الجزء الأول بقلم ياسمين عادل
الخاصة الجديدة والتي تستخدم ببصمة الأصابع ثم نظر لمساعده و
عايزها تكون مفاجأة لما رغدة تعرف إن الورق اللي شافته في مكتبي ملهوش أي لزوم وإن المعلومات اللي خدتها كلها ملهاش أصل من الصحة هنبقى نجحنا بجد
ترك سيف الملف جانبا و
مش عايزك تقلق خالص يافندم مهندس الديكور اللي جبناه يعدل ديكورات المكاتب زرع المسجلات في أوضهم زي ما أمرت وبشكل سري جدا من هنا ورايح مش هنتفاجئ بأي حاجه من ناحيتهم
فاضل ربع ساعة لازم تأمن دخول يونس من غير ما حد يشوفه عشان المفاجأة تكون أقوى
وابتسم پشماتة جلية
أنا تعبت أوي لحد ما قدرت أضم يونس لصفنا يونس هو اللي هينهي العك اللي بيحصل ده مجرد وجوده هيعمل طفرة
ونهض عن مكتبه
روح اعمل اللي قولتلك عليه وانا رايح أبدأ الإجتماع
وانسحب سيف بعدما سحب الملف من جديد و
حالا
في جانب آخر
كان يونس يتلقى أهم الأخبار والمعلومات التي كان عيسى يمده بها عبر الهاتف حيث حصد مجموعة من المعلومات لا بأس بها حتما ستفيد يونس استمع له حتى النهاية حتى أن عقله الدائب الذي لا يتوقف عن العمل قد شرد فيما سيفعل
أغلق يونس الهاتف وجلس بسيارته شاردا عيناه للأمام بينما ذهنه بعيدا نزع السېجارة من فمه وترك عقبها ينزلق من بين أصابعه عبر نافذة السيارة
ولكنها وهبت لآخر قلبها وهي زوجة لأحدهم أي ظروف تلك التي رمت بها لهذا القاع! لا يعلم ولكنه سيعلم ذلك أيضا
ترأس الطاولة وتسائل بفتور
خير يامعتصم قاعد مكان المديرة بتاعتك ليه
وكأنه يتعمد تذكيره كل مرة بعدم امتلاكه لشئ هنا هو فقط زوج صاحبة الأسهم حاول معتصم بفشل ذريع أن يقضي على ضيقه حيال ما قال بكلمات متجاهلة سؤاله
نظر يزيد حوله و
بس احنا لسه مش كاملين
ابتسم معتصم بسماجة قائلا
متهيألك كل الموظفين قاعدين
انفتح الباب على حين غرة ودخل سيف أولا ثم أفسح المجال قائلا
اتفضل يافندم
دلف يونس حاملا وقاره وهيبته على كتفيه وأردف بجدية
بعتذر عن التأخير
نهض يزيد عن مكانه والضحكة تنبعج منه تكاد تصل من أذنه اليسرى لليمنى جلس يونس على رأس الطاولة وهو يرى علامات الدهشة الممزوجة ببوادر الإنفعال المتعصب على ملامح معتصم ولكنه تجاهل ذلك قائلا
قالها وهو ينظر ل معتصم الذي لم يتحرك قيد أنملة أو يرمش حتى ف مط يونس شفتيه للأعلى قليلا قبيل أن يستطرد مجددا
الكلام ليك ياأستاذ معتصم
انتبه معتصم ولكنه لم يفهم تحديدا إلام يرمي
مش فاهم
ف سخر يونس منه بطريقته
ده الطبيعي
ف تشنج معتصم من إهانته المتوارية و
أفندم!
ف ابتسم يونس بهدوء و
الطبيعي إنك تقوم من مكان مش بتاعك خصوصا إن صاحبة الأسهم مش موجودة يعني انت هنا نائب عنها وبس
وأشار له لينهض وقف معتصم بحرج شديد وهو ينظر للمحيطين الذي تبادلوا النظرات معا في حين أشار يونس لشقيقه
ياريت تقعد في مكانك يامستر يزيد
خطى يزيد نحو مقعد الرأس بالجهة المقابلة بينما كان معتصم يجلس بجواره تحديدا كما كان في السابق عندما كان مساعد درجة أولى وصديق مقرب له
استند يونس بذراعه اليمنى على سطح الطاولة و
في حجات كتير حبيت أطلعكوا عليها بنفسي منها إني هكون متواجد هنا بشكل كبير الفترة الجاية لحد ما المشروع الجديد ينتهي
المطلوب وبإيجاز كل واحد هيكتب تقرير بخط الأيد عن أهم الخطوات والإنجازات اللي عملها في المشروع ده ويسلمه ل مستر سيف
ثم نظر ل معتصم وسأل
فين إحصائية الجرد بتاع المكن الجديد يامستر معتصم
ارتفع حاجبيه غير متوقع سؤال گهذا و
دي مش مسؤوليتي
صح مكنش مسؤوليتك الأول لكن بقى ضمن المهام اللي هتنفذها
أنا آ
وقبل أن ينفعل معتصم بادر يونس من جديد
هستناها بكرة تكون على مكتب سيف عشان يسلمهاني
ثم أشار ل سيف
سيف وزع المنشور اللي معاك على الزملاء عشان كل واحد يعرف هو هيشتغل على إيه النهاردة
وقف يونس عن جلسته و
عارف إني هلغبط ال system نظام بتاعكم بس انا مش بحب شغل الإيملات ده النهاردة اليوم هيكون نظري أكتر
وتناول يونس أحد الملفات منسيف و
عايز كل موظف قاعد معاه نسخة من الملف ده
حاضر النسخ بتجهز
بدأ كل الجلوس بتنفيذ أولى تعليماته بجد فهو لا يحبذ الأخطاء والتهاون والجميع على علم بذلك كان يفحص كل نظراته وإيماءاته مقتنعا بما رواه يزيد كانت المفاجأة شديدة على عقله ماذا سيفعل إذا عندما يجد نفسه أمام باب الشركة مطرودا منها!
خرج معتصم من المكان بخطوات متشنجة بعد انتهاء ساعة عصيبة للغاية لا يدري كيف تحملها للنهاية ومن خلفه كان يسير يونس الذي استوقفه مناديا
معتصم
وقف بمحله دون أن يستدير ف دنى منه يونس و
أنا مبحبش الإنسان البديل بعد كده لو المدام مش قادرة تحضر الإجتماع ياريت متبعتش البديل بتاعها
ف احمرت عينيه أخيرا بعد كتمان طويل و
يونس! انت زودتها أوي
ف احتدم صوته وتلاشى هدوءه على الفور وهو يحذره
أنا مش صاحبك يامعتصم أعرف قدرك وانت بتتكلم مع رئيس مجلس الإدارة
ثم تابع بصوت أخفض
رئيسك في العمل ومدير مجموعة الوطنية كلها
كان يزيد يقترب منهم متلذذا بتلك التعابير الحاقدة على وجه غريمه وما أن لمح معتصم ظله حتى ضبط نفسه وهو يقول
حاضر يارئيس مجلس الأدارة المدام بتعتذر عن غيابها مستنين ولي العهد يشرف عشان كده لازم ترتاح
هذه العبارة التي تأكد معتصم إنها وصلت لمسامعه لم ينتظر يونس المزيد من حديثه السمج ف أنهى الحوار على الفور و
مسألتش عن السبب بلغها إني مش متقبل غيابها ولا هقبل بديل عنها
ثم دنى منه خطوة وقال بتحذير شديد اللهجة
يعني مش عايز أشوفك في اجتماعاتي تاني
وتركه خلفه قبض معتصم على كفه بعد أن أصبح بمفرده حتى يزيد لم يكن واقفا وكأنه انصرف منذ مدة أرخى معتصم رابطة عنقه بعد أن أحس بالإختناق وغمغم
لازم الأسهم دي تتحول ليا أنا مش هبقى لعبة في إيد يونس عشان معاه ال 50 لازم اتصرف
لقد انتظر الكثير من الوقت حتى تأكد إنه بالأعلى تلك الخطوة التي رأى يونس كم هي ضرورية قبيل الإقدام على التخلص من هادي نهائيا لن يكون الأمر سهلا بعد ما توصل إليه يونس من معلومات تفيد بإنه إنسان ماجن متعدد وكثير العلاقات وقد قرر إنهاء أمره بالشكل الذي يراه لائقا
وقف يونس أمام تلك اليافطة الرخامية المحفور عليها أسم هادي لحظات ثم قرر دخول المركز الخاص به حيث كانت تجلس موظفة الإستقبال تتحدث في هاتفها ولا يوجد مرضى بساحة الإنتظار وزع نظرات شمولية على المكان يحفظ تفاصيله دهاليزه وممراته ثم دنى منها يونس ليلتقط بسمعه
لسه مزنوقة في قرشين ومستنية اقبض الجمعية عشان اخلي الدكتور يحدد معاد العملية بتاعت إبني
انتبهت له ف أبعدت الهاتف عن أذنها و
أيوة ياأستاذ اتفضل
كان ساكنا ذا صوت رخيم وعذب وهو يقول
عايز أقابل دكتور هادي
بخصوص إيه
كأن عيناه لمعت بتحفز وهو يقول
مريض مريض وجاي احجز جلسة علاج معاه
الفصول من 1217
الفصل الثاني عشر
بعض الأحلام لا نحبذ أبدا رؤيتها لأنها ببساطة تشبه واقعنا ونحن لا نرغب بأن نعيش الواقع مرتين
استيقظت ملك من غفوة قصيرة مؤرقة تمنت لو لم تغفوها بعد أن رأت كابوسا مزعجا ظلت تتلوى على الفراش محاولة تهدئة عقلها الذي هاج بعدما رأت نفسها تسقط بالهاوية ب أيادي لم تراها
انقبض قلبها واستيقظت وهي تسقط على الأرض ومنذها وهي تحاول السيطرة على قلبها الذي ينبض بسرعة
وقفت أمام الشرفة وهي تتحس قلبها الذي يوجعها كلما تنفست لا تدري ما السبب ولكنها وخزة لم تزول إلا بمرور الكثير من الوقت
في منتصف الطريق السريع وبين صفوف السيارات التي تطير على الأرض بسرعة رهيبة كان يونس يشق طريقه عائدا للمزرعة بسرعة فائقة تفوق زويه من السائقين المجاورين من حوله عقله ليس معه يأتي ويذهب به منذ أن ترك القاهرة عيناه عمليا مرتكزة على الطريق ولكن علميا لا يرى سوى المشهد الذي دبرته الصدفة ليراه
عودة بالوقت للسابق
أغلقت المساعدة الخاصة ب هادي هاتفها وأنصتت ل يونس وهو يملي بياناته
حسن أحمد
رقم تليفون لحضرتك
بحث في هاتفه عن أحد أرقامه القديمة المغلقة حاليا وأملى عليها ثم أردف
ينفع يكون النهاردة
هرجع للدكتور واشوف هيقول إيه
نظر حوله ثم قال
طب من فضلك محتاج أدخل حمام ضروري
أشارت له نحو الرواق الموجود أقصى اليسار و
أول يمين من الناحية دي
أومأ برأسه وهو يبتسم وسلك الطريق الذي أرشدته إليه وبعيناه الثاقبة كان يدرس كل التفاصيل من حوله مر بجوار دورة المياه ولم يدخل مضى بشكل مستقيم حتى بدأ صوت أنثوى يتخلل سمعه ضاقت عيناه وهو يدقق السمع واقترب أكثر من الغرفة الأخيرة التي يعلوها لمبة إضاءة حمراء متوهجة ليسمع ضحكة رقيعة مرفقة بكلمة
أنت دمك زي العسل يادكتور
تراجع يونس خطوات للخلف وعاد نحو دورة المياه دلف وأغلق على نفسه ووقف يستمع لصوت الباب الذي انفتح ويبدو أن كلاهما خرجا منه بدأ حوارهم يكون أكثر رسمية مما كان منذ قليل وهو يقول
المهدئ يتاخد قبل النوم بنص ساعة ومتضغطيش على أعصابك كتير الفترة الجاية
حاضر
تنهد يونس وهو يفرك عنقه ب انزعاج من فرط حرارة المكان رغم إننا في بوادر فصل الشتاء وتابع مراقبته
حيث كان الطبيب يتحدث إلى مساعدته
مريض واحد في الحمام وكان عايز يشوف حضرتك النهاردة
ف عنفها هادي بدوره
مش قولتلك مش أي حد يدخل هنا انتي بتفهمي إزاي!!
آس
بس بس لما يخرج مشيه أنا مش فاضي النهاردة
بصق يونس على الأرضية وقد بدأ ينفعل وهو يستمع إلى نبرة صوته التي لم تروق له وانتظر حتى استمع لصوت صڤعة بابه
ف خرج بعدما ضبط سترته نظر في ساعة اليد وهو يقف أمام المساعدة وقبل أن تتفوه بكلمة كان يسبقها
أنا هاجي مرة تانية لأني افتكرت مشوار مهم
ماشي يافندم تحت أمرك
وخرج خرج مخټنقا من هواء هذا المكان وكأنه أحس ببواطنه إنه نجس
خبيث ولعين هنا استدرجت وهنا كانت لعڼتها بدلا من أن يكون شفائها لوهله أشفق عليها ولحظات أخرى أحس بإنها حمقاء غبية كيف لم تستطع بحدسها النسائي أن ترى وجهه الحقيقي!
ألهذه الدرچجة كانت مغفلة أن سذاجة من الدرجة الأولى والنادرة
عودة للوقت الحالي