الجزء الثاني والاخير رواية جديدة بقلم أسراء مظلوم
ملتقطة بيدها الحقيبة
التي بها الحلوى.
ونظر بمرح
مش قلت كلب كان أحسن.
أخذت وعد حمام ساخن بعد عودتها من المشفى ولفت
منشفة حول جسدها الرشيق تاركة شعرها الأشقر المبتل
ينسدل على كتفيها المرمريتين ووضعت عطرها وهي تنظر
إلى مرآتها الكبيرة ثم ذهبت إلى غرفتها متجهة إلى تسريحتها
لتجلس على الكرسي وبدأت بوضع ملطف على يديها ثم
تفاجأت بيده وهو يضعها على كتفيها ثم قبلة حانية على
جانب عنقها هامسا
وحشتيني.
ابتسمت وهي تنظر إليه في مرآتها بمشاكسة
يا كداب دا أنا لسه سايباك في المستشفى مع مراتك لحقت
أوحشك
جلس طارق على ركبتيه أمامها وهو يقبل يدها
أه وحشتيني وبعدين قوليلي بقا ده برفيوم جديد
ثم اقترب من كتفيها واستنشقها متأثرا ريحته مش
طبيعية ما تيجي.
ضحكت وعد
طب إستنى ألبس قميص النوم دا أنا لسه بالبشكير.
قام طارق وحمل وعد بين ذراعيه بخبث
مفيش أحلى من كده.
ضحكت وعد وهي تراقص ساقيها في الهواء وذراعيها
تحتضن عنقه.
بعد فترة من الوقت كان طارق بالفراش ورأس وعد
على كتفه وذراعها على صدره العاړي وبذراعه القوية
يحتويها متدثران بالغطاء الوثير وكانت أنامله تعبث في
خصلاتها.
تنهدت وعد
حبيبي بقولك
طارق بشرود
همم قولي حبيبتي
رسمت وعد بأناملها شكل دائرة صغيرة وهمية على
صدره
ما تخليك معايا و بيت
تنهد طارق
مينفعش يا وعد وانتي عارفة كدة علشان سلسبيل
قالت وعد معترضة
هو أنا مش مراتك زيها ولا علشان في السر
رمى طارق كف وعد جانبا پغضب
وبعدين بقا فيالسيرة دي انتي مبتزهقيش يا وعد أيوة انتي مراتي زيها الفرق الظروف وانتي عارفة كدة من الأول ومتفق معاكي قبل ما أتجوزك إن ظروفي كدة ومحبش أعمل حاجة حرام
وانتي وافقتي إيه اللي جد يا وعد
وعد پغضب
هو علشان بحبك ونفسي تبقى جنبي عالطول يبقا تزعل مني نفسي نقضي وقت مع بعض زي سفرية الشهر اللي فات فاكرها
زفر طارق ثم أخذ يدها وربت على كفها
طب خلاص متزعليش فيه سفرية ممكن نسافرها للغردقة إيه
رأيك يومين هتكون سلسبيل مع مامتها ها مبسوطة
تغيرت ملامح وعد إلى فرح غامر وقبلت طارق في
وجنته هاتفة
يا حبيبي يا روقتي .
ضحك طارق بخبث
دلوقتي بقيت روقتي بس روقتك مش عايز بوسة على خده.
ضحكت وعد بميوعة
يا لهوي عليك.
جلست على أريكتها المتهالكة وهي تنظر إلى صورتها
الفوتوغرافية تتأمل جمالها ونضارتها حيث يظهر بالصورة
فتاة جميلة ذات شعر كستنائي بعيون بندقية وبشرة بيضاء
نضرة مشربة بحمرة وفم مرسوم وكم السعادة التي تشع من
ملامحها.
ثم تنهدت بحړقة وتذكرت أين ذهبت بسمتها
فبعد أن فقدت والديها بحاډثة سيارة وهي الابنة الوحيدة
لهما عاشت مع جدتها طيبة القلب وعوضتها عن فقدان
والديها وحين انتهت من دراستها الجامعيةرآها زوجها.
كان يراها كل يوم على ناصية الطريق المؤدي لبيتها وهي
أيضا تراه خفية وهي تعود من عملها الذي عملت به مؤخرا
وترى عينيه الخضراء الداكنة التي ترى بينهما إعجابه الشديد
بها ثم تقرب منها وعلمت أن اسمه فادي وحيد مثلها
أيضا ظنت أنه نصفها الآخر وطلب يدها من جدتها
التي وافقت وهي تنازلت وفرطت في فرحتها وفستانها
الأبيض ووظيفتها وصديقاتها قطعت بهن وكل شيء من
أجله هو فلقد تحجج بأنه يغار عليها ويريدها له فقط.
ظنت أن هذا هو الحب وهي لا تعلم أنه مرض التملك
فهو طمع بما لديها من ميراث كما اشتهى لجمالها الأخاذ
كانت كالممسحورة ولا تعلم أنه مؤشر خطېر في علاقتها به
ويجب عليها أن تصحو من غفوتها وبكل أسف تمت
الزيجة ورأت من فادي معاملة طيبة وحنونة ورقة
متناهية وفعلت كما تفعل كل بلهاء سلمت له مالها دون أن
تعلم جدتها التي كانت تخشى عليها منه ولم تلحق أن
تنصحها فلقد توفت بعدها ومن هنا تغير فادي وأصبح
عصبيا وبدأت تمتد يده على وجنتها كصفعها إنها تتذكر في
مرة كانت ترجوه أن يتركها تعمل ولكن كان رد فعله بأن
أمسك رأسها صدمها بالحائط وهي تعيش بهذه المڈلة سبع
سنوات طوال وتعلم أن كثر من شاكلتها يذوقوا من
الإهانات ألوانا ربما تصبر نفسها بأنها أفضل من غيرها
وتتحمل وماذا بعد طلاقها منه هو لن يطلقها وإذا خلعته
فمن أين مال الخلع
فادي إنسان شحيح ولا يترك لها نقود حتى لتتدبر منه.
ستظل على حالها هذا وتنتظر زيارة جارتها الحنون فرح
التي تسكن أمامها.
انسابت الدموع من عينيها وكانت تكفكفها بأناملها ثم
سمعت طرق الباب وحمدت الله على الطرق الذي أخرجها
من ذكرياتها وربما ليست ذكريات فمازال حاضرها أيضا.
قامت من مجلسها وذهبت لتفتح الباب لترى فرح
ببسمتها البشوشة التي قالت وهي ټحتضنها
صباح الخير يا أروى عاملة إيه يا ختي
ثم نظرت إلى وجهها جيدا وهي تضع يدها على صدرها
بلوعة
يووه هو عمل فيكي إيه تاني الزفت فادي
نفت أروى برأسها
مفيش حاجة حصلت ربنا سترها المرة دي
ثم قالت بسخرية وهي تشير إلى أريكتها الوحيدة في المنزل
الأقل من بسيط
لسة هيحصل...إتفضلي يا فرح
جلست فرح وضحكت
يووه جتك إيه يا أروى دمك شربات في همك بتهزري بردو
جلست أمامها أروى على الكرسي الخشبي الذي حاله
أكثر سوءا من الأريكة
لو معملتش كدة ھموت يا فرح .
عقدت فرح حاجبيها ڠضبا
بعد الشړ إن شا الله هو البعيد.
قالت أروى بدون إرادتها
بعد الشړ عليه.
شهقت فرح بتعجب وخصلات شعرها البني تتراجع
مع رأسها
يا حلاوة خاېفة عليه لسه بعد اللي عمله فيكي يا خايبة
عبست أروى
أيوة خاېفة عليه مش جوزي
حركت فرح شفتيها يمنة ويسارا بحسرة وتحرك أناملها
للأعلى
جوز الندامة ياختي هو فيه جوز يبقا مزرق مراته كده
انسابت دموع أروى مرة أخرى
كفاية يا فرح خليني حاسة إنه جوز أحسن ما أموت نفسي من حسرتي.
ثم اڼفجرت باكية قامت فرح من مرقدها وربتت على
كتفها معتذرة
أنا آسفة يا أروى ياختي حقك عليه والله أنا مدب ولساني عايز قطعه بس يا حبيبتي بس.
قامت أروى وربتت على يدها من وسط شهقاتها محاولة
الكف عن الحزن
لا متقوليش كدة يا فرح والله لولاكي كان زماني منتحرة ولا سبت نفسي أدام عربية تدوسني وأخلص في مرة من حياتي.
قالت فرح معترضة
لأ وټموتي كافرة إيه يا أروى دا أنتي متعلمة وعارفة إن ده حرام في دينا دانا مش متعلمة زيك ومخلصة إبتدائية هقولك أنا وحدي الله يا حبيبتي.
ابتسمت أروى على كلمات فرح البسيطة
صح يا فرح عندك حق بس والله اللي قلته ده من يأسي وغلبي.
ربتت فرح على كتف أروى ثم أعطتها حقيبة سوداء
بلاستيكية بجانب الأريكة
طب خدي الكيس ده و إطبخي أكلة حلوة كده.
أخذت أروى الحقيبة السوداء ونظرت بداخلها لتجد
قطعة كبيرة من اللحم النيء وتبدو طازجة.
نظرت إليها أروى معاتبة
إيه ده بقا يا فرح ده كلام لا مش هاخدها معلش.
دفعت فرح بيدها الحقيبة برفق معاتبة
تعدميني لو ماخدتيهاشده كلام يا أروى دا أنا أختك وسرك
سري ومش هحط لقمة في بوقي وانتي معډومة كده
وما بتاكليش والمحروق ده مأكلك يا دوب تعيشي خديها
ومتزعلنيش منك أحسن مش هاجيلك تاني و ابقي قوليله
انها دبيحة من عندنا.
أخذت أروى الحقيبة بفزع
لا هاخدها والله ما يرضيني زعلك ولا عدم مجيتك إوعي تقولي كدة تانيحاضر هقول كده.
انفرجت أسارير فرح وهي تأخذ أروى في أحضانها
_أهو إنتي حبيبتي كده خلي بالك من نفسك بقا علشان
ورايا حاجات أعملها في البيت عندي اقعدي بالعافية يا
حبيبتي.
ثم اتجهت إلى باب المنزل و أروى تودعها
تسلم إيدك يا فرح على اللي جبتيه ومشيتي من غير ما أعملك حتى كوباية شاي.
نظرت إليها فرح