الجزء الأول رواية جميلة بقلم سهام محمود
انت في الصفحة 1 من 21 صفحات
إستقامت حور من سريرها بعد أن فتحت عينها اليسرى لتقف على الأرض الصلبة البادرة و هي ترتدي خفها المنزلي لتذهب إلى حمامها الخاص لتستحم و تفرش أسنانها ثم تتوضئ إرتدت ملابس بيتية مريحة و رفعت شعرها الطويل بصعوبة على شكل كعكة بعد عدة محاولات إنتهت لتخرج من الحمام و ترتدي إسدالا و تؤدي فرضها و تنزعه لتستقم في وقفتها لتجد شعرها ينسدل مرة إخرى لتتنهد بيأس منه إتجهت إلى تسريحتها الخاصة و تمسك بعلبة العدسات الطبية اللاصقة و تفتحها بحذر مدت سبابتها اليمنى تلتقط تلك العدسة الرقيقة على طرف سبابتها و رفعتها نحو عينها اليسرى لتضعها بحذر شديد.
إنتهت لتتركه منسدلا و تخرج من غرفتها ذاهبة إلى المطبخ لتجد والدها و والدتها جالسين لتتجه إلى والدها و هي تحتضن رأسه من الخلف أنزلت رأسها نحو وجهه لتطبع قبلة رقيقة على وجنة والدها محمد الذي ضحك لتقول بينما تسند راسها على رأسه
محمد بإبتسامة صباح النور على العسل و السكر.
حور بخبث تجاه والدتها و بخصوص العسل و السكر دا يا حمو صبحت على النحلة و قصب السكر ولا إيه.
صدمت رضوى من حديث حور لتشهق ناظرة لها بينما ضحك محمد بصخب بعد أن فهم إبنته لتعبس حور من نظرات والدته و تبتعد عن والدها الذي مازال يضحك لتخلس على مقعدها الخاص لتقول رضوى ناظرة پحقد مصطنع نحو محمد
أصبح محمد يهدأ نفسه بصعوبة من الضحك ليتنحنح قائلا بجمود مصطنع
محمد أه عجبني و فيها حاجة يا رضوى ولا إيه.
رضوى بتهكم لا مفيهاش بس كفاية دلع ليها بقى دي مش صغيرة دي بنتك كبيرة.
محمد حتى لو كبرت مية سنة لقدام يا رضوى هتبقى صغيرة في نظري عشان هي حبيبتي.
لتصفق حور و تقول بصوت عالي
كانت ستصرخ بها رضوى إلا أنها وقفت هاربة من على سفرة الطعام قائلا بضحك
حور هروح أشوف سيف إتأخر ليه بدل ما أموت النهاردة.
ما أن ذهبت حور من ناظريهما ضحكا عليها بخفة من تصرفاتها تلك.
بينما هي وقفت أمام باب الغرفة المقابل لغرفتها و تطرق الباب بخفة لتسمع الأذن بالدخول أطلت برأسها نحو الداخل لتقول بإبتسامة
رد عليها سيف بينما يعدل أكمام قميصه الأبيض و هو ينظر نحوها بإبتسامة
سيف طبعا أدخلي خصوصا إني مش متعود على الأحترام الزايد ده منك!!.
دلفت حور و أغلقت الباب خلفها لتقول بعبوس و هي تتجه لتقف أمامه و ترفع رأسها بسبب فارق الطول بينهما
حور بقى كدة يا سيف يعني أنا مكنتش محترمة قبل كدة ولا إيه.
سيف خلاص متزعليش يا رورو بقى و بعدين يا ستي انا و راجع من الشغل ليكي عليا أجيبلك شوكولاتة.
لېلمس قمة أنفها بسبابته بسرعة و يذهب نحو تسريحته و يمسك بربطة العنق السوداء ليربطها حور جعدت أنفها بشكل مضحك و هزت رأسها لكلا الجانبين بإنزعاج لطالما لم تحب هذه الحركة لأنها تسبب لها قشعريرة في أنحاء جسدها.
لكنها إبتسمت له و ذهبت نحوه لتقف بين جسده العريض و بين التسريحة لترفع نفسها برؤوس أصابعها لتمسك بربطة عنق أخاها الذي نظر لها بضحكة خفيفة فهذه عادتها دائما.
إنتهت من ربط ربطة عنقه لتمسك بجاكيت البدلة الرسمية الخاصة به و تلبسه إياها بلطف و رقة صادرة منها ليباغتها هو بإمساكها من خصرها رافعا إياها على كتفه لتصرخ ضاحكة و يهم خارج حدود غرفته ذاهبا إلى المطبخ.
نظرت رضوى و محمد إلى سيف الذي يحمل أخته على كتفه ليقول هو بمرح ناظرا نحو والديه
سيف القصيرة جاااات أهيييه.
حور بإنزعاج قصيرة في عينك يا طويل يا نخلة.
رضوى ممازحة طيب و هو قال حاجة غلط يا حور.
أنزلها سيف لتذهب نحو مقعدها و تجلس عليه و تضع يدها على وجنتها اليمنى و تبرز شفتيها و تقول بعبوس ناظرة إلى الطاولة
حور لا كلامه صح أنا قصييييييرة.
صړخت بأخر كلمة بصوت خفيف و قد وضعت رأسها على الطاولة بيأس لتجعلهم يضحكون عليها بصوت عالي...رفعت راسها ناظرة نحوهم بنظرات غاضبة لتقول لمحمد
حور بابا هو أنا ممكن أروح أتمشى شوية على البحر النهاردة.
محمد مفكرا لا يا حور مينفعش النهاردة و غير كدة إستني لحد بكرة عشان كدة كدة رايحين القاهرة لبيت جدك نقضي باقي الأسبوع هناك.
لينظر سيف و رضوى و حور نحوه بإستغراب لتقول رضوى
رضوى ليه هنروح هناك هو مش لسا قدامنا يومين على ما نروح هناك زي كل مرة ولا إيه.
محمد مطمئنا لا متخفيش مفيش حاجة كل ما في الحكاية إني هدي الموظفين بتاعت الشركة و فروعها إجازة يومين غير يوم الجمعة و السبت عشان يرتاحوا شوية.
سيف بس يا بابا بكرة عندنا إجتماع مع شركة علشان الصفقة ولا أنت نسيت.
محمد لا منسيتش بس عرفت إنه الصفقة دي هتبقى خسارة للشركة فرحت رافضها.
سيف أه طيب ماشي زي ما أنت عايز.
حور طيب يا بابا مش هروح المرة دي بس المرة الجاية هنروح كلنا سوا ماشي.
نظر لها محمد ليرفع يده و يمسد شعرها قائلا بإبتسامة
محمد حاضر يا حور من عنيا يا حبيبتي.
رفعت يداها للأعلى بحماس و هي تضحك بصوت عالي ليبتسموا معها ليبدوأ معا بتناول وجبة الأفطار سريعا ليذهب محمد و سيف إلى الشركة من أجل إنجاز العمل سريعا.
في القاهرة تحديدا في قصر أسد السيوفي.
أسد سيف السيوفي هو مالك و مدير أكبر مجموعة شركات تصميم في البلاد ولها شهرتها الواسعة و صدق من سماه أسد فهو كملك الغابة في هذا المجال الذي يتفنن به بكل طرقه الحرفية و المميزة جدا بذكاء عالي و جهد كبير.
أسد هو شاب في منتصف العشرينات يبلغ من عمره بالتحديد 27 عاما فهو و سيف إبن عمه ولدا في نفس اليوم من الشهر و السنة ذاتها....ذو جسد مملوء بالعضلات المفتولة و أسمر البشرة بشكل جذاب و وسيم لديه معالم رجولية و فك حادة جدا و صارمة مع عينان من اللون الأسود الداكن يتميز بشعره الأسود الكثيف اللامع بشكل طفيف و يتميز بنعومته الشديدة...مع أنف حاد كالسيف تمام و شفاه غليظة تناسب وجهه الرجولي.... فارع الطول حيث يبلغ طوله 191 سم....يهوى و يعشق التصميم الهندسي بشكل غريب جدا....صارم جدا في عمله ولا يحب التقصير به....قليل الأبتسام و إن إبتسم يكون إستهزاءا أو حقق إنتصارا يضيفه إلى قائمة إنتصاراته.......بارد التعامل دائما إلا مع سيف الذي يعتبره أخاه برغم إنه إبن عمه إلا أنه صديقه المقرب أيضا... غامض جدا و قليل الكلام مع الأخرين.
سارة سيف شقيقة أسد الصغرى تبلغ من العمر 24 عاما