أكمامه لمنتصف عضده وبنطال أبيض بجانب حذاء رياضي أسود داكن مشط شعره الذي تبعثر قليلا ثم مسح ب كفيه على ذقنه وتناول هاتفه وخرج
وضع الهاتف على
أذنه منتظر رد الطرف الآخر ووقف
في باحة الحديقة