الجزء الأول رواية جديدة بقلم أسراء مظلوم
مبتسمة وهي تنزل الدرج
مرة تانية يا حبيبتي يلا إقفلي الباب وخلي بالك من نفسك.
ابتسمت أروى وهي تغلق الباب
حاضر يا حبيبتي مع السلامة.
قامت سلسبيل من فراشها مرتسم على شفاهها بسمة
وهي تتذكر ليلتها مع حبيبها طارق فعند عودته من
المحاضرة أمس ومعه باقة من الورود الحمراء القانية وهمساته وعبارات الغزل التي تقشعرها فرحا حتى عندما تتذكرها
اللحظات الآن ثم رأته يأتي إليها وهو يحمل الإفطار ويضعه
على الفراش بحب
صباح الخير بيلي .
ابتسمت سلسلبيل
صباح الخير طروقي .
قبلها من وجنتها
يلا افتحي بقك الصغنتت ده.
فتحت سلسبيل فمها وهو يضع قطعة الخبز المغمسة بالعسل الأبيض
الله حلوة أوي تسلم إيدك يا حبيبي.
ثم التفتت إلى هاتفها لترى الوقت
قال طارق معترضا وهو يتابع سلسبيل بقميصها
الفيروزي القصير وهي تنهض من على الفراش
بيلي كملي فطارك حتى حبيبتي الشغل مش هيطير
التفتت سلسبيل إليه ولفت معها خصلاتها الذهبية
وركنت على كتفها الأيمن قائلة
حبيبي مينفعش عندنا مرضى محتاجينا
طارق وهو ينظر بعشق إليها
ضحكت سلسبيل
والله إنت رايق يا طارق .
عبس طارق بوجه طفولي وهو يضع ذقنه على راحة كفه
يعني الشغل أهم مني
اقتربت سلسبيل منه وجلست أمامه قائلة بهمس
لأ طبعا يا قلب بيلي إنت أهم حبيبي...
جلست فتاة على فراشها وأخذت تجري مكالمة على هاتفها
لتكلم شخص بضيق وهي تضع الهاتف على أذنها
رامز أنا زهقت بجد ماشي نتقابل فين أوكيه نص ساعة وهنزل
متتأخرش زي كل مرةخلاص متزعقش بقاخلاص سلام.
وأغلقت الهاتف متأففة وهي تذهب إلى خزانتها وتفتحها على مصراعيها تتأمل ملابسها المعلقة وتذكرت علاقتها ب رامز
فهي مرتبطة به منذ سنتين وهو يعدها بأنه سيرى عملا
حتى يليق بها وكلما عمل بوظيفة لا يستقر فيها أكثر من
بعلاقتها ب رامز التي لا تعد رسمية.
ثم فتح باب غرفتها الذي ظهرت على أعتابه سيدة في
منتصف الأربعين من عمرها بملامح طيبة وهادئة ولكن
ظهر على وجهها الڠضب قائلة
بردو يا نسمة رايحه تقابليه
ظهر الحرج على وجه نسمة وقالت وهي تضع خصلة
وراء أذنها عندما ترتبك
خفي بعض الڠضب واتجهت هذه السيدة إلى
نسمة وأمسكت كفها قائلة وهي تجذبها إلى الجلوس
معها على طرف الفراش
طب وأخرتها يا نسمة
خفت صوت نسمة وهي تضع وجهها بالأسفل
هييجي يخطبني يا ماما.
رفعت والدتها بأناملها وجه ابنتها إليها مبتسمة بحنو
إنتي بتضحكي عليه ولا على نفسك يا نسمة ولا كدبة
بتكدبيها على الناس وبقيتي إنتي اللي مصدقاها
هزت نسمة رأسها نفيا ثم نظرت للجانب الآخر تهربا
من عيني والدتها البنية الثاقبة
لأ يا ماما رامز هيجي صدقيني.
ثم قامت من مجلسها وهي تقول مبررة وتمسك أناملها بمثيلتها
توترا
وأنا هروح أتكلم معاه بخصوص الموضوع ده و أعرفه
إنه لازم يتقدم ويخطبني.
قامت والدتها واتجهت إلى باب الغرفة وقالت بنبرة عتاب
وهي تغلقه
أتمنى يا نسمة لأني صبرت كتير وبجد بدأت
أجيب أخري وعرفيه بكده أبوكي الله يرحمه لو كان
عايش مكانش هيوافق على رفضك للعرسان ده.
ثم أغلقت الباب وتركت نسمة تندب حظها العاسر
الذي أوقعها ب رامز والشخص الوحيد الذي خفق
قلبها له.
القلب ليس ملام في خفقاته ولكن عليها حسم
الأمر معه.
في الصباح كانت بسملة بعملها ودلفت إلى دورة المياة لتعدل تنورتها ولاحظت وزنها الذي نقص ثم مطت شفتيها وغسلت وجهها وفتح الباب لتجد ميرال زميلتها بالشركة وهي تتأفف
يا ربي على ده مدير رخممم.
ضحكت بسملة
مالك بس يا بنتي المدير ماله
ابتسمت ميرال بسخرية وهي تنظر لذاتها بالمرآة الموضوعة على الحائط أعلى الحوض وهي تعدل أهدابها بريشتها
أبدا المدير كيوت خالص. أنا اللي شريرة ...
ثم طرقت بزينتها على رخامة الحوض پغضب
ده مدير خنيق ورذل و كل حاجة في الدنيا انتي عارفة ده سابع مرة أعمله ديزاين لموسم الخريف وهو بمنتهى الوقاحة يقطعلي ديزايناتي و يقولي متكررة شركة لاماما متميزة منفردة عايز حاجة تشدني.
ضحكت بسملة على تقليد زميلتها لصوت المدير وأعادت ضفيرتها
جانبا لتتكأ على كتفها الأيسر
ېخرب بيت كده يا ميرال إنتي کاړثة بجد نفسي أفهم إنتي بملامحك الرقيقة و البريئة دي إزاي يطلع منك كم الشتايم و العصبية دي
نظرت ميرال إليها شذرا
وإيه ربط الرقة بالشتيمة يا ماما دي نقرة و دي نقرة هو يعني علشان عنيه عسلي و بتقلب زتوني و شعري كستنائي يبقى لازم أكون رقيقة أبسلوتلي لأ أنا مش فتاة الروايات اللي بتقريها.
ثم ضغطت بأناملها على أطراف الحوض غيظا وقالت بتوعد وهي تضع زينتها بحقيبتها
يلا ما علينا المدير اللي اسمه سعد ده لو معجبتوش تصميماتي المرة دي هقتله حي يلا باي.
ضحكت بسملة وهي تراقب ميرال وشعرت بڼار حول هالة جسد ميرال ودعت لمديرهم سعد أن تنال تصميماتها إعجابه ليس لأجل زميلتها وإنما لأجل سلامته فقط.
ثم خرجت وذهبت إلى مكتبها ولكنها شعرت بصداع يباغت رأسها وجعلها تترك ما بيدها وتمسك رأسها بقوة مما لفت إنتباه زميلها الذي هتف بها فزعا
_ بسملة مالك فيكي إيه
جلست بسملة على المقعد المقارب وهي تتكلم بصعوبة
مش عارفة يا أحمد صداع فظيع.
أحمد بقلق
طب ما تروحي للدكتور أكيد إرهاق إنتي تعبتي الفترة اللي فاتت.
بسملة پألم
أكيد لازم أروح أنا هكلم مروان أخليه يجي ياخدني حتى عربيتي مش هقدر أسوقها أنا مش شايفة.
قال أحمد مطمئنا
طب أنا هروح أجيبلك مسكن يريحك وكوباية مية.
جاهدت بسملة الألم وهي تتصل بزوجها
شكرا يا أحمد .
كان مروان بالشركة وفي اجتماع هام مع مدير الشركة والعديد من الموظفين ووجد بسملة تتصل به ولكنه أقفل عليها وهذا ما يتفقوا عليه في المرة الأولى إذا كان مشغولا يقفل ولكن إذا هاتفته مرة أخرى فهناك خطبا ما.
ثم عصف به القلق عندما رآها تتصل به مرة أخرى هنا اعتذر من المديرين وخرج من قاعة الاجتماعات وهو يفتح الهاتف بقلق
أيوة يا بسملة مالك صوتك ماله تعبانة إزاي طب أنا جاي حالا. الصداع ده مش أول مرة يجيلك يا بسملة طب حاضر حبيبتي مسافة السكة أنا جاي مع السلامة.
وسرع مروان خطاه ورأته زميلته بالعمل ملك وسألته
فيه إيه يا مروان حصل إيه
الټفت إليها مروان وقال وهو يتحرك باتجاه مصعد الشركة
_ بسملة تعبانة ورايحلها. وأغلق المصعد
نظرت ملك إلى باب المصعد الدي أغلق بغيرة متأججة
يا بختك يا بسملة ب مروان .
جلست غدير بأريكتها المطلة على أرض خضراء واسعة ليس لها آخر وجاءت إليها الخادمة الأجنبية قائلة
ميسز غدير شخص يدعى سمير هنيدي يريد مقابلتك
وضعت غدير فنجان قهوتها جانبا متأففة
أووه أوكيه دعيه يدخل.
ثم تمتمت بضيق
عايز إيه الشخص السئيل ده أكيد جاي في خبر زفت من بتوع إياد .
وبالفعل أتى سمير وكانت تبدو من ملامحه القميئة وابتسامته اللزجة وهو يقبل كف غدير قائلا
فنانتا الكبيرة ملكة الشاشة صباحك مشرق.
قاطعته غدير وهي تشير إلى المقعد المقابل لها
اتفضل يا سمير أقعد.
جلس سمير وما زالت نفس ابتسامته موجودة
شكرا لحضرتك.
ثم صمت يتأمل ملامح غدير وأردف مكملا
بس بسم الله ما شاء الله عليكي يا فنانة وشك ولا البدر