الجزء الأول بقلم ياسمين عادل
النظر إلى موقعه كان قد جلس على الأريكة ونصف جسده ممتد للأمام يستند بذراعيه على ركبتيه كأنه كان يعارك أحدهم توا انفرط عرقه وبرزت عروق جبهته وعنقه بوضوح اضطربت رغدة
اللي بتعمله مش هيغير حاجه من اللي حصلت يامعتصم
يزيد مكنش هيسكت غير لما يسحب المكن من الجمارك
ف تلوت شفتيه ب تهكم قائلا
وهب من جلسته وهو يصيح پجنون تملك عقله
فلم يسعها الصمت وصاحت هي الأخرى
مكنش ينفع أضحي بنفسي وبيك وانا شيفاه بالشكل ده ده اټجنن خلاص
يستاهل
وأشار بسبابته محذرا
ف تغيرت ملامحها لتكون أكثر تجهم و
أنا مبتهددش يامعتصم يوم ما تشيل يزيد من دماغك ونفض الشراكة دي هو اليوم اللي هترتاح فيه غير كده لأ
غبي! مش هيرتاح غير لما روح فينا تروح
نظرت ملك للدمية الصغيرة التي اهتمت بها سنوات طويلة ثم تنهدت بثقل وهي تدسها بين
خاصة عندما لمح هذا الشاب الذي يقف أمام البناية بالأسفل وينظر للأعلى حيث هي أشتط واندفع پجنون نحو هذا الشاب الذي نظر لزوجته جذب ياقته پعنف وصاح فيه بصوت مرتفع
وكاد يكون أشرس معه لولا رد الأخير الذي اجتهد ليدفعه عنه بأقصى قوة وهو يصيح فيه
انت اټجننت ياجدع انت ولا إيه شيل إيدك عني بدل ما اقطعهالك
إيه ياشريف في إيه!
فصاح الشاب وهو يتخلص من قبضة محمد
الغبي دي ھجم عليا وانا واقف مستنيك معرفش ليه!
فقال الآخر وهو يصيح من الأعلى ليسمعه محمد
ف حدجه بنظرة حازمة وراح يشق طريقه لداخل البناية يكاد يطلق من أذنيه دخان دلفت ملك بسرعة فائقة وخرجت كي تفتح له قبيل أن يدرك عقلها ما الذي حدث وما سبب جنون زوجها لهذه الدرجة وقبل أن تهم لفتح الباب كان هو يفتحه ويدلف صفقه خلفه وبخطوات متعجلة
كانت أصابعه تنغرز في شعرها بقوة آلمتها وهي ېصرخ فيها
أنا كنت واقفة ورا الستارة والله العظيم والله ما حد شافني
فلم يتوقف عن الصړاخ والصوت المرتفع وهو يهدر
أنا شايفك بعيني وتقوليلي محدش شافني! بتستعميني!!
توسلته يتركها كي ترحم من هذا الألم الشديد على الأقل
طب سيب شعري وانا هفهمك والله كنت مستنياك وببص عليك
ودفعها لتقع على الأريكة مستكملا
والټفت موليها ظهره تطلعت إليه بسخط يغالب دموعها وهو يبتعد عنها واستجمعت نفسها خلال ثوان لتقول بصوت متحد وصل لمسامعه بقوة
طلقني
لحظة واحدة لم تشعر بها وكانت ذراعيها بين قبضتيه اللاتي راحت تعتصرها ويهزها بقوة عڼيفة وهو ينطق ب
ده انتي غاوية تتهزئي بقا!! طلاق إيه اللي بتكلمي عنه أوعي تكوني فكراني راجل من بتوع اليومين دول ده انا اكسر رقبتك قبل ما تخرجي عن طوعي وأوامري عايزة تطلقي عشان
وجرها خلفه وهو يتابع
بس ده على چثتي ده انا اخرجك من هنا بكفنك قبل ما تعمليها
حاولت بكل قوة التخلص من حصار قبضته وهي تعترض قائلة
سيب إيدي انا زهقت من العيشة دي مش عايزة أكمل معاك طلقني بالمعروف و
توقف فجأة والټفت لها لتصطدم بذراعه وأشار بسبابته محذرا وهو يردف
بقيت محلها على فراش الأطفال الموجود بمنتصف الغرفة الصغيرة كانت متوقعة رد فعل همجي منه گالعادة ولكنها لم تتخيل إنه سيقوم ب احتباسها لم تتخيل أن يصل تسلطه عليها وتحكمه فيها لهذا الحد
كم شهر مر على مشهدهما الأخير هنا لا يعلم!
وقف يزيد في قلب غرفة المكتب الخاصة ب معتصم منتظرا إياه ثمة رسالة غير مباشرة عليه إيصالها له جلس ب أريحية على المقعد المقابل للمكتب ورفع ساقا على أخرى ثم طرد زفيرا وهو يتجول بنظراته حوله حتى أبصر بتلك الصورة المحفوظة داخل إطار على المكتب
صباح زي الزفت
ف ضحك يزيد وهو يردف
صباح الفل ياحبيب قلبي
جاي ليه
نهض معتصم عن مكانه والټفت ليترأس المكتب و
خدتها بس متفرحش أوي عشان متزعلش في الآخر أوي
متخافش عليا أنا وحش
قالها وهو ينهض عن جلسته أغلق زر سترته ومازالت الإبتسامة السمجة تلوح على مبسمه ثم تابع
ف تظاهر معتصم بالفتور رغم تأجج صدره وهو يجيبه
مش هبيع لما أجيبها على الأسفلت هبقى أسيبهالك
مفيش استفادة ليك من خړاب الشركة لكن لو بيعت هتاخد اللي مكنتش تحلم بيه
تلاعب يزيد في مؤشر التاريخ الموضوع على المكتب و
معاك أسبوع تفكر يمكن العرض يكون مغري لو شاورت حد تاني فيه
وغمز له عابثا معه قبيل يستدير لينصرف هو متيقن إنه لن يرضى بذلك ولكنه قام بعرضه الأخير كي لا يكون عليه حرج في أي تصرف أو إجراء سيقوم به حياله لإنقاذ تلك الشركة العريقة التي بناها وشيدها والده حسن الجبالي بأظافره وعرقه ومجهوده والتي حصل على عشرين بالمئة من أسهمها بالتحايل والخدعة منذها ولعبة القط والفأر لا تنتهي كلما جر معتصم ذيول الشركة للخړاب والټدمير كان يزيد يرفعها من رأسها لتعود إلى نصابها الصحيح ف يفسد عليه مكره ولكنه سئم سئم تلك المناوشات المكلفة التي لا تنتهي بينهما حتى وإن كان يقف گالجسور أمامه لكن طاقته إن نفذت لن يبقيه حتى قيد الحياة
رغم أن وضعيتها في النوم لم تكن مريحة إلا إنها غاصت في سبات عميق وكأنها لم تجد راحة سوى في الهروب إلى النوم
صوت مزعج جعلها تفيق من غيبوبتها المؤقتة ببطء لتستمع إليه بدقة فتحت ملك عيناها ودققت حواسها لتتأكد من صوت الدق نفخت ب إنزعاج وراحت تتقلب على الفراش متأوهه وهي تتحسس ظهرها وبدأت تستعيد وعيها لتتذكر ماذا فعل زوجها بالأمس
جانب آخر
كان محمد يراقب ما يفعله عامل النجارة بالنافذة حيث نوع القديمة الزجاجية وقام بتركيب
أخرى من الخشب مزودة بقفل ومفتاح انتهى العامل مما يقوم به والټفت ليجمع أشيائه ومعداته و
كده خلصت ياهندسة تؤمر بحاجه تانية
لأ حسابك كام
٢٣٠ جنيه ان شاء الله
أخرج محمد النقود وناوله إياها
اتفضل عايزك تغير كالون الباب كمان
أوامرك دقايق ويكون متغير
لم يستغرق الأمر بضع دقائق بالفعل أنهى فيها العامل تغيير وحدة المفاتيح المعدنية وانصرف بعدها
شعرت ملك بالباب الذي ظل موصدا عليها طوال الليل ينفتح أخيرا ف اعتدلت من نومتها حتى رأته يطل عليها برأسه ويملي عليها الأمر
الأول
رمقته بأطراف ناظريها نظرة معترضة فعاد يقولها بنبرة أشد
بقولك قومي
رجف جفنيها ثم نهضت عن جلستها ومرت من جواره مباشرة لتدخل إلى المطبخ تفاجئت بالنافذة الخشبية الجديدة والموصودة في المطبخ ف استنبطت ماهية الصوت الذي كان يدوي منذ قليل خرجت لتدخل غرفتها فإذ بالنافذة قد تبدلت أيضا وكأنه يحاصرها بسجن جديد بعد أن أفضت برغبتها في التطليق منه ضاق عليها صدرها وأحست بالإختناق ينهش داخلها ولكنها سعت لإنهاء صنع وجبة الإفطار كي يرحل ويتركها بمفردها أنهت كل شئ على
الفطار خلص
تركها وخطى نحو المائدة جلس على رأسها وبدأ يتذوق الطعام ومع اللقيمة الأولى ذم شفتيه وهو يلوكها وقال
قولت ٦٠ ألف مرة زودي الملح زودي الملح زودي الملح
ونهض فجأة وهو يزجرها بنظرات محتدمة وصاح
مخ ده ولا طبق سلطة
دفعت يده عنها وصاحت فيه ب انفعال
بقالك أكتر من سنة بتشتكي من أكلي لو مش عاجبك هاتلك خدامة
ف ضحك ساخرا وتابع بصوت مرتفع
أمال انتي لازمتك إيه! انتي هنا عشان تخدميني وتنفذي طلباتي وتريحيني
نظر مصډوما للصحن الذي تبعثر ما بداخله وسقط على الأرضية وبسط ذراعه فجأة لينال من شعرها بيده وجذبه جذبة ستمزقه وهزها هزا وهو يجأر ب
لا ده انتي زودتيها أوي لو ابوكي معرفش يربيكي أنا موجود وديني لأوريكي النجوم في عز الضهر
وجرها من شعرها خلفه بينما كانت تبكي بصړاخ عاجزة عن تخليص نفسها من يديه حتى دخل بها المطبخ فتح أحد أدراجه وما زال يثرثر بكلمات غاضبة
انتي عايزة تتكسري عشان تتأدبي
الحج عوض اتصل بيك الصبح ياعم إبراهيم وبيقولك البضاعة الجديدة جاهزة عشان تستلمها
أغلق إبراهيم الدرج ورفع بصره إليه ب اهتمام و
معقولة لحقت توصل ده احنا لسه مدخلناش على الشتا
كل سنة وانت طيب ياعم إبراهيم الناس كلها نزلت اللبس الشتوي في المحلات خلاص ولازم احنا كمان ننزل التشكيلة الجديدة
أومأ إبراهيم برأسه و
بعد العصر هديك مبلغ تروح توصله للحج عوض وتستلم منه الجديد وتيجي
عيوني
عاد العامل يباشر عمله ف سحب إبراهيم هاتفه ليعاود الإتصال ب ابنته للمرة السادسة على التوالي ولم يستطع الوصول إليها بأي شكل كان غيابها مقلقا غريبا خاصة وإنها لا تغلق هاتفها أبدا نفخ إبراهيم بضجر مصاحبا نفخته سعالا جافا ثم بدأ يحاول الإتصال ب زوجها في الفراغ وعقله معها لا يتوانى عن التفكير فيما يخصها حتى سئم من جلسته الغير مفيدة تلك وقرر أن يسعى ليعلم ماذا حل بها لتغيب عنه هكذا
ارتشفت نغم رشفة من مشروبها الغازي وهي تتابع المسلسل بشغف شديد وفجأة عقبت ب تحمس شديد
أعترف بقا أعترف إنك بتحبها وخلصنا هو انت إيه حجر!
تركت الكوب وهي تستعد لمتابعة مشهد مقابلة بطلي المسلسل وإذ بصوت الهاتف يقطع اندماجها ف عبست فورا وهي تنظر للشاشة و
يعني هو ده وقته يعني مين الرذل اللي بيتصل!
ألو أزيك ياعمو عامل إيه
فأتاها صوته المنزعج
نحمد الله يابنتي قوليلي انتي اتصلتي بملك امبارح ولا النهاردة
لأ ليه في حاجه حصلت ولا إيه
ف ازداد قلقه كونها لا تغيب عن صديقة عمرها وجارتها منذ الصغر وأعلن لها ذلك صراحة
بقالي كذا يوم مش عارف اوصلها ولا هي ولا جوزها أنا قلقان يكون حصل حاجه ولا دخلت البيت المستشفى تاني وانا معرفش
وقفت نغم عن جلستها و
بعد الشړ ان شاء الله خير أنا هلبس وأعدي عليك في المحل ونروح نشوفها
طب متتأخريش عليا يانغم أحسن الفار بيلعب في عبي ومش مستحمل القعدة الخايبة دي
العديد من الشكوك لديها هي الأخرى وجعلها تستوفض كي تذهب متعجلة إليها
كان الوضع جادي في المقر الرئيسي لشركات الوطنية منذ صبيحة اليوم بعد إعلان إلغاء أحد أهم الإجتماعات السنوية التي يحضرها مشرفون أجانب بناء على أمر من يزيد وبدون مراجعة الشركاء الآخرين مما أثار امتعاض معتصم وذهب متعجلا لمواجهته ولكنه اصطدم بمفاجأة أخرى
دخل معتصم غرفته ليجدها فارغة لا يوجد مكتبه الفخم ولا طاولة الإجتماعات الصغيرة
انتوا بتعملوا إيه هنا!!
أنتوا مين
انتفض الرجل بفزع والټفت ليراه وهو يجيب
أنا مهندس الديكور اللي بشرف على تغيير ديكورات المكاتب يافندم
ومين قالك عايز أغير حاجه!!
مين أدالك الأمر ده!
فقال بتلقائية بدون أن يعي خطۏرة الموقف
مستر يزيد
كأن جمود أصابه وهو يتلقى ذاك الأسم الذي يبغضه متوقع ومع ذلك فاجئه وفي اللحظة التي
مش هتروح عنده يامعتصم هو عايز ده