الجزء الأول رواية جميلة بقلم سهام محمود
يقول بفرح
سيف والله طيب كويس يا أسد دا أنت بقالك سنين مرحتش هناك.
أسد بغموض ما أنا عارف بس هغير جو هناك و في حاجة كدة هعملها.
سيف بإستغراب حاجة!!...حاجة إيه دي.
أسد هتعرف بعدين يا سيف...سلام دلوقتي عشان في حاجة أعملها كدة.
سيف ماشي سلام.
أغلق أسد هاتفه ليرجعه بداخل جيب سترته ليصل إلى قصره لتفتح البوابة الألكترونية...ليوقفها و يخرج منها و يغلق الباب خلفه.... وقف أمام الباب الحديدي ليخرج مجموعة المفاتيح من جيب بنطاله و يمسك بمفتاح الباب ليفتح به الباب و يدخل مغلقا إياه خلفه....إتجه إلى السلم ليصعد عليه ليقاطعه صوت نفس الخادم الذي حدثه صباحا ليقف أسد و يقول الخادم
أسد ماشي.
أكمل طريقه صاعدا لأعلى دخل إلى جناحه الخاص ليبدأ بنزع ثيابه و إتجه إلى الحمام ليستحم بماء بارد ليريح أعصابه المشدودة.... توضئ و نشف جسده من الماء و لم يبقى إلا شعره الذي ينقط ماءا خفيفا على أكتافه العريضة لتنساب بحرية على طول ظهره المشدود.
إرتدى بنطالا قطني رمادي اللون و خرج من الحمام ليلتقط من خزانته تيشرتا أسود اللون مظهرا عضلات يده و صدره ليبدأ هو بإداء فرضه.
...........................................
حووووووووووووووور.
نطق ذلك صوتا أنثوي من خلال الهاتف التي تمسكه لتبعده قليلا عن أذنها بلامبالاة و هي تتناول بعضا من الفشار بينما تستمع إلى أحد الأفلام الكرتونية لترد حور پغضب
لترد الأخرى بتهكم واضح من صوتها
بقى يا جزمة بقالك يومين لا بتتصلي ولا تسألي ليه يختي تكونيش شوفتيلك واحد و خلاكي تتوهي في هواه.
حور بملل لا يا سوسو كل الحكاية إنه تلفوني وقع في المية الحمد لله إني لحقت الخط قبل ما ضړب.
طيب يختي عندي ليكي خبر معرفش إذا حلو ولا وحش.
سارة بقهقة مالك كدة يا بت بصلتك محروقه كدة لييه.
صړخت حور سااارة هتقولي يا أخرة صبري ولا أقفل في وشك التلفون.
كتمت سارة ضحكتها بصعوبة لتقول
سارة لا لا خلاص هقولك و النعمة.
حور هاا إيه هو.
سارة بهدوء نردين جات مصر إمبارح.
إنتفضت حور من مكانها ليسقط وعاء الفشار من حضنها لتقول پصدمة و قد توقعت سارة ردة فعلها
سارة ايوة و إحنا بكرة رايحين بيت جدي و هما هيكونوا هناك.
جلست حور مرة أخرى على الأريكة لتقول بفرح
حور طيب كويس إنه أنتي جاية عشان إحنا بردو هنروح بكرة على بيت جدي.
سارة طيب حزري فزري مين هيجي تاني هناااك.
إستغربت حور لتعقد حاجبيها و بدأت بحك اعلى رأسها مفكرة لتقول بيأس
إبتسمت سارة لا هيجي أسد كمان هناك.
ما أن سمعت حور إسمه تجدمت و إتسعت عيناها پصدمة تنفسها إضطرب و دقات قلبها أصبحت متسارعة و معدتها بدأت تؤلمها بخفة...صمتت لتستغرب سارة و تقول
سارة حوور إنتي سمعاني....حووور.
حور هااا.
سارة هااا إيه يا بنتي بقولك أسد جاي و إنتي تقوليلي هااا.
أغمضت حور عيناها عدة مرات لتستعيد نفسها المشتتة لتقول بهدوء
حور مش غريبة إنه يجي بعد السنين دي كلها يا سارة.
سارة هي أه غريبة بس أحسن عشان يغير جو دا هو شديد حبيتين و هاري نفسه في شغل الشركة ليل و نهار مفيش إلا اليومين دول إلي مفيش فيهم شغل كتير و دا كويس.
ردت حور مهمهمة
حور طيب يا حب روحي أمشي دلوقتي عشان أنضف البيت عشان ماما مش موجودة لحسن تنفوخني...و شكلها هتبقى إجازة زفت بسبب سردين يووه قصدي نردين.
سارة مقهقهة ههههه لا مټخافيش طالما إحنا بعيد عنها و ملناش دعوة بيها خلاص.
حور على قولك...طيب سلام يا مزة.
سارة سلام يا قلب المزة.
أغلقت حور الهاتف لتفكر قليلا هل عليها ان تفرح أم تحزن....تفرح لأنها ستراه بعد طول تلك السنين أم تحزن لأنه لن يتذكرها.
تنهدت بيأس لتقف من على الأريكة و تبدأ بتنظيف الفوضى التي أحدثتها بالفشار و هي تدندن بكلمات أغنيتها الكرتونية المفضلة بينما تنظف و تتمايل مع عصا المكنسة
حور عن طيبة الجنة الكون غنى و الكل بيتعلم منا أفكارنا حياتنا و تفانينا و العالم كله يغني.
رفعت عصا المكنسة لتقربها من فمها على هيئة ميكروفون و تقول بصوت عالي
حور ليلا ليلا لوووو ليلا ليلا لااااا ليلا ليلا لووووو ليلا ليلا لاااااااااا.
أنزلت عصا المكنسة لتعود للتنظيف مرة أخرى لتنوي إكمال الأغنية ليقاطعها جرس الباب لتقول بصوت عالي
حور أيون جااااية أهوه ثانية واحدة بس.
جلبت المجرف البلاستيكي و وضعت به القمامة و إتجهت إلى المطبخ لتضع المكنسة مكانها و تمسك بحجاب ما على الطاولة و تضعه على رأسها بسرعة لتقف عند الباب و بسبب قصر قامتها لم تستطع أن تصل إلى العين السحرية...فتحت الباب لم تجد أحدا لتسمع صوت ضحكات صغيرة لتنظر إلى الأسفل لتجد إبنة جارتهم الصغيرة التي تسمى ريم لتبتسم بإتساع و تنحني نحوها و تحملها لتتشبث ريم الصغيرة في ثيابها و تضحك لتقبلها حور على وجهها قبلا كثيرة لتضحك ريم أكثر فقالت حور بعد أن توقفت عن تقبيلها
حور هو عاصم سابك زي كل مرة على الباب بعد ما زهق منك.
ضحكت ريم مرة أخرى كأنها فهمتها لتضحك حور و تدخل بها إلى الداخل من جديد و ذهبت بها نحو غرفتها لتفتح الباب و تدلف داخلا و تغلقه خلفها إتجهت إلى سريرها و وضعت ريم في منتصفه لتجلب لها جميع الألعاب خاصتها و بعض الدباديب المحشوة بالقطن لتقول لها بينما تنزع الحجاب عن رأسها
حور ريم حبيبتي أنا هروح أتوضى و أصلي و نيجي نلعب مع بعض.
صفقت ريم بطريقة طفولية تدل على موافقتها لتضحك حور عليها و تذهب نحو حمامها الخاص لتتوضئ و تخرج ثانية لتنشف وجهها و يديها ثم أمسكت إسدالها و ارتدته لتفرش سجادة الصلاة و تبدأ بصلاتها.....و هي في أخر ركعة بدأت ريم بالزحف من على السرير للخلف لتنزل على قدميها لتضحك كونها نجحت بهذا بدأت تخطوا و هي مستندة على حافة السرير و تنزل رويدا على الأرض لتبدأ بالحبي نحو حور لتأتي أمامها و تجلس صفقت بيدها لتنام بهدوء في منتصف السجادة و ترفع قدمها اليمنى محاولة أن تدخل أصبع قدمها الكبير في فمها بينما تنظر إلى حور...إنتهت حور من صلاتها لتنحني نحو ريم بسرعة و تبدأ بدغدغتها و ريم تضحك بصخب و حور معها.
أمسكتها حور مرة أخرى لتحملها و تضعها على السرير لتنزع إسدالها و تضعه في مكانه المخصص هو و السجادة لتجلس أمام ريم لتحبو نحوها و تجلس في حضنها و ترفع نفسها بينما حور تسندها بيد و تراقبها تريد أن تعرف إلى أين تريد أن تصل.
وقفت ريم على أقدامها لتضع يدها