الجمعة 27 ديسمبر 2024

الجزء الثاني رواية جديدة راااااائعة بقلم دعاء احمد

موقع أيام نيوز

عدي حوالي شهر و خمس أيام و شهاب مرجعش البيت تاني من وقت خنا"قته مع غزال و احساسه أنه كار"هها و كاره نفسه أنه قرب لها
رغم كدا كان نفسه يرجع و ياخدها في حضنه بقوة لدرجة انه يكسر عظامها... ريحة عطرها، ابتسامتها، خفتها كل حاجة فيها مشتاق ليها بقوة مخليه مش عايز يبعد أكتر من كدا
لكن كل ما يحاول ينسى و يفوت و يقول لنفسه أنه لازم يرجع يفتكر كلامها و يحس أنه عايز يضر"بها بالقلم.

كان بيرجع البيت من الوقت للتاني علشان يقعد شوية مع جده و يطمن على حليمة و بعدها يمشي بدون ما يبص على غزال او يهتم بوجودها
بيسب نفسه الف مرة أنه مش قادر يتنازل عن كبريائه و يروح يطمن عليها...

غزال كانت عارفة أنها غلطت و كلامها كان جارح لكن ڠصب عنها مش عارفة تتقبله و تبدله مشاعرها ...
مش على أفضل حال بتتعب كتير لكن بتحاول متبينش ادامهم

لكن كانت زعلانة انه متضايق و متضايقه منه انه قضى طول الوقت دا بايت في المزرعة و سابها في البيت مفتش على جوازهم اسبوعين كان سابها.

بعد أذان الضهر
غزال قامت بكسل كانت نايمة طول الوقت 
مش حابة تنزل و لا تقابل حد فيهم لأن كالعادة هيسألوها عن شهاب و هي متعرفش حاجة عنه.
نزلت لقيت هند قاعدة مع والدتها بيتكلموا

حليمة اول ما شافتها نازلة ابتسمت پشماتة

غزال:صباح الخير.

هند :صباح النور يا حبيبتي

حليمة بحدة:صباح ايه يا عروسة دا الضهر أذن كل دا نوم

غزال بضيق:
-عايزاه ايه مني يا مرات عمي؟
حليمة بلامبالة:
-هكون عايزاه ايه منك يا وش الفقر... الواد طفش ليه يا غزال... اصل مفيش عريس بيسيب عروسته و يهجرها الا لو كانت...

هند بمقاطعة و ڠضب:
-كفاية بقا يا ماما كفاية حرام عليكي

غزال صړخت فيهم و هي بتداري دموعها :
-لا كفاية ليه؟كملي يا مرات عمي
اطعڼي في شړ"في و تربيتي جدي ليا.... اصل أنتى مكفكيش اللي أبن اخوكي كان ناوي يعمله فيا... مكفكيش اللي اخوكي عمله لما حر"ق ارضى... مكفكيش حر"قك لايدي
... أنتي حقيقي اكتر حد اذاني.... يا شيخة منك لله انتي و ولادك

منكم لله ياريتني كنت مت مع ابويا و أمي منكم لله.... كفاية بقا ظلم و كسرة نفس
جوزتوني شخص عمري ما شفته غير اخويا الكبير....
انتي بالذات يا حليمة اوعي.... واياكي بس تفكري اني ممكن اسمح لك تأذيني مرة تانية.
أنا أشرف منك الف مرة.... و ابن اخوكي هو اللي كان عايز يدنس شړ'في...
انا هنا عايشة في بيتي و في ملكي... 
عمري ما طلبت منك حنان و لا اهتمام و لا عمري لقيتهم عندي استعداد اخليك تكرهي اليوم اللي اتولدتي فيه بس لحد دلوقتي بقول دي مرات عمك استحملي يا بت
لكن شكل الطيبة مع اللي زيك غباء.... دا بيتي و حقي زي ما هو من حقك و عندي استعداد اكون ست وحشة اوي اوي و اخد منك إبنك فعلا و اخليه يشتري لي بيت لوحدي و انعزل عنك و افرق ما بينكم... و ما بالك بكيد النسا و لما يكون هو ملهوف عليا يبقى مش بعيد ينسى انك أمه
و أنتي يعني مش نبع الحنان عمرك ما حسستي حد من ولادك بالحنان
دا انتي يا شيخة بتكسري خاطر بنتك الوحيدة كل ما تشوفيها معدية قصدك
فاكره كلامك و لا افكرك

"أنتي لازم تخسي يا هند... بقا البت البايرة اللي أسمها غزال كل يوم و التاني يجلها عريس و انا بنتي لا.... بقيتى و لا العجل الهولندي... اللي زيك معاهم عيلين تلاته و فاتحين بيوت و انتي قاعدة مالكيش لازمة....يا بت ظبطي جسمك اهو اتعلمي من الزفته اللي انتي قاعدة معها ليل و نهار  ...

يا شيخة دا أنتي مفيش مرة حضنتي حد فيهم
قاسم و شهاب لولا جدي كانوا زمانهم طفشوا منك.... هند رغم جمالها الا أنها فاقدة الثقه في نفسها للأسف... وصلت لمرحلة انها مبقتش شايفه الجمال في نفسها... انتي بتاذي اللي حواليك يا حليمة لكن أنا مش هسمحلك تأذيني أكتر من كدا
أنا اشرف بنت في البلد و يشهد ربنا أن محدش قرب لي غير إبنك...
يا شيخة أنا خاېفة اقولك ربنا ينتقم منك يترد لك في ولادك اللي هم اخواتي
و شهاب سابني بس  علشان من كتر بتوتر و بتكسف منه افتكر اني كرهه أنا بس مش عارفة أحس بالهدوء اللي يخليني مطمنه
رغم انه حماني كذا مرة منك و من طه
دا انتى كنتى عايزاه تجوزيني لطه بس علشان الأرض اللي باسمي علشان تضمني انها تبقا من حقك....
بقولك أنتي فاكرة امتى اخر مرة حضنتي فيها هند و قولتلها كلمة حلوة تطمنها أنها كويسة
بس أنا مش منتظرة منك حاجة عمري ما كنت منتظرة منك حاجة لكن في المقابل عمري ما هسمح ليكي تأذيني و أن كنت زمان بسكت و بكبر دلوقتي صدقيني مش هسكت مرة تانية يا حليمة ....

حليمة كانت واقفه بتبص لها پغضب، بصت لهند اللي كانت ساكتة و حزينة و هي بتبص لأمها بعتاب 
سابتها و طلعت اوضتها بمنتهى الهدوء.

في الجنينة
شهاب كان بيشرب النسكافيه بتاعه، اخد نفس عميق و هو شامم ريحة عطرها غمض عنيه بضيق 
غزال طلعت له و بصت له بعتاب أنه جاب لها الكلام من والدته... يمكن لو كان موجود كان هيدفع عنها لكن بسبب اللي عمله هم اتكلموا من البداية.

غزال بحدة و شراسة:
-ممكن أفهم انت ناوي على ايه؟

شهاب رفع رأسه ليها و حط رجل على رجل بهدوء
-اظن أنتي اللي لازم تقوليلي ناوية على ايه؟ 
و عايزاه مني ايه؟

غزال بصراحة و وضوح و هي تتحرك ادامه بسرعة و بتتكلم بتلقائية :

-عايزاه ايه؟! عايزاه احس انه حصل اختلاف
عايزاه احس إني ليا حد ېخاف عليا و يهمه أمري، عايزاه احس أنك جوزي... او طلقني 
عايزاك تتحرك.... و تقولي اللي جواك و انا كمان يبقى عندي ثقه فيك... اقدر احكيلك اللي جوايا من غير خوف او توتر 
بص يا شهاب أنا عمري ما حبيتك غير ك ابن عمي و مش الحب اللي ممكن تفهمه... أنا أقصد اني كنت بحترمك و بثق في قراراتك كاخ مش أكتر 
بس انتم مدتونيش فرصة.... أنتم فجأة حطوتني أدام الأمر الواقع إني فعلا مراتك
مش يمكن يكون قلبي مع حد تاني!

شهاب قام وقف بحدة و بصلها پغضب مسك دراعها بقوة
-تقصدي ايه؟

غزال بصت لايده اللي مسكه دراعها رفعت راسها و بصتله في عيونه بتركيز و قوة بدون خوف او توتر
-هو دا اللي بيضايقني منك يا شهاب 
أنا عاملة زي السمكه اللي متعرفش تعيش برا المياة
و أنت زي اطير اللي طاير في السما و مالوش ماسكه
السؤال هنا بقا يا شهاب 
اللي زينا هيتقابلوا فين! 
بص يا شهاب أنا أول يوم اتجوزنا فيه قررت أكون مخلصة جداً لك مهما حصل... أنا لحد دلوقتي بحاول بس ميمنعش اني لسه بتوتر في وجودك... 
أنت مش قادر تفهمني و أنا مش قادرة افهمك....

شهاب بتركيز  :
-مكنش دا كلامك اخر مرة... فاكرة قلتي ايه 
حقوقك انا اديتها لك و مش بمنعك تاخدها 
عايز مني ايه تاني! 
فاكرة و لا افكرك....

غزال بحدة:
-و أنت محاولش تفهم قصدي ليه
ليه كل حاجة تفسرها على حسب ما أنت عايز 
شهاب أنا بنت مش ولد يا شهاب بنت... و البنت مش زي الشاب.... لما بتوتر مش بعرف أعبر عن اللي جوايا... انت ليه مش عايز تفهمني...

شهاب :
-أنتى عايزاه ايه يا غزال؟

غزال :معرفش.... و الله ما أعرف 
كل اللي بتمناه اني اكون مطمنة... و أكون حاسه بالأمان و ان اللي حواليا بيحترموني... عايزاه احس أني ليا كياني الخاص....مختاجة القى اللي بيدعمني... ازاي معرفش بس دا ابسط حقوقي.

شهاب :و انا قصرت في ايه يا غزال؟

غزال اتنهدت بتعب من نفسها و منه 
-شهاب هو فيه عريس بيسيل مراته بعد فرحهم بعشر ايام و يفضل بعيد عن البيت كل دا من غير حتى ما يطمن عليها 
هو أنت بجد مفكرتش في الكلام اللي بسمعه كل يوم منهم... أنت فاهم معنى اللي أنت عملته.... أنا اسفه دوشتك بالكلام معايا... أنا محتاجة انام...تصبح على خير 
جايز لما تيجي بعد شهر تاني اكون مت و ترتاحوا مني خالص، بس اقولك أنا خاېفه انام من كتر الحزن و الزعل اللي قلبي مصحاش تاني

الفصل الثاني عشر...
في المزرعة
شهاب كان قاعدة على مكتبه ماسك القلم في ايده 
و هو سرحان في كلامها و في عيونها كأنه بيغرق فيها و في نظرة الحزن اللي جواها، هي عندها حق في كل اللي قلته لكن هو هيعرف ازاي....
هو كان ڠضبان و متضايق من تصرفاتها و مش قادر يرجع البيت لكن غلط ميقدرش ينكر دا.
يمكن هو مقدرش يفهم التوتر دا لأنه مالوش تعامل كبير مع أي بنت و لو حصل بيكون في حدود أضيق بكتير من انه يفهم بيها ازاي بيفكروا.
لكن في كل الحالات غلط لما سابها و قرر يفضل في المزرعة.

فاق من شروده على صوت جده و هو بيتكلم بعصبية و ضيق
-سرحان في ايه يا شهاب بقالي ساعه بنادي عليك..

شهاب بجدية و تركيز:
- و لا حاجة يا جدي.... أنا معاك اهوه كنت بتقول ايه؟

الحج محمود بخبث:
-شهاب أنت للدرجة دي پتكره غزال.... للدرجة دي كاره وجودها معانا و حياتها.

شهاب باستنفار و جدية:
-أنت بتقول ايه بس يا جدي..... أنت عارف إني بخاف عليها

الحج محمود:مش باين يا شهاب... تصرفاتك الفترة الأخيرة بتقول أنك بتد"بحها بسك"ينة تلمه من غير رحمة...
أنا فاهم أن فيه حاجة مضايقك منها و مش عارف تتعامل معها
و أنا كنت بقول يا محمود أصبر شوية و هيرجع لعقله و يرجع البيت شهاب ذكي و لا يمكن يسيب الناس يجيبوا في سيرة بنت عمه..... بس أنت لأول مرة تخيب ظني يا شهاب
اول مرة اللي تخليني عايز ارجع زي زمان 
لما تغلط اعاقبك
لكن أنت مبقتش صغير
مهما كان اللي حصل بينكم مكنش ينفع اللي عملته.... قوَم ارجع البيت و صالحها صدقني لو هي مقبلتش اعتذارك أنت حر.
و اه صحيح أنا مش هقعد كل يومين احايلك تاخدها و تسافر
أنا حجزت لكم في فندق في شرم الشيخ اقعدوا اسبوعين تلاتة و ارجعوا و أنتم قلوبكم على قلب بعض مش عايز اشوف دمعه في عيونها يا شهاب... غزال غالية اوي عندي و متمناش أنك انت اللي تزعلها لأنك ابني و هي بنتي....
ياله قوم أنت هتفضل تبص لي كدا و لا ايه، متبقاش غشيم يا واد... ياله عايز ارجع البيت تكونوا أنتم سافرتوا دعاء احمد .

شهاب ابتسم و اخد مفاتيح عربيته بأس ايد جده و خرج من المزرعة
        - - - - - - - - - - - - - - - - - -

في بيت الحسيني.
هند فتح باب أوضة غزال، دخلت لقيتها بتصلي... قعدت جانبها على الأرض و استنتها لحد ما خلصت

هند بابتسامة:تقبل الله

غزال:منا و منكم.... شكلك عايزاه تقولي حاجة.

هند مسكت ايدها الاتنين بحنان و حب
-غزال أنا خاېفة...... أنا خاېفة أوي

غزال:من ايه؟ احكي لي... ما أنتي طول عمرك بتحكي لي

هند :
-كلامك زعلني يا غزال... لما وقفتي أدام أمي و قولتلها اني بسببها مبقتش اثق في نفسي
حسيت نفسي حزينة اوي... عارفة أنا مش زعلانة منك أنتي
أنا زعلانة أنها عمرها ما اتكلمت معايا بهدوء كل مرة كنا نتكلم فيها لازم كل اللي حوالين يسمعوا...
انا عارفه اني جميلة و موضوع الجواز دا قسمة ونصيب و مش زعلانة و الله بس أنا زعلانة لأني مش عارفة هو أنا قصرت في ايه مع ماما علشان متاخدنيش في حضنها زي بقيت البنات و تقولي اني مش وحشة و تعزز ثقتي بنفسي كانت دايما تقولي لازم تعملي كذا و كذا و كذا و تقارني بيكي
بس أنا مش انتي يا غزال انا عايزه افضل هند و اعيش حياتي زي ما بحب
أنا بس زعلانة منها اوي و مش عارفة اتكلم معها لأنها مش بتديني فرصة اعبر عن اللي جوايا.

غزال بابتسامة:
-بس يا هند هي لازم تفهم دا.... لازم تروحي تتكلمي معها... لازم تحس اننا مش بس نحتاج الاكل و الشرب و النوم
احنا بنحتاج اللي يدعمنا بجد... 
بعدين بقا متزعليش نفسك يا ستي ما أنا معاكي اهوه
انتي اختي و حبيبتي و صاحبتي الوحيدة 
و بعدين انتي عايزاه تتجوزي و تسبيني مع اخوكي المچنون دا!

هند بشراسة:
-متقوليش على اخويا مچنون دا قمر يا بت 
و الله لو انا مش أخته كنت خطفته منك... مشوفتيش البت نرمين يوم فرحكم كانت قاعدة ازاي و لا كأنها عايزاه تقوم تضر"بك و عيونها كانت عليه

غزال ضحكت ڠصب عنها 
-و لا تقدر تعمل حاجة و بعدين هو اللي يتجوزني يقدر يبص لوحده غيري... و بعدين خليها تحاول بس هي حرة

هند بمرح:يا واد يا واثق من نفسك أنت ... 
بس مش باين شكلك كدا منكدة على شهاب و هو منكد عليكي... فين الدلع فين الدلال 
حنى عليه الواد غلبان مش حمل زعلك و قلبتك ... فين قمصان النوم و الحاجات الحلوة دي
 أعوذ بالله بطلعي مني الانحر"اف و انا بنت  محترمة ماليش في الكلام دا

غزال بمرح :
-عليا أنا يا بنت حليمة دا أنتي دماغك و اخده اول شمال في الشمال

هند بحماس و سعادة؛ 
-طب قومي ياله تعالي

قالت جملتها و قامت بسرعة راحت قفلت باب الاوضه بالمفتاح و حطيته على إلانترية.. و راحت فتحت الدولاب بتاع غزال

غزال باستغراب:بتعملي ايه يا بت انا بدأت اخاڤ منك.

هند بسعادة و هي بتتفرج على هدوم غزال مسكت فستان ازرق قصير  و واحد تاني اسود  :

-انهو احلى؟

غزال رفعت حاجبها و اخدتهم منها 
-بطلي رخامه انا عارفة اخرتها هتقولي جربيه

هند بابتسامة:بصراحة اه.... و بعدين انا قفلت الباب اهوه و شهاب مش هنا 
و بعدين شكلهم حلو اوي يا بت..  و لا انتي اشتريتهم علشان تسبيهم في الدولاب... و شكلك كدا مش ناوية تلبسيهم .

غزال ابتسمت بهدوء و بصت للفستانين 
-الأزرق حلو اوي

هند :طب خدي البسيه شكله شيك اوي 
و أنا هشوف الميكب

غزال :مالك يا هند... انتي عارفه اني مش بحب المكياج.

هند :عارفه بس انا بحب احطه ليكي بتبقى زي القمر و بعدين اهو بنسلي نفسنا.

غزال اخدت منها الفستان و دخلت تغير 
لابست الفستان كان بدون دراعات لقبل الركبة بشويه 
منسدل بنعومة عليها بشكل مميز مناسب جداً عليها بارز جمالها
نزلت شعرها الاسود المموج على ضهرها 
كانت جميلة بشكل يخطف الأنفاس

طلعت من الحمام بمنتهى الأناقة و هي بتمشي بثقة و دلال 
هند اول ما شافتها صفرت بحماس

-اي الجمال دا كله.... دا كأنه معمول مخصوص لجسمك... و شيك اوي 
يا بخته شهاب

غزال:بدأت أشك فيكي يا هند.

هند ضحكت بمرح و هي بتمسك ايدها تقعدها أدام التسريحة و بتحط لها ميكب خفيف 
مكنتش محتاجه لكن كانت جميلة بكل المقاييس و كأنها ملاك.

في نفس التوقيت
شهاب طلع السلم وقف أدام الاوضة و هو عارف انها قفله بالمفتاح كالعادة، طلع النسخة بتاعته من جيبه و فتح الباب

دخل..... هند و غزال بصوا ناحية الباب بارتباك اول ما شافوا شهاب

شهاب:السلام عل... 
رفع رأسه و بصلهم... فتح بوقه بدهشة و هو بياخد نفس بعمق و بطي و كأنها خطفت انفاسه

مرر عنيه بجراءة عليها كان باين الإعجاب الصارخ في عيونه
شعرها متدلي على دراعها بشرتها بيضاء كتفها باين 
غزال كانت واقفه جنب هند مرتبكه من نظراته

هند:احم طب اسيبكم أنا ماما شكلها بتنادي عليا.

غزال مسكت في ايدها لكن هند بصتلها بحدة و هي بتبعد عنها بتخرج و بتقفل الباب وراها

شهاب قرب منها و وقف قصادها 
بتلقائية غريبة
-شكلك حلو اوي.... ازاي في حد بالجمال دا

غزال لسه كانت زعلانة منه و مش عارفه تقول ايه ، اتفاجت بيه بيمد ايده بيبعد شعرها عن وشها و بيحاوط خصرها قربها من صدره

-عارف إنك زعلانة مني و عندك حق
بس أنتي كلامك كان جارح اوي و طريقتك يا غزال مفيش راجل يقبل اللي قولتيه دا على كرامته

غزال بحدة:
-حتي لو غلطت بدون قصد فأنت مفروض تكون واعي و عارف ان اللي عملته غلط أنت سبتني خمسه و تلاتين يوم 
أنت عارف أنا سمعت ايه.... ماشي أنت كنت متضايق من حقك تبعد يوم اتنين اسبوع بالكتير لكن كل الوقت دا 
عارف أنا كرهتك اد يه بسبب اللي حصل في الأيام دي 
كرهتك بشكل لو دخلت قلبي هتحس نفسك غريب في أرض كانت المفروض ملكك

شهاب :
-بس دي أرضى لوحدي يا غزال و مش من حق أي حد يكون فيها

غزال :
-بالأفعال يا شهاب عمرها ما كانت بالكلام 
أنا عندي استعداد اكون معاك لآخر يوم في عمري بقلبي و روحي يا شهاب
بس لما احس بالأمان....

شهاب ابتسم و بصلها بتركيز  و خبث
-طب هو المفروض افضل اشوفك كل يو بالجمال دا كله و استنى لحد ما تحسي بالامان و لا اي

غزال ابتسمت بخبث و دلال و حطت ايدها على صدره باڠراء
-هو ضروري ضروري اكون حاسه اني مطمنة و دا بقا لازم ياخد وقت

شهاب اخد نفس عميق و بلع ريقه بصعوبه 
-يعني مصممة

غزال ضحكت ڠصب عنها بسعادة و شماته

-اوي اوي....

بعدت عنه بخبث و قعدت أدام المراية تسرح شعرها و هي مستمتعه و شايفه واقف وراها و بيبصلها بتركيز.

شهاب حط ايده في جيبه بجدية 
-طب ايه ناوية تفضلي هنا مش كان في بينا اتفاق نسافر و لا ايه؟

غزال سابت المشط و بصتله بابتسامة
-دا بجد؟

شهاب:ايوة طبعاً... هنروح شرم الشيخ

غزال :دا امتى؟

شهاب:النهاردة بإذن الله

غزال :احلف

شهاب:و الله يا بنتي ياله قومي بقا غيري الفستان دا و جهزي نفسك علشان أنا هخلص كم حاجة و نسافر بليل أن شاء الله

غزال قامت بسرعة و حماس سابته و فتحت الدولاب تشوف هتاخد ايه معه
شهاب ابتسم خرج من الاوضة و هو بيتكلم في الموبيل بيكلم بدر صاحبه

شهاب :يعني ايه يا بدر اختفت

بدر :و الله يا شهاب عملت كل حاجة علشان اعرف مكان اللي أسمها صباح دي... اخر حاجة عرفتها أنها كانت سابت شقتها في المهندسين و راحت المنصورة و بعدها فص ملح... ملهاش أثر 
بس في حاجة عرفتها

شهاب :ايه؟

بدر:اللي أسمها صباح دي تقريبا اتجوزت او على علاقة بواحد 
لما بعت ناس يسالوا عنها في شقتها اللي بالايجار البواب قال إنها كانت عايشة لوحدها و كل أسبوع بيروح ليها واحد 
و بيفضل معها يومين تلاته و بعدها يسيبها و يمشي

شهاب:مين دا؟

بدر:للأسف معرفتش هو مين بس من مواصفاته انه في الخمسين او خمسه و أربعين سنة... بس مفيش اي حاجة مميزة في شكله 
كان دايما ياخدها و يخرج و كدا...

شهاب :طب معليش يا بدر انا مهتم بالموضوع دا محتاج اعرف هي فين و مين الشخص دا بس بسرعة.

بدر :هحاول يا شهاب.

شهاب اتكلم معه شويه و بعدها قفل معه

في بيت رأفت اللي صباح قاعدة فيه
صباح كانت قاعدة في الصالون  حاطه رجل على رجل و هي بتقلب في الموبيل باين عليها أنها بتهتم بنفسها و بشياكتها جدا

الباب اتفتح و دخل رأفت 
صباح بابتسامة:
انت جيت يا رأفت... وحشتني

قامت تشوفه لكن وقفت بدهشة و هي بتبص لرافت و حليمة اللي واقفه جنبه و هي بتبص لصباح بكبرياء و غرور

الفصل الثالث عشر
في بيت رأفت اللي صباح قاعدة فيه
صباح كانت قاعدة في الصالون  حاطه رجل على رجل و هي بتقلب في الموبيل باين عليها أنها بتهتم بنفسها و بشياكتها جدا

الباب اتفتح و دخل رأفت 
صباح بابتسامة:
انت جيت يا رأفت... وحشتني

قامت تشوفه لكن وقفت بدهشة و هي بتبص لرافت و حليمة اللي واقفه جنبه و هي بتبص لصباح بكبرياء و غرور

صباح بضيق:حليمة... ليكي وحشه

حليمة ابتسمت بتعالي و هي بتبص لها بتقييم :
-فات كتير اوي يا صباح على اخر مرة شفتك فيها.... بس لسه زي ما أنتي متغيرتيش، صحيح بنتك فيها شبه منك بس أجمل شويتين تلاته....

قعدت و حطت رجل على رجل بغرور 
-بقولك يا رأفت اتبسطت معها لما اتجوزتها من ورانا.

صباح كانت بتبص لرافت يتوعد و ضيق من افعاله
رأفت بهدوء
-صباح.... خلينا نتكلم

صباح بحدة :
-و من أمتي و أنا و حليمة بنتجَمع في مكان واحد و نتكلم زي باقي الناس... خد اختك و امشي من هنا يا رأفت و الا أنا اللي همشي و مش هقولك انا ناوية بس صدقني هتتفاجا باللي هعمله.

حليمة :
-هدى خلقك يا صباح و تعالي اقعدي 
انا جايلك في مصلحة و عارفة انك بتحبي الفلوس زي عنيكي

صباح ابتسمت بسخرية و راحت قعدت ادامها:
-انا برضو اللي بحب الفلوس و لا انتي اللي سر"قتي أرض اخوكي بالتوكيل اللي عملهولك

حليمة بصت لرافت بعتاب و رجعت بصت لصباح
-لا يا حبيبتي اللي بيسر"ق دا ناس أصلها واطي و جعانين مش حليمة المنشاوي و بعدين رأفت بنفسه عارف اني كنت بعمل كدا علشان احافظ على الأرض لولا اللي حصل 
و وعد هرجعه كل شبر في أرضه و فوقيهم الأرض بتاعت شهاب... اقصد الأرض اللي هو اتنازلها عنها... اصل بنتك ملهاش حاجة عندنا 
ابوها ماټ في حيات ابوه 
و أمها "ضحكت بسخرية" .... زي ما أنتي شايفه 
و للأسف ابني قلبه طيب و حب يحسسها أنها عايشه في ملكها و اننا مش بنعطف عليها 
فكتب ليها أرض كل المنشاوي كان نفسهم فيها 
أنتي عارفها لو شهاب طلقها بكرا الصبح هتترمي في الشارع مش هتلقي اي حاجة لأنها ملهاش اي حاجة عندنا.

صباح بضيق:
-يا سلام على قلبك الأبيض يا حليمة تصدقي حسيت اد ايه أنا أم وحشه و انتي الام الملاك 
دا ابصم بالعشرة أنك اول واحدة منكده عليها عيشتها.

حليمة بكره
:الصراحة اه... بتلذذ و أنا شايفه دموعها 
و كأنك انتي اللي ادامي يا صباح و كل اللي اتمنيت اعمله فيكي بعمله فيها 
و مش على اخر الزمن حتة عيلة زي دي تاخد كل حاجة و كمان ابنى 
و تكون أم احفادي... ليه من قلة البنات علشان اسمح بحاجة زي دي.

رأفت بضيق:
-مش هنري في نفس الموال كل شوية يا حليمة انتى طلبتي تشوفي صباح و في المقابل هاخد ارضى و فوقها الأرض التانية قوليلي ناوية على ايه

حليمة :نفس اللي أنتم كنتم ناوين عليه 
بس بتعديل بسيط.... غزال مترجعش تاني أبدا لحياة ابني و تغور في ستين داهية 
ټموت بقا و تخلص منها... اي حاجة الا أنها ترجع لشهاب

صباح بحدة :
-انتى اټجننت يا حليمة.... جايه لحد هنا علشان تتفقي على مۏت بنتي دا أنتي هبت منك

حليمة :بنتك! دلوقتي افتكرتي ان ليكي بنت 
طب و لما قبضتي تمنها مكنتش بنتك

صباح سكتت و هي بتلوم نفسها على كل حاجة عملتها
غلطت غلطات متتسامحش
كل مرة كانت بتحاول تسكت الصوت اللي پيصرخ جواها 
و بيقولها أنك بشعة اتخليتي عن اهم حد كان مفروض تتمسكي بيه، 
مكنتيش أمينة مع جوزها اللي كان بيحبك و روحتي حبيتي شخص تاني 
و يوم ما ماټ كنتي أنانية و فرحت أنها اتخلصت منه
كان عندها عشرين سنة وقت ما قابلت سعد و عرفت انه غني قررت تلعب عليه 
اتجوزها كانت فاكرة انها هينتشلها من الفقر و تعيش الحياة اللي بتتمناه 
لكن كانت أحلامها سراب و هو خلاها تعيش في بيت العيلة 
كان عايز يخليها جزء من عيلته لكن هي عانت بسبب حليمة اللي كانت دايما بتتكبر عليها و بتعايرها انها فقيرة
كر"هت سعد و البيت و كل حاجة 
و لما قابلت رأفت حست أن دا اللي يقدر يحميها مش سعد كانت أنانية و غبية

سابت بنتها مقابل الفلوس... يمكن متعرفش شكل بنتها دلوقتي لكن لسه صورتها موجوده في ذاكريتها و هي صغيرة

.

فاقت على صوت حليمة
"صباح متفكريش كتير هتتعبي يا حبيبتي 
اقولك أنتي بتفكري في ايه... فيها 
فاكرة أنك تقدري ترجعي ليها او تحضنيها زي اي أم عادية
لكن لا يا حبيبتي مش هتقدري
اولا علشان هي لو شافتك و عرفت الحقيقه هتكر"ه اليوم اللي اتولدت فيه
ثانيا بقا 
علشان شهاب و جدها هيمنعوكي انك تشوفيها او تقربي منها

صباح:
-انتي عايزاه اي يا حليمة

حليمة :
-حلو.... يبقى نتفق انا مستعدة اسيبها عايشة بس تبعد عن حياتنا
عايزاه انتي تفضلي تلعبي عليها و تخليها معاكي انتي حرة بس المهم عندي متقربش من ابني تاني.

             ____________________
بعد يومين

في شرم الشيخ" في حي النبق"
غزال كانت واقفة في بلكونة اوضتها و هي بتبص لكل حاجة باعجاب و شغف و خصوصاً لأنهم لوحدهم
في الفيلا الكبيرة دي لأنها مكنتش قادرة تتأقلم على الحياة في الفندق و حست ان في ناس كتير حواليها
و لا عارفة تستمتع بالوقت، شهاب لاحظ دا و لغى حجز الفندق و قرر يمشوا منه
و وصلوا امبارح بليل للفيلا دي
لأنها فيها كل الحاجات اللي ممكن تحتاجها
حمام السباحة خاص، مكان لضر"ب النا"ر.. هادية و بعيدة عن الزحمة.

وقت الشروق له احساس نقي و جميل و كأنك بتندمج مع جمال الجو و بيسحب منك الطاقة السلبية.... غزال ابتسمت بسعادة و هي بتلم شعرها بترفعه بشكل فوضوي.

شهاب خرج من الحمام  بص ليها و ابتسم  :
-واضح ان المكان عجبك اوي....و هياخدك مني

غزال بسعادة :
-اوي اوي اوي.... حلو بشكل يخطف قلبي لدرجة أني نفسي انزل دلوقتي اتفرج على كل ركن فيه بصراحة مكنتش مرتاحة في الاوتيل من وقت ما روحنا، رغم ان واضح ان إيجار الفيلا دي كبير "

شهاب بابتسامة :
-و لا كبير و لا حاجة المهم أنك مرتاحة

غزال :جداً... اوي يعني.

شهاب :طب الحمد لله... بس ناوية على أي

غزال و هي بتخرج من الاوضة
:خليني استكشف البيت الأول و بعدها اقولك ناوية على ايه.... هحضر الفطار متتاخرش.

كانت واقفه بتحضر الفطار لما حست بايده بتتلف حوالين خصرها.... بصتله بارتباك و كملت تقطيع الخضار
شهاب بمرح :
-شكلك حلو اوي و أنتي مكسوفة كدا عاملة زي الكتكوت المبلول.

غزال  :أنا! علي فكرة مش مكسوفة و لا حاجة و ابعد بقا علشان اعرف احضر الفطار

شهاب بخبث :
ولو مبعدتش؟

غزال لفت له و بصتله بقوة
-هخليك تجهز معايا الفطار علشان أنا واقعه من الجوع.... و بصراحة نفسي اعمل حاجات كتير معندناش وقت ياله بقا 
ف لو ممكن يا شهاب بيه تساعدني اكون ممنونة جدا جدا لحضرتك..

شهاب ضحك على كلامها و طريقتها و اخد منها السك"ينة و بدا يجهز معها الفطار.

غزال كانت بتختلس النظر له و هو مركز في اللي بيعمله...
اتكلمت بهدوء و هي بتاكل من السلطة

-الكلام بيخلي الوقت يعدي بسرعة... احكيلي بقا عنك يا شهاب ...بقولك يا شهاب أنت عمرك حبيت؟

شهاب بصلها باستغراب و هز كتفه

-مش عارف الصراحة.... هو الحب يعني ايه 
يعني اني اقولك بحبك.

غزال :الحب! 
امم بصي يا سيدي من الروايات اللي قريتها و الاحساس اللي بحسه لما بحب حد 
ف الحب معناه مش لازم تقول للي قدامك بحبك 
بس تصرفاتك تعبر عن دا 
يعني انك تخاف على اللي قدامك بشكل مخيف، 
تهتم بالحاجات الصغيرة اللي بيحبها، 
حتى تفاهته اشطا ممكن تحبها عادي 
الحب 
يعني الغيرة و احساس أنك عايز ټخطف الشخص اللي بتحبه و تخفيه عن عيون الناس كلها 
تعززه دايما.... و تحس بالراحة و هو جنبك.

شهاب كان بيبصلها و هو بيفكر في كل كلامها 
هو بېخاف عليها بشكل مرضى، بيغير بشكل مخيف، عارف الحاجات اللي بتحبها 
بيفهمها من نظرة عنيها... بيحس بالأمان و الراحة في وجودها، 
نفسه يحميها حتى من نفسه، كتب ليها الأرض مخصوص علشان يعززها في البيت.

شهاب بلع ريقه بصعوبة من فكرة أنه بيحبها. 
ازاي! و امتي؟! 
لا لا اكيد دي تخيلات هو مش بيحبها

غزال :ها قولي بقا مين اكتر شخص بتحبه

شهاب بدون تفكير و حزن
:ابويا الله يرحمه كان طيب اوي و حنين و بيحبني انا و هند و قاسم 
لما ماټ اخد حته من روحي معه لدرجة اني حسيت باحساس مخيف عمري ما حسيته قبل كدا.... الله يرحمه

غزال بحزن:الله يرحمه تعرف انا لسه فاكراه 
يعني لما هو ټوفي كان عندي سبع سنين 
كان دايما يجيب ليا شكولاته زي هند....الله يرحمه

شهاب طفي الڼار عن الأكل و بدا يحطه في الأطباق سالها بهدوء و هو مديها ضهرها

-و انتي مين أكتر حد بتحبيه في حياتك يا غزال

غزال سكتت للحظات و اتكلمت بحزن
-أمي..... 
رغم اني مشوفتهاش بس حاسه انها كانت جميلة اوي.. جميلة لدرجة تخليني منبهرة بيها و بكل حاجة فيها
حاسه كانت طيبة اوي... جدي قالي أنها كانت بتحب بابا.... أنا بس كان نفسي اعرف حضنها طعمه عامل ازاي 
نفسي اعرف حنية الام دي عامله ازاي
أنت شوفتها يا شهاب و أنت صغير كان حلوة

شهاب بضيق:
-مش فاكر يا غزال ممكن نقفل السيرة دي... و خلينا نفطر

غزال اتضايقت منه و حست انه مش مهتم لكن قررت متزعلش

الفصل الرابع عشر
شهاب خرج من الحمام و هو بينشف شعره بص لغزال اللي نايمة بأريحية، قعد جانبها
-غزال قومي بقا كفاية نوم لحد كدا أنتي نايمة من العصر و العشاء قربت تأذن..

غزال بكسل :سبني شوية يا شهاب بالله عليك ...

شهاب اتنهد بقلة حيلة لأنه متأكد انها مش هتصحي لان طول اليوم تستكشف الفيلا و كل شبر فيها و بالذات الجنينة و حمام السباحة

أبتسم بسعادة مال عليها بأس خدها و قام 
-أنا هخرج أصلي و اجيب عشاء....

غزال بخبث و نوم زائف:
-عايزاه شاورما و بيرجر و خليه يحط جبنة كتير...

شهاب بخبث:طب ما أنتي صاحيه اهو ليه بقا التمثيل دا...

غزال ببراءة  :
-انا بمثل؟! حرام عليك يا شهاب أنا عايزاه انام بجد سبني دلوقتي و قوم بقا

شهاب رفع حاجبه باستنكار و هو حاسس انها بتخطط لحاجة... لكن سمع اذان العشاء من بعيد  لان أقرب مسجد ليهم على مسافة كبيرة
سابها و خرج..... 
غزال استنتج لحد ما اتاكدت انه خرج خالص قامت بسرعة بصت من البلكونة لقيته خرج بالعربية.... 
ابتسمت بحماس

غزال لنفسها بحماس:
-يارب يتأخر يارب.... من الصبح و انا عايزاه انزل حمام السباحة و هو مصمم ميخرجش... أخيراً

كانت متأكدة أن مفيش حد موجود في المكان غيرها و مع ذلك اتأكد الاول ان كل الشبابيك مقفولة و أنها لوحدها 
كانت مطمنه ان  حمام السباحة مقفول و خاص و دا اللي عجبها جدا
اخدت  ملابس تناسب حمام السباحة
غزال بصت  لنفسها في المراية بخجل و إعجاب بنفسها:
-اكيد مش هتاخر تحت و شهاب لا يمكن يجي دلوقتي لسه أقرب على مسافة كبيرة و كمان لسه هيجيب عشاء معه، 
مټخافيش بقا اهدي... انتي بقا ست سنين مروحتش اي مكان فيه بحر فلو سمحتي استمتعي دعاء احمد

نزلت بحماس و هي بترفع شعرها ديل حصان 
دخلت لحمام السباحة الداخلي  و بمنتهى السعادة و الحماس نزلت المياة، كانت بتعوم بحرية 
افتكرت ايام زمان لما كانت تروح الساحل مع جدها هي و هند و يحجز لهم في حمام سباحة خاص ليهم لوحدهم 
و اد ايه كانوا فرحانين لما راحوا و بالذات غزال لأنها بتحب السباحة جدا من وقت ما كانت طفلة لكن مكنتش بتروح اي حمام سباحة كانت بتتكسف تنزل في اي مكان عام حتى لو لابسه مايوه شرعي و لأنها منقبة.... 
فكان جدها بياخدهم حمام سباحة خاص لانه عارف إن بناته بيحبوا البحر جدا و لما كانوا صغيرين كانت دايما غزال تنزل مع هند .....

كانت بتعوم باستمتاع و حرية لدرجة انها نسيت ان الوقت بيعدي

شهاب وصل البيت و هو قلقان عليها، قرر يصلي و يرجع على طول و يبقى يطلب أكل لإنها لوحدها و دا بيقلقه..... 
دخل ركن العربية و نزل... طلع اوضتهم دخل لكن ملقهاش موجودة استغرب و حس بالخۏف 
دخل يشوفها في الحمام لكن الباب كان مفتوح و مفيش حد.... موبايلها محطوط على السرير... الخۏف اتملك من قلبه و هو بيدور عليها و بينادي عليها 
غزال اول ما سمعته فتحت عنيها بفزع و حست انها مش عارفة تتحرك من الصدمة... خاڤت تطلع بالشكل دا، حاوطت نفسها پخوف

-دا أنا هشرب المر بشاليموه....

حست انه قريب من المكان بسرعة اخدت نفس عميق و نزلت في المياة....

شهاب فضل ينادي عليها و هو هيتجنن دخل لحمام السباحة و هو بينادي عليها لكن مفيش اي أثر ليها و مفيش غير نور واحد بس شغال دعاء أحمد 
.... كان هيخرج لكن وقف أدام حمام السباحة و هو شايف حركة المياة... ركز شوية و بعدها  فتح كل الانوار اللي في المكان 
شافها تحت المياة ابتسم بخبث و فجأه ق"لع التيشيرت بتاعه و نط في المياة.

غزال شهقت بقوة و هي بتطلع من المياة و بتاخد نفسها بسرعة 
شهاب ضحك ڠصب عنه و هو بيبصلها رفع ايده يظبط شعره....

شهاب بغمزة و خبث
:اي الحكاية يا غزالة... حد ينزل المياة دلوقتي.. أنتي مش كنتي نايمة

غزال كانت بتبعد و هي شايفه المكر في عنيه و هو بيبصلها و بيقرب

-أنا بس كنت عايزه... أنت بتقرب ليه يا شهاب... هصوت و ألم عليك أمة لا اله الا الله

شهاب بضحك و مرح:
-صوتي براحتك محدش هيسمعك اصلا دا أولا ... ثانيا بقا لو حد بس دخل عندي استعداد اغرقك هنا و لا حد يشوفك... عض على شفتيه بوقاحة و كمل بخبث
-و لا حد يشوفك بالجمال دا يا مزة....

غزال بدهشة :
-مزة! شهاب فين الهيبة... فين الأحترام

شهاب بخبث و مكر  :
-هيبة اي بس تعالي و أنا هقولك راحت فين يا بت

غزال پخوف :
-بت! و الله أنت سخن يا شهاب.... لازم تطلع من المياة حالا قبل ما يجيلك برد ياله و انا هطلع وراك

شهاب بخبث:
-أنا كويس جدا الحمد لله شكلك أنتي اللي مش كويسة خالص...

غزال و هي بتحاول تبعد :
-لا انا كويسة...

شهاب قرب منها بسرعة و حاصرها عند حافة حمام السباحة.

-في واحدة جميلة كدا تتهرب من جوزها... طب بذمتك يرضا مين دا.

غزال حاولت تهرب منه لكن مسك ايدها بسرعة
-متحاوليش يا غزالة... ما انا مش هسيبك

غزال ابتسمت بمكر و قررت تتخلى عن توترها و تلاعبه زي ما بيتلاعب بيها، مدت ايدها برقة لفتها حوالين رقبته بجراءة و خبث

-و مين بقا قالك اني عايزاك تسبني

شهاب ضحك و هو عارف ان دا مجرد قناع و أنها مش بالجراءة دي لكن حب ينكشها، مرر ايده على ضهرها بخبث...

-طب مش خاېف يا شبح....

غزال بعدت عنه بسرعة بخجل، شهاب ضحك بقوة و هو شايفها بتاخد فوطة بسرعة و بتطلع من حمام السباحة

-طب لما أنتي مش اد العب بتهزري ليه... 
يا مزة..

غزال ابتسمت ڠصب عنها و هي بتطلع بسرعة اوضتها قفلت الباب وراها بالمفتاح و حطت ايدها على وشها بخجل و ارتباك

-يخربيتك يا شهاب... هو دا شهاب اللي كنت اعرفه مستحيل! قليل الادب 
و انتي يا هانم نزلتي المياة نسيتي نفسك...

دخلت غيرت و لابسته بجامة فضلت قاعدة شوية و هي بتحاول تهدأ لحد ما سمعت صوت تحت 
قامت فتحت الباب و نزلت و هي سامعه الصوت جاي من المطبخ

شهاب كان غير هدومه و لابس تيشرت اسود و بنطلون جينز اسود 
قربت لقيته واقف و بيحط توابل في البوله و بيخلطهم ببعض

قربت منه و وقفت جنبه باستغراب مكنتش تعرف انه بيعرف يطبخ

شهاب بجدية :
-هاتي الفراخ من التلاجة...

غزال :
-أنت بتعمل ايه؟

شهاب :
-هعمل فراخ مشوية على الفحم و انتي تجهزي رز و سلطة

غزال بهمس و هي بتديله الفراخ  :
-ليه انا اعمل حاجتين و أنت حاجة واحدة و كمان بساعدك

شهاب بهدوء و جدية :
-علشان أنا كنت هجيب اكل من برا لكن علشان حضرتك هنا لوحدك خفت عليكي مجبتش أكل و جيت يبقى لازم تتحملي مسئولية خۏفي عليكي... ياله انجزي علشان جعان....

غزال بدأت تعمل الاكل و هما بيتكلموا و بيضحكوا و هي بتسمعه بيحكي عن تجاربه في المطبخ و اد ايه كانت فاشلة

تاني يوم في بيت الحسيني 
هند كانت بتحط اكل للطيور بملل، ابتسمت بطيبة و هي بتشيل أرنب صغير بحب، طلعت قعدت في الجنينة و ابتسمت بحزن و هي بتملس ايدها عليه بحنان

معتز من وراها:
-مش بتتغيري يا هند...

هند اتعدلت بسرعة وقفت و ابتسمت بهدوء 
-ازايك يا معتز.... عامل ايه و خالي رأفت اخباره ايه؟

معتز :بخير الحمد لله... بس أنتي عارفه بابا لسه شايل بسبب موضوع الأرض دا يارب ينسى بقا

هند بابتسامه 
:يارب.... صحيح أنت اخبارك ايه و اخبار البنوتة اللي كنت ناوي تخطبها اي؟

معتز:تمام... لسه مردوش علينا بس ادعيلي بصراحة أنا نفسي الموضوع يتم على خير

هند:ان شاء الله هيتم ان طيب و قلب ابيض و صدقني نصيبك هيصيبك

معتز:يارب تكون نصيبي.... عقبال لما نفرح بيكي يا ست البنات...

هند : وقت ما ربك يأذن مفيش حد يقدر يقول لا.... المهم احكي لي عامل ايه في شغلك

معتز:و الله كويس جدا رغم ان بابا مش مقتنع و بيقولي ازاي ابن رأفت المنشاوي يشتغل مدرس حساب و على لسانه دايما ان اسيب السنتر اللي شغال فيه و اروح اشتغل معه دعاء أحمد ..

هند:بص يا رأفت المهم تكون مرتاح صدقني دي أهم حاجة لما تكون مرتاح هتحس أنك قادر تكمل و تفيد اللي ادامك و بعدين مالهم المدرسين..

معتز بابتسامة:
-مدام كدا بقا اتشجع و اطلب منك تيجي تشتغلي معايا

هند:اشتغل اي؟

معتز:
-يا بنتي انتي مش متخرجة من تربية انجليزي و السنتر اللي احنا فيه محتاجين مدرسة انجليزي و انتي شاطرة و ذكية جدا

هند:مش عارفه يا معتز انا مشتغلتش قبل كدا و مش عارفة هقدر و لا لاء 
و كمان جدي ممكن ميوافقش....

معتز :بالعكس دا ممكن هو اللي يشجعك اسألني عن الحج محمود بيحب الحركة و الشغل.... و بعدين بدل قاعدة البيت انا ساعات كتير بحسك لوحدك و بالذات لو غزال مش موجوده 
هتكون فكرة كويسة اهو تشغلي نفسك.

هند:عندك حق بس لازم اخد وقت افكر و كمان اشور جدي و شهاب و قاسم....

معتز:ايه دا كله يا بنتي... دا مستقبلك انتي يا هند يعني القرار يرجعلك انتي 
و بعدين بقا أنا بحب هند بنت عمتي اللي بتاخد قرارتها من نفسها بعد تفكير خاص بيها هي... 
مش هضغط عليكي بس لازم تفكري

هند ابتسمت بحماس:حاضر يا سي معتز ....

قاسم :اجيبلكم اتنين لمون...

هند ضړبته في كتفه بخفه و دخلت 
قاسم بابتسامة:نورت يا معتز.... تعالي

معتز :بقولك يا قاسم انا عايز اشوف طه... عايز اطمن على اخويا... اظن كفاية اوي كدا و شهاب علمه الأدب بس كدا كتير خليني اخده يا قاسم... انا آخر مرة جيت اشوفه صعب عليا حاله قسما بالله كنت هعيط 
انا عارف انه غلط... و غلطه كبير بس علشان خاطري انا سيبني اخده معايا و أنا هعلمه الأدب بس كفاية كدا

قاسم :و الله مش عارف اقولك ايه يا معتز انا لو عليا كنت سيبته من بدري بس شهاب! 
على العموم هو كلمني و قالي اسيبه يمشي و على فكره 
طه كان بيتعاطى حاجة و شهاب لما عرف سابه محپوس علشان يخليه يبطل الزفت دا 
هو قالي اسيبه بس صدقني انا دكتور و عارف طه لو خرج في الحالة دي مش هيتردد لحظة انه ياخد جرعة
و في الحالة دي المړيض بياخد جرعة كبيرة و حالات كتير بتمو"ت في الحالة دي

معتز سكت بحزن و ربت على كتف قاسم

-أنت شايف ايه دلوقتي يا قاسم؟

قاسم:محتاج يروح مصحة لعلاج الاد"مان

معتز :اعمل اللي مفروض يحصل يا قاسم أنا عايز طه يرجع زي زمان صدقني هو مكنش كدا

قاسم :متقلقش يا معتز... انا هعمل الازم و بعدين متوصنيش عليه دا اخويا

معتز ابتسم بحزن و دخل معه البيت

الفصل الخامس عشر
الصبح بدري في بيت الحسيني

حليمة كانت بتسمع هند بدهشة و ڠضب من بنتها
اللي قاعدة تتكلم معاهم و بتشاور الحج محمود عن رغبتها في الشغل مع معتز و أنها هتكون فكرة كويسة ليها

قاسم بحماس:
انا شايف انها فكرة جامدة بجد حقيقي خطوة حلوة جدا يا هند و لا أنت ايه رأيك يا جدي؟

الحج محمود بابتسامة :
-انا بشجعك بقوة و حماس لو عليا اتصل بالوادى معتز دا و اقوله كنت فين من بدري

هند ابتسمت بحماس بصت لوالدتها و هي شايفه نظرات الڠضب في عيونها
-و أنتي يا ماما رأيك اي؟

حليمة بحدة و استغراب:
-رأي؟! أنتم بتهزروا صح!
يعني بنت الحسيني تشتغل على اخر الزمن و كمان ايه حتة مدرسة في سنتر
ليه من قلة الشغل و بعدين هو انتي فقيرة علشان تروحي تشتغلي

قاسم كان هيتكلم لكن هند بصت لوالدتها بحزن
-ماما لو سمحتي ممكن تبطلي تقللي من اي حاجة بعملها
حضرتك فاكرة اننا في عصر البشوات... ايه يعني بنت الحسيني و لا هو علشان ربنا كرمنا نقلل من الشغل
الشغل لا هو عيب و لا حرام
و انا بقا مش صغيرة علشان حضرتك تتحكمي في قرارت حياتي أنا عارفة انك بتعملي كدا علشان مصلحتي أو بحاول اقنع نفسي انك بتعملي كدا علشان مصلحتي
لكن
ارجوكي كفاية لحد هنا بجد...
أنا مش هفضل قاعدة في البيت منتظره لما حضرتك تجيب ليا عريس و تجوزيني لواحد من العيلة
علشان بس مضيعش ورث العيلة و يخرج برا
مش مهم انا بالنسبة لك... اظن كفاية لحد هنا
كفاية حضرتك تاخدي كل القرارت اللي المفروض انا أخذها
اديني فرصة اختار لنفسي يمكن ابقى غلط و حضرتك عندك حق بس اديني فرصة اختار
اديني فرصة احس ان ليا رأي و كيان ارجوكي
أنا مش عارفه ليه حضرتك مصممه تعملي كدا 
انا هشتغل مع معتز جايز اندم و جايز لا
بس انا مش عايزاه اعمل حاجة حضرتك رافضها 
انا بكرا هروح مع معتز... لو سمحتي بلاش تقفي ادامي في الحاجة اللي نفسي أعملها

الحج محمود و قاسم كانوا مندهشين من رده فعلها مكنوش متوقعينها لكن كانوا مبسوطين انها أخيراً قدرت تاخد قرارها. 
  
حليمة :
-هند انا بفكر في مصلحتك

هند:
-صدقيني دي مصلحتي أنا لو حاسه ان دي حاجة تضرني مش هوافق... انا بس عايزاه رضاكي عني

حليمة ابتسمت بحب رغم رفضها الفكرة و احساسها ان دي حاجة تقل منهم لكن حاولت متبينش...
-و أنا راضية عنك يا حبيبتي ربنا يسعدك يا هند

هند ابتسمت بسعادة و طلعت بسرعة اوضتها تكلم غزال و شهاب

في شرم الشيخ في فيلا شهاب و غزال
كانت قاعدة بتتكلم مع هند و هي متحمسة جدا و تدعمها ان فكرة الشغل دي هتساعدها كتير جدا و خصوصا لأنهم الاتنين طول عمرهم انطوائين 
و دي فكرة كويسه تخليها تندمج مع الناس و هند كانت فرحانة لأول مرة من فترة طويلة...
غزال قفلت معها و بصت لشهاب اللي دخل الأوضة فجأة و باين انه كان بيتدرب تحت في اوضة التمرين

كان حاطط الفوطة على كتفه و هو عرقان، دخل اخد دش و هي قاعدة بتقلب في موبايلها

بعد مدة كانوا بيفطروا و هم بيتكلموا عم شغل هند و اد ايه هي متحمسة لهند، مكنش معترض لكن باين انه سرحان

غزال بابتسامة :سرحان في ايه؟

شهاب :و لا حاجة موضوع كدا جيه في بالي...

غزال:اوكية.... قولي بقا هنعمل ايه النهاردة انا نفسي اخرج عارفه انك هترفض بس...

شهاب باستغراب:
-ليه؟
غزال :لايه ايه؟

شهاب:ليه متأكدة كدا اني هرفض نخرج

غزال : دي طبيعتك ترفض... ممنوع دايماً

شهاب :واخده عني افكار غلط كتير بس شكلك هتتعبيني لحد ما اغير فكرتك دي
بس تعالي كدا نبدأ حاجة حاجة
يعني مثالا النهاردة أنا محضر بروجرام لليوم
بصي بقا و ركزي معايا

اول حاجة هتطلعي تغيري و هنخرج نشرب اي حاجة برا
و بعدها هنبدأ رحلتنا بالعربية لحد ما نوصل  منطقة سفاري في جنوب سيناء يعتبر المكان أجمل مكان ممكن تتخيله في شرم الشيخ حاجة سحر
و انا اشتركت لينا في رحلة لزيارة سانتي كاترين و هنزور الوادي الضيق 
و نيجي بقا لجزء السفاري و ركوب الخيل هو المفروض بيبقى درجات رباعية لكن الصراحة انا بعشق الخيل و بعدها نيجي للجزء اللي البدو موجودين فيه
هنتعشي فيه الاكل هناك حكاية و هنقضي الليل هناك في الخيم الجو بليل بيكون حلو اوي

غزال حست بالحماس :
-أنت جيت هنا قبل كدا و لا ايه

شهاب :مرة واحدة بعد ما خلصت فترة الجيش جيت مع صحابي كان وقت حلو اوي

غزال :انا عن نفسي اتحمست اوي

شهاب بص في الساعة :
-مدام كدا يبقى لازم نتحرك في خلال ربع ساعة

غزال :انا هطلع اغير حالا

شهاب مسك ايدها بسرعة قبل ما تقوم و اتكلم بحدة و ضيق
-كملي فطارك الاول انا مش مستعد يحصلك حاجة علشان الحماس اخدك مش اكتر

غزال بدأت  تاكل بسرعة و نهم و هي بتفكر في رحلتهم دي و هل تستمتع بالتجربة كانت فرحانة انه مهتم انه يخليها فرحانة
و لأول مرة تحس انها بتشوف بشكل مختلف و كأنها كانت بتشوفه شخص كئيب بيحب السيطرة على اللي حواليه دعاء احمد 
اول مرة تشوفه شاب بيحب يستمتع بحياته، جرئ أحيانا و متهور لكن متزن
و كأنها بتشوفه من جديد لأول مرة تحس انه وسيم جدا بشكل يخ"طف دقات قلبها....

قامت بعد شوية غيرت بجامتها و لابس دريس زيتوني طويل كان جميل عليها و لابس نقاب ازرق كانت جميلة حتى بالنقاب

شهاب كان واقف برا أدام العربية حاطط ايده في جيبه مستنياه تخرج
بصلها و هي خارجة في منتهى الشياكة و كأنها بتسحره
كان حاسس بالغيرة و الڠضب ان حد غيره ممكن يتفتن بيها من نظرات عيونها اللي راقت لقلبه بمنتهى الخفة و الدلال

غزال وقفت جنبه و ابتسمت من وراء النقاب

-أنا جهزت....

شهاب بصلها بتقييم مال عليها و همس تحذير و غيرة
-وسعي الحزام بتاع الدريس دا و الا مفيش خروج هو حد قالك انك راحه تستعرضي جمال جسمك و لا النقاب دا لابسه بس من باب انك تخفي وشك بس دعاء احمد ..

غزال بصتله باستغراب من تقلباته و أنه في لحظة بيتغير 
-بس الحزام مش ضيق و الله و بعدين انا لما لبست النقاب كان عن اقتناع مش علشان حضرتك تيجي تقولي دلوقتي من باب اني اخبي وشي

شهاب قلع نضار الشمس و مسح على وشه بضيق :
-طب خلصت الكلام يا غزال هتشيلي الحزام دا خالص يا ام تفضلي تطلعي تغيري الفستان كله و تولع الخروجه على دماغنا.

غزال بحدة :
-هو انت ليه مصمم تتحكم فيا بالشكل دا

شهاب بعصبية:
-لما اخاڤ عليكي ابقى بتحكم فيكي من وجه نظرك

غزال :تخاف عليا من ايه ما انا شكلي زي الفل اهوه

شهاب :دا من وجة نظرك انتي لكن أنا لا....

غزال وشها احمر من الڠضب و بسرعة شالت الحزام رميته في العربية

شهاب بابتسامة:ايوة كدا قمر يا اخواتي...

غزال :د"مك تقيل

شهاب مردش و ركب العربية و هي جانبه.. مر وقت طويل لحد ما وصلوا لمنطقة السفاري مع مجموعة اشخاص و لأول مرة تكون منبهرة بمكان للدرجة دي و خصوصاً لما عدوا من الوادي الضيق بعد زيارة مدينة سانتي كاترين 
الأماكن السياحة كانت رائعة وقت الغروب و ركوب الخيل اخدوا صور كتير جدا مع بعض لدرجة ان موبيل غزال فصل شحن من كتر ما كانت بتاخد صور ليهم و هي مستمتعه بكل لحظة معه دعاء احمد 
كل شبر كان رائع حقيقي وصلوا الساعة عشرة
لمكان في البدو كانت حاسة بمنتهى السعادة  و لأول مرة تضحك معه بالشكل دا طول الطريق رغم انهم كانوا مټخانقين الصبح لكن نسيت كل حاجة لما بدوا يتحركوا

بليل 
كانت قاعدة على الشتله و هي بتتفرج على السياح اللي بيرقصوا و مجموعة البدو اللي بيشوا اللحمة و يجهزوا الاكل في أجواء بدوية بشكل راقي جدا و مميز

شهاب كان بيجيب شاي ليهم قعد جانبها و ادلها كوبايتها

شهاب :اتمنى تكون الزيارة فرحتك

غزال بسعادة:اوي يا شهاب أنا من زمان اوي عمري ما فرحت بالشكل دا 
تصدق انا عمري ما تخيلت ان مصر فيها أماكن بالجمال دا كله 
اه كنت بشوف صور و بسمع كلام حلو كتير عنها لكن طلعت على الحقيقة حاجة في منتهى الجمال 
و كمان اول مرة أضحك من قلبي كدا و انا معاك.

شهاب ابتسم بسعادة و هو بيشرب الشاي 
-انا كمان كان بقالي كتير اوي مفرحتش من قلبي كدا يا غزالة... علشان كدا خلصتي شحن موبيلك و موبيلي قرب يفصل من كتر الصور اللي اخدتيها

غزال :بذمتك مش انبسطت بالصور دي هتكون ذكرى حلوة اوي بينا يا شهاب.

شهاب :عندك حق اشربي الشاي

غزال حطت ايدها على بطنها بجوع 
-أنا جعانة اوي هو لسه كتير على الاكل

شهاب :انا سالت قال ربع ساعة و الأكل يكون جاهز

غزال بصت للسماء و سكتت و هي تتامل جمال المكان حواليها و الجبال حواليها

شهاب قرب منها و حط درعه على كتفها و هي بتلقائية سندن رأسها على كتفه بنوم لان اليوم رغم جماله الا انه كان متعب

بعد مدة
كانت قاعدة تأكل معه باستمتاع، خلصوا اكل و بعد شهاب قام يعمل مكالمة و رجع 
دخل الخيمة بتاعتهم لقاها نامت بهدومها و النقاب 
قفل الخيمة عليهم قعد جانبها و فك لها النقاب و الخمار بتاعها، ابتسم بحب و هو بيفكر شعرها المموج باعجاب 
نام و شدها بقوة لحضنه و هو يتمنى لو يفضل في المكان دا أطول وقت ممكن، دسها بحنان لحضنه و غمض عنيه و هو حاس بالأمان و الارهاق

الفصل السادس عشر
في المنصورة بعد عشر أيام
غزال كانت قاعدة لوحدها في الجنينة و هي زهقانة رغم أنها لسه راجعه من شرم الشيخ مع شهاب لكن هو رجع الشغل متنكرش ابدا انها اول مرة تستمتع بالشكل دا

و بالذات الوقت اللي قضوه في السفاري و كل لحظة بينهم كانت مميزة بشكل چنوني مخليها حاسه ان قلبها هيقف من كتر ما بيدق 
كل كلمة بيقولها و حركة... تقلباته المزاجية.. صرامته، عصبيه و هدوئه كل شي فيه متناقض بشكل يخليه يخطف أنفاسها

هند مش موجوده من وقت ما بدأت تشتغل مع معتز في السنتر...

كانت بتتفرج على الصور اللي اخدتها ليهم في شرم الشيخ... ظهرت ابتسامة بسيطة و هي بتكبر صورته
فاقت من شرودها على صوت حد بيتكلم بصوت عالي عند البوابة... 
لكن اول ما وصلت كانت الست مشيت، غزال بصت الغفير باستغراب

-في ايه يا عم جابر؟ و مين الست دي؟

بص لها بارتباك و افتكر تحذير شهاب ليه لو صباح دخلت البيت أو حد سمع عنها رد بارتباك

-دي ست كانت بتسأل على بيت الحج نعمان اللي في البر التاني و كانت فاكره انه هنا لكن انا كنت بفهمها ان دي مش فيلاته

غزال رفعت عنيها تبص على الست اللي ماشية بعيد باستغراب
-طب هي كانت بتزعق ليه؟

جابر :
-معرفش بقا يا ست غزال بس اهي مشيت لحال سبيلها...

غزال مكنتش عايزاه تمشي فضلت تبص عليها و كأنها منتظره ان الست دي تتلفت ناحيتها لكن بدون فايده في لحظات قليله كانت اختفت من ادامها

غزال :
-هي مرات عمي خرجت ؟

جابر:
-اه ست حليمة خرجت من شوية مع الآنسة نرمين... تومريني باي حاجة؟

غزال :تسلم

غزال دخلت بهدوء و قابلت قاسم علي السلم
قاسم بابتسامة و مرح كعادته:
-صباح الجمال يا غزالة...

غزال بابتسامة :
-صباح الورد يا عم قاسم...

قاسم :مال صوتك يا غزال

غزال اتنهدت بهدوء و قعدت على السلم

-قاسم احنا اخوات صح؟

قاسم استغرب طريقتها و قعد  على السلم

-أكيد اخوات و بعدين أنتي بنتي عمي و مرات أخويا و لو عايزه تتكلمي معايا في حاجة

غزال :
-شهاب.... اقصد هو ممكن يكون يعرف بنات او حاجة

قاسم :
-مش فاهم يعني ايه

غزال بارتباك:
-حاسه انه مخبي عليا حاجات كتير مش فاهمها..... يعني نكون بنتكلم سوا و فجأة يجيله مكالمة و يقوم يرد 
مكالمة معينة يعني حصل كذا مرة نكون مع بعض لو حد اتصل بيه بيكنسل عادي لكن في مكالمة لما بتجيله بيبعد عني ويرد عليها

قاسم ابتسم بهدوء
-أنتي شاكة انه بيعرف بنات من وراكي و لا اي

غزال هزت كتفها بهدوء
-مش عارفه بس أنا خمنت مثالا أنه يكون يعرف....

قاسم:
_مظنش يا غزال..... بصي هو اه شهاب غامض شوية في حاجات كتير و بالذات لما يقعد مع جدي بحس انهم بيخططوا لحاجة سوا
لكن شهاب مش من النوعية دي و مش بيفرق معه انه يكون مع بنات كتير و تعاملته معاهم بسيطة جدا
لما كان بيسافر مصر علشان الشغل كان ممكن يبقى مضطر
لكن مظنش...

غزال :
-طب اسيبك أنا بقا.... صحيح هو طه بقا كويس دلوقتي

قاسم :
-لسه يا غزال العلاج من الاد"مان بياخد وقت بس ان شاء الله عن قريب ياله انا لازم اخرج عايزه حاجة اجيبهالك معايا...

غزال:تسلم يا قاسم...

في محطة القطار
صباح كانت قاعدة في الانتظار و هي حاسة بالحزن لأول مرة... متعرفش هي ليه راحت اصلا لبيت الحسيني
رغم ان رأفت قالها متعمليش اي حاجة من غير ما ترجع له
جايز لما راحت كان عندها أمل تشوف غزال بعد ما كبرت...
كل ما تقرب من بيت الحسيني احس انها پتتخنق و هي بتفتكر اد ايه كانت أم بش"عة تخليت عن بنتها و هي مكملتش سنة و نص

لسه فاكرة صوتها و هي بټعيط كانت صغيرة، جميلة لكن صباح مكنتش تستحق انها تكون أم....

صباح لنفسها :
-بټعذبي نفسك ليه يا صباح ما كنتي نسيتي و عديتي و تجاهلتي وجودها من حياتك راجعه تاني ليه.... ياريتك ما رجعتي
رجعتي تتفقي مع اللي كانت سبب في كر"هك للعيلة دي
رجعتي علشان تحطي ايدك في ايد حليمة على بنتك اللي من د"مك

"ضحكت بسخرية"
-بنتك! من أمتي و انتي كنتي أم يا صباح
دا أنتي من بجاحتك لما كنتي عيلة صغيرة روحتي تقولي لجدها انك هتاخديها و تبعدي علشان بس الحج محمود يديكي فلوس و تسيبي ليهم غزال.... طب ليه بقا جايه دلوقتي و عايزاه تشوفيها
حنيتي و لا ضميرك مآنبك و بيوجعك علشان كنتي بالندالة دي..

شافت القطار وقف قامت كانت مستنية لحد ما ظهر شاب في بداية الأربعين و معه واحدة باين عليها في آخر العشرينات

رجب ابتسم بخبث و هو بيقرب منها مع فردوس اختها

فرودس حضنت صباح و سلمت عليها
- رجعتي تاني المنصورة ليه يا صباح

رجب :زوج فردوس.... في بداية الأربعين... شعر اسود خفيف... يرتدي ألوان غير متناسقة... بطن كبيرة... طماع و جشع... بلطجي

رجب بابتسامة ماكرة و هو بيحرك ايده على رأسه :
-منورة يا صبوحة...

صباح بصتله بضيق و رجعت بصت لفردوس
-ياله يا فردوس خليني اخذكم البيت

رجب:
-اي المعاملة الناشفة دي يا صباح...

صباح بضيق :
-بقولك ايه يا كرم انا مش ناقصه و بعدين انتي ايه اللي خلاك تجبيه معاكي يا فردوس مش قلتلك تيجي لوحدك

رجب بحدة و هو يمسك دراعها پعنف لدرجة انها كتمت تاوهها:
-مالك يا صباح شكلها هبت منك... اقفى معوج و اتكلمي عدل دا انا المعلم رجب يعني مفيش حرمة تعلي صوتها عليا و بعدين انتي فكرك اختك تقدر تتحرك خطوة واحدة من غيري و لا ايه دا انا اد"بحها فيها..

صباح بۏجع:سيب دراعي يا رجب بدل و الله هصوت و ألم عليك امه لا اله الا الله

رجب ابتسم بمراوغة و ساب دراعها
-و ماله يا سنيورة.... اختك قالتلي ان مجيتك هنا فيها سبوبه حلوة و انا بقا بعشق اللقمة الطرية مدام من ناحيتك...

صباح بصت لفردوس پغضب لأنها عارفة انه شړاني و لو اتفق مع رأفت و حليمة هياذوا غزال اوي مدام من وراها مصلحة...

فردوس بتوتر:
-انا بقول خلينا نمشي من هنا مش هنقف نتكلم في المحطة قصاد اللي رايح و اللي جاي

رجب:انا بقولك كدا برضو....

صباح :اتفضلوا خلونا نكسح من الخړابة دي

بعد مدة في بيت صباح 
رجب كان في اوضة بياخد دش و صباح قاعدة مع فردوس

صباح پغضب :
-الزفت دا ايه اللي جابه معاكي مش قلتلك تيجي لوحدك

فردوس؛ و الله ما اقصد يا صباح و الله العظيم ما كان قصدي هو سمعني و انا بكلمك و كان هتقلب ليلة سوداء على دماغي لو مقلتلوش و انتي عارفة ميعرفش الرحمة

صباح :ما هو دا اللي مخوفني انتي هتاخديه و تمشوا من هنا قبل ما رأفت يحس الاتنين دول لو قعدوا سوا هيعملوا مصېبة

فردوس:شفتيها يا صباح

صباح سكتت للحظات 
-معرفتش اشوفها....

فردوس :طب احكي لي بقا كل حاجة من اول ما جيتي علشان مفهمتش منك حاجة في الموبيل

صباح بدأت تحكيلها عن اللي حصل من اول ما نزلت المنصورة و مقابلتها مع حليمة

فردوس شهقت پصدمة و هي بټضرب على صدرها
-يلهوي يا صباح.... حليمة تاني ما كنا خلصنا منها... ما تسيبك من رأفت بقا يا صباح و ابعدي بكفاياكي

صباح :
-أنا بحبه يا فردوس... لما وعيت على الدنيا معرفتش احب سعد و رأفت كان أول واحد احبه في حياتي 
عارفه انه بتاع نسوان و حلنجي بس انا بحبه رغم جوازنا في السر و رغم طريقته معايا بحبه اوي يا فردوس

فردوس :دا انتي كدا تبقى مچنونة يا صباح 
و الله العظيم تبقى مچنونة لو وافقت تاذي بنتك علشان ترضى سي زفت

صباح :أنا عارفة ان دا كله غلط بس انا مش عايزاه اخسره و عندي حل 
انا ممكن اعمل اللي هو عايزاه بس في نفس الوقت اخرب له خطته و أبلغ شهاب باللي بيحصل و شهاب هيقدر يحميها و في نفس الوقت ماذيش غزال

فردوس بحزن:
-شيلتك تقيلة يا صباح تقيلة اوي 
ظلمتي نفسك يوم ما حبيتي رأفت المنشاوي 
كأنه ابتلاء ياريتك عرفتي تقلبي سعد في قرشين و تهربي منه لا دا انتي قعدتي و خلفتي و جبتي بنت للدنيا دي علشان تعيش يتيمة و امها عايشة و سايبها تتمرمط على ايد الست اللي كانت مخليه حياتك چحيم 
فوقي يا صباح ابوس ايدك و كفاياكي

صباح فضلت قاعدة في الاوضة ساكتة 
فردوس خرجت على صوت رجب و هو بيزعق علشان عايز الغداء

        _______________________

في وقت متأخر من الليل 
شهاب وصل البيت بارهاق كان البيت كله ضلمة و الكل نايمين 
طلع اوضته دخل وقفل الباب وراه لكن استغرب و هو شايف تورته محطوطة على التربيزة 
بص لغزال اللي كانت نايمه بأريحية، بصلها بدهشة و صدمة و هو شايفها نايمة و لابسه فستان اسود قصير بدراع مكشوف و شعرها مفرود حواليها باين انها فضلت مستنيه لوقت طويل بملل لحد ما نامت

استغرب لان النهاردة مش عيد ميلاده و لا هو مناسبة مهمة 
ابتسم و قرب منها بهدوء، قعد جانبها على طرف السرير 
-غزال.... غزالة...

غزال فتحت عنيها بنوم بدأت تفوق بصتله بحزن و اتعدلت 
-ايوة في حاجة؟

شهاب :لا ابدا بس كنت هسالك التورته دي بتاع ايه...

غزال بحزن
:و لا حاجة أنا بس طلبتها من برا و لما جيت مكنش ليا نفس اخد منها لكن شكلي نمت و نسيتها... هقوم اغير و انزلها

شهاب؛ لا خليكي بلاش انزلي دلوقتي

قام اخد هدوم و راح ناحية الحمام 
غزال لنفسها:
-كان نفسي اقضي عيد ميلادي بشكل مميز و لو مرة واحدة بس في حياتي... مرة واحدة!
بس هو حتى مفتكرش 
متزعليش هو يعني مشغول و بعدين ما أنتي طول عمرك بتقضي اليوم دا مع هند فعادي بقا

غمضت عنيها و شدت الغطا عليها

بعد دقايق
شهاب خرج من الحمام لقاها نايمة قعدت على السرير و حط موبايله على الشاحن لانه كان فاصل 
لحظات و جاله اشعارات كتير عن رسائل واتساب من هند و  تلات مكالمات فائتة منها.

استغرب و فتح الرسايل....

"شهاب ممكن متتاخرش النهاردة لو سمحت"

"غزال النهاردة عيد ميلادها و انا للاسف في السنتر طول اليوم بلاش تخليها تقضي اليوم لوحدها"

"شهاب انا رنيت عليك كذا مرة اتمنى تشوف الرسايل.... انا عارفة انها حاجة تافهة بس صدقني هتفرق معها لو حتى تقولها كل سنة وانتي طيبة.. عارفة ان مالكش في الحاجات دي بس معليش تعالي على نفسك "

شهاب قفل الموبيل و بص لغزال اللي نامت  و بعدها بص للكيك اللي على التربيزة...

اخد نفس عميق و حس أنها كانت زعلانة 
قعد جانبها و هو بيبصلها و بيفكر في طريقة يصلح بيه اللي حصل...

الفصل الثامن عشر
صباح رفعت النقاب و هي مړعوپة
-جاية عايزاه بنتي يا حج محمود

الحج محمود بص لصباح پصدمة قوية أنها عندها الجراءة اللي تخليها ترجع تاني للبيت دا بعد اللي عملته.
شهاب قام بسرعة و زق الكرسي اللي كان قاعد عليه پغضب، مسكها من دراعها و كان هيخرج لكن وقف لما سمع صوت غزال و هي مصډومة

-أستنى عندك....

شهاب غمض عنيه بقوة و هو مديها ضهره  ضغط على ايد صباح پعنف لدرجة انها صړخت من الۏجع

-سيب ايدي يا شهاب

غزال راحت ناحيتهم و وقفت أدام صباح و عيونها دمعت

-أنتي؟ شبه اللي في الصورة...
لا أنتي مش هي صح... جدي قول حاجة من دي

صباح كانت ساكتة و بصه في الأرض
غزال صړخت فيهم پغضب
-حد يرد عليا.... مين دي؟

صباح :أنا أمك يا غزال...

غزال هزت راسها بالنفي
الحج محمود عيونه احمرت من الڠضب قام و ضړب بقوة على السفرة لدرجة انهم اتفزعوا و بصوت عالي

-كدابة... انتى مش أمها و لا عمرك كنتي أمها
شهاب خرج الست دي من هنا و لينا حساب بعدين..

هند قامت بسرعة و هي مش فاهمة حاجة وقفت جنب غزال بتحاول تشدها علشان يمشوا

هند:غزال تعالي نطلع دلوقتي

غزال زقت ايدها بعيد عنها و قربت من صباح و ڠصب عنها عيطت
-ازاي أمي.... هم قالوا أن أمي ماټت ازاي  لسه عايشة.

صباح مدت ايدها تلمس غزال لكن شهاب بعدها عنها بسرعة و بصلها بشړ
-اياكي تفكري تلمسيها فاهمة... اياكي
و أنتي أطلعي اوضتك و بعدين نتكلم

غزال پصدمة و مش قادرة تستوعب :
-أستنوا بس أستنوا 
يعني ايه أمي.... يعني السنين اللي فاتت دي كلها بتضحكوا عليا و مفهمني أنها ماټت

حطت ايدها على صدرها بړعب من الصدمة صړخت فيهم 
-يعني ايه.... 
حد ينطق... قولوا اي حاجة... قولوا أنها بتكدب و أنها مش أمي...

قربت من شهاب و مسكت ايده بقوة و هي مڤزوعة

ابوس ايدك يا شهاب و الله و الله هسمع كلامك من غير مناقشة.. و الله... قول أنها ماټت فعلا و انكم محرمتونيش منها كل السنين دي...

عيطت و بسرعة راحت لجدها 
-أنت مش هتكدب عليا صح... أنت قلت أنها ماټت... طب.. طب ازاي هي هنا دلوقتي 
أنا بثق فيك.. قول ان دي واحدة شبهه مش أكتر... 
حد يرد عليا مين دي... انطقوا... 
مرات عمي.... قولي اي حاجة... ابوس ايدك و الله مستعدة اعمل اي حاجة انتي عايزاها حتى لو ايه
مستعدة اطلق من شهاب.... أنا عارفة أنك بتكرهيني و نفسك تجوزيه بنت اخوكي و انا موافقة اطلق منه و اخرج من حياته بس قوليلي 
هي أمي فعلا.... طب لو هي أمي ازاي سابتني و انتم ليه قلتوا كدا..

شهاب كان بيبصلها بيحاول يقدر صډمتها لكن كلامها عن الطلاق بالسهولة دي جرحه و عصبه منها و من الموقف كله و حس انه على وشك يحر"ق حد من الڠضب، سحب صباح بقوة و عڼف

غزال صړخت بصوت عالي 
-مش هتمشي من هنا الا لما أفهم... أنتم فاهمين... طالما محدش بيرد يبقى لازم أفهم 
كفاية لحد هنا تحددوا مصير حياتي كفاية 
انا من حقي اعرف أنتم مخبين عليا اي 
لو هي أمي فعلا... يبقى ليه كدبتوا عليا ليه طول السنين دي شايفني وحيدة و محدش فيكم رحمني و قالي أنها عايشة
أنا و الله مكنتش عايزاه حاجة من الدنيا غير اني القى حد حنين 
كنت بقول بعد امي و ابويا مش هلاقي حد يحن قلبه عليا 
بس ليه تظلموني كدا... ليه تبقى عايشة و انا عارفة انها مېته
هو انا وحشة اوي كدا علشان تيجوا عليا بالشكل دا و تحرموني من اني اعرفها 
ليه يا جدي؟ أنت خبيت عليا كل السنين دي، و أنت كنت عارف يا شهاب
هند انتي كنت عارفة انتي كمان...

حطت ايدها على بوقها و هي بتحاول تستوعب معقول كلهم عارفين و هي الوحيدة اللي متعرفش، كانت بټعيط بحړقة و هسترية

هند بسرعة و دموع و قربت منها تحضنها؛ 
-و الله ما اعرف حاجة يا غزال و الله...

غزال حضنتها بقوة و عيطت، عقلها كأنه مشلۏل مش قادر يفهم حاجة

الحج محمود بحدة و أمر :
-شهاب خدها من هنا...

صباح كانت بتبص لغزال و أول مرة تتقهر بالشكل دا و تحس أنها وحشة اوي من جواها...

غزال بعدت عن هند و وقفت أدام صباح، بدون ما تتكلم حضنتها و فضلت ټعيط رغم أنها مش فاهمة حاجة.. حتى انها مكنتش فاكرة شكلها و هي صوره واحدة اللي معها لصباح... جدها اخد كل صور صباح و كان دايماً بيزعق لما يسمع اسمها من غزال لكن قدرت تحتفظ بصورة واحدة لوالدتها 
كانت كل ليلة تطلع صورتها و صور ابوها 
كانت لما تحس بالظلم من حليمة تفضل تتكلم مع الصور بتاعتهم و ټعيط 
و في النهاية تنام و اتمني لو تحلم بيهم بيطبطوا عليها 
كانت طفلة صغيرة...  حليمة دايماً تزعق لها على اي حاجة تعملها لدرجة أنها كانت لما بتلعب لو عملت صوت بس كانت بتتخانق معها دعاء احمد

عاشت مراهقتها لوحدها كانت محتاجة والدتها محتاجة تفهمها حاجات كتير و تخليها تتعامل زي باقي البنات في سنها
كانت محتاجة تحس بحنانها في الوقت اللي صباح فيه كانت بتعيش أيامها مع رأفت و ناسيه ان ليها بنت 
كانت كل يوم تحط رأسها على المخدة و تحاول تنسى أن عندها بنت محتاجها تخلت عنها علشان شخص معتقدة انها بتحبه 
و لو كانت بتحبه فعلا... فهل بالفعل في حاجة تستاهل أنها تتخلى بنوتة صغيرة عمرها سنة و نص 
براءة و جمال الدنيا فيها... بنتها

غزال بعدت عنها و مش عارفة تقول ايه لكن كانت بتبص لها بتركيز بتحفظ ملامحها...

صباح دموعها نزلت و بصت في الأرض

شهاب لنفسه بتعب:
-ارحمني يا رب... ارحمنا

غزال:أنتي حلوة اوي أجمل بكتير من الصورة اللي معايا
عارفة أنا كنت بتكلم معاكي كل يوم اه و الله بصي السلسلة دي 
انا طبعت صورتك انتي و بابا عليها و لابسها من زمان اوي 
مكنش معايا غيرها 
عارفة أنا مش مصدقة أنك واقفه ادامي دلوقتي
و الله مش مصدقة.. انتي جميلة اوي 
مش مهم اي حاجة مش عايزاه اعرف حاجة 
بس انتي مش هتبعدي عني صح 
مش هتمشي تاني... انا مش فاهمة حصل ايه بس متأكدة أنك بتحبيني زي ما أنا بحبك اوي
أنتي هتفضلي معايا صح و هتقوليلي إني أجمل بنت في الدنيا 
و هتاخديني في حضنك و هتحكي لي عن بابا 
و أنا هقولك أسراري كلها بس متمشيش تاني  بالله عليكم... متمشيش تاني 
احضنيني كتير اوي و افضلي معايا على طول 
و أنا مش هبقي مزعجة خالص و الله.. أنا هسمع كلامك على طول 
و مش هضايقك أبدا بس متمشيش تاني

شهاب بحزن و ڠضب لان صباح متستاهلش كل الحب دا
-كفاية يا غزال و اطلعي اوضتك دلوقتي ياله و بعدين نتكلم 
اللي حصل دلوقتي كأنه لم يكن

قال كلامه و اخد صباح بسرعة بدون ما يبص لغزال 
اللي طلعت وراه و هي بټعيط و مش عايزاه ياخد أمها 
-سيبها يا شهاب... بقولك سيبها

شهاب بعصبية :قلتلك اطلعي اوضتك

غزال صړخت فيه پجنون و هسترية و كأنه فقدت عقلها 
-مش هطلع  مش هطلع سيبها.... أنت معندكش قلب... مبصعبش عليك... سيبها 
و انا مستعدة اسيب لكم اي حاجة انتم عايزينها بس سيبها ليا 
و الله أنا مش عايزاه حاجة منكم غيرها و الله

كانت بتتكلم بسرعة و وشها أحمر و كلامها مش مفهوم من سرعته

شهاب عيونه دمعت لكن مينفعش يضعف وجود صباح في حياتهم هياذيها دعاء احمد 
يمكن دي أصعب لحظة كان خاېف انها تحصل من يوم ما جده قاله حقيقه صباح

بصلها بملامح باردة و هو بيحاول ميتاثرش، خرج بصباح من البيت و هي بتصرخ  الغفر قفلوا الباب و منعوها من الخروج بأمر من شهاب 
هند كانت حضنها و هي بتصرخ و ټعيط و شايفه واخدها بالعربية بعيد

الحج محمود كان واقف بيبص لغزال پغضب و كأنه عايز يخرج يضربها و يقولها دي متستاهلش حزنك عليها و لا كل دا 
و حاسس بالضعف انه مقدرش يبعد صباح عنها و هو شايفها بالضعف دا

اتحمل كتير في حياته.. مۏت ولاده الاتنين.. سعد و عيسي
مۏت مراته.. أحفاد كانوا مسئولين منه
لازم يبان جامد علشان يقدر يحافظ على العيلة 
اتحمل اللي مرات ابنه عملته و طلعها من حياتهم لكن رجعت تاني علشان تقلب عليهم الدنيا

غزال حست أنها مش قادرة تتنفس من الشعور اللي حست بيه و بدأت تدريجي تفقد الوعي 
هند پخوف  :غزال... يا جدي... يا قاسم

الحج محمود خرج بسرعة هو و قاسم، دخلوها

حليمة كانت واقفه بتغلي من الڠضب لان دي مكنتش خطتها ابداً

بعد كم ساعة... في المخزن
صباح كانت قاعدة و هي مړعوپة المكان ضلمه جدا و قديم كله تراب و عنكبوت، سامعه أصوات كتير مخيفه

كانت پتبكي لأول مرة پقهر
-و الله كان قصدي احميها.... انا عارفة اني ژبالة اوي و طماعه بس مكنتش عايزاها ټموت على ايد حليمة

فضلت ټعيط و هي بټلعن نفسها و كلام رأفت ليلة امبارح بتردد في ودانها

فلاش باك
كان رأفت بايت عند صباح في الشقة اللي اشتراها لها
كان بېدخن في اوضته و هو بيفكر، صباح كانت بتاخد دش، موبايله رن اخده لقاها حليمة
بص ناحية الباب و رد
-ايوة يا حليمة في اي... بترني دلوقتي ليه

حليمة بسخرية:
-البت نرمين رنت عليا و قالتلي انك بايت برا البيت... فينك يا رأفت و لا تكونش عند ست الحسن بتاعتك

رأفت بضيق:
-اه عندها يا يا حليمة عايزاه ايه بقا

حليمة بحدة :
-هو أنت بتحبها و لا ايه يا رأفت متخلنيش أشك فيك

رأفت ضحك
-لا يا حبيبة اخوكي و من امتى و انا ليا في الحب و الكلام الفارغ دا...
كل الحكاية ان صباح دي ليها كدا نكهة تانية عن كل الحريم اللي عرفتهم و بعدين متنسيش الخير اللي هيجينا من وراها هي و بنتها مش قليل يعني يخليني اجي على نفسي حتى لو مش عايزاها

حليمة:ماشي بس انا بقا عايزاه اعرف أنت ناوي على ايه من الاخر... ناوي تسمع كلامها و تسيب البت في حالها بعد ما تاخد منها الأرض

رأفت وطي صوته و اتكلم دعاء احمد 
-لا يا حليمة انا ميرضنيش زعلك برضو و عارف أنك نفسك تخلصي من غزال و صباح من زمان اوي علشان لما الحج محمود ېموت ولادك بس اللي يورثوا لأنها هتقاسمهم في كل حاجة لان ابوهم ماټ و ابوها كمان ماټ في حياة الجد ...
علشان كدا عامل خطة كدا إنما ايه 
بصي يا ستي أنا هخلي رجب يخ"طف غزال اول لما تخرج من البيت و بعدها هخلي صباح تظهر 
و تقولها انها اللي اتفقت مع رجب يعمل كدا علشان كان نفسها تشوفها 
و ان الحج محمود هو اللي عمل كل دا زمان 
و بعد صباح عن غزال لانه مكنش راضي عن جوازها من سعد 
و بعد مۏت ابنه طردها من البيت و اخد منها غزال و عمل ليها عزا 
و كل ما كانت تحاول بس تقرب منها كان يقف لها و يرفض يخليها تشوفها... 
طبعا غزال هتبقى مصډومة بسبب ظهور امها المسكينه فجأة 
لكن دا هيخليها تفرح اوي لأن عمرها ما حست منك باي حنية و هخلي صباح تمثل عليها شوية حب و كدا يعني
و بعدها تطلب من غزال تكتب لها الأرض باسمها علشان لما ترجع معها بيت جدها يبقى ليها حاجة باسمها تخليهم ميطردوهاش

حليمة بردح
-و انت ناوي بعد ما تاخد الأرض من صباح تسبب السنيورة عايشة 
ابقى انا استفدت ايه

رافت بضيق:
نو انتي عايزانى اخد الأرض و بعدها ټموت علشان البس انا في سين و جيم و يقولوا انا اللي قت"لتها وقتها الحج محمود احتمال يس"لخ جلدي انا و انتي و اي حد دعاء أحمد

الراجل دا انتي متعرفهوش لحد دلوقتي هادي و بيتعامل مع الأمور بعقل لكن لو فكرنا نعمل لها حاجة يبقى يا ويلنا من اللي هنشوفه
احنا هنستني فترة لما ترجع و التمور تهدأ و صباح تكتب ليا الأرض و انتي ترجع ليا الأرض اللي ابنك لهفها 
و انا اوعدك اول ما اضمن حقي غزال هتكون في خبر كان 
و نخلص عليها و أنا هعرف اتخلص من صباح 
و كدا كل حاجة تبقى لينا و لاودلاك
بس ربنا يستر من شهاب علشان ابنك مش سهل يا حليمة مع اننا بنعمل كدا لمصلحته 
و هو يتجوز البت نرمين 
و كل حاجة تبقى لاولادنا

حليمة:ماشي يا رأفت سبني افكر بس خالي بالك من صباح تعمل اي حاجة تبوظ بيها اللي بنخطط له

رافت:سبيها عليا انا...

صباح كانت واقفه وراء الباب و هي بتسمعه و مش عارفه تتصرف ازاي 
كانت متفقه معه انهم مياذوش غزال و يسيبوها هي و شهاب في حالهم بعد ما ياخد الأرض لكن هو قرر يخلص على بنتها...

فاقت من شرودها و هي بټعيط پقهر 
مكنش عندها حل تاني غير انها تبوظ اللي بيعملوا لو كانت راحت لشهاب مكنش يديها فرصة تتكلم و لا عمره هيصدقها

يمكن طريقها غلط لكن كانت عايزاه تساعدها 
عيطت كل ما تفتكر غزال و كلامها و دموعها

الفصل السابع عشر
تاني يوم الصبح
غزال صحيت متأخر و هي مصدعة قامت علي صوت عالي، حطت ايدها على دماغها بانزعاج.
حطت الطرحة على رأسها و راحت ناحية البلكونة وقفت وراء الازاز
لكن استغربت ان في ناس واقفين أدام البوابة و عربية نقل

دخلت غيرت بسرعة و نزلت لقت هند واقفه مع نرمين بنت خالتها و بيتكلموا

غزال:صباح الخير

نرمين مردتش و سابتهم و مشيت

غزال:مالها دي؟
هند ابتسمت بحب و هي بتقف جانبها و بتمسك ايدها
-سيبك منها يا عسل .... صباح الجمال
قوليلي حصل ايه امبارح

غزال بلامبالة:
-و لا حاجة نمت بدري ....

هند:
-شهاب مفتكرش انه عيد ميلادك

غزال :
-مش مهم يا هند و بعدين ربنا يكون في عونه هو طول الوقت في الشغل مش هيفكر حاجة زي دي يعني و بعدين أنا مش زعلانه

هند بحب:
-بس هو مش عايز يزعلك يا غزال هو اه نسي أمبارح مش هقدر أنكر
بس عرف متأخر لما كنتي نايمة و النهاردة الصبح طلب من العمال في المزرعة يجيبوا عجلين يد"بحوهم و يطلعوهم للغلابه، العربية جيت برا. 
هو اه اسلوبه غريب و يعني يمكن تحسي ان دي حاجة مالهاش علاقة
بس هو مش مؤمن بموضوع عيد الميلاد و بيشوف انه لو عملنا فيه خير هيكون أحسن لينا بكتير.

غزال ابتسمت بسعادة 
-أنا عارفة هو انتي هتحكي لي عن شهاب ما انا عارفاه كويس... عارفه ايه الفرق بينه و بين اي حد تاني 
أنه مختلف و مميز 
ميكس غريب بين الطيبة و الحدة 
متهور أحيانا و مش مفهوم طريقته صعبه و غضبه يخوف اوي.... و دا اللي بيخليني اقول انه مش مفهوم 
رغم هيبته لكن احيانا بحس انه شهاب الطفل الصغير اللي كان دايما متضايق مني 
و مع ذلك كان شكله بيضحك اوي...

هند كانت بتبصلها باستغراب 
-اول مرة تتكلمي عن شهاب كدا يا غزال... اول مره اشوفك بتتكلمي كدا عن حد...

غزال بصلها بارتباك و استغربت نفسها

-عادي يعني يا هند.... صحيح ايه اخبار معتز عاملين ايه في الشغل سوا 
صحيح انتي مروحتيش النهاردة ليه؟

هند :صحي النوم النهاردة الجمعه اجازة.... 
بس اقولك يا غزال بجد الشغل كويس جدا و الطلاب مش مزعجين و استيعابهم كويس تحسسوني اني بعرف اشرح

غزال بجدية:
-و هو حد كان قال غير كدا و لا ايه....
انتي شاطرة جداً و انا متأكدة انهم هيحبوكي اوي...بس قوليلي مسمعتيش حاجة عن طه

هند بضيق:
-لا مسمعتش حاجة عنه و ياريت بقا متجبيش سيرته علشان بيعصبني يا غزال... بحس اني عايزاه اروح اكسر دماغه... انسان حيو"ان و معندوش اخلاق

غزال :اهدي يا هند هو اه غلط و انا اكتر واحدة عارفة دا لاني كنت هتاذيني بسببه بس انا رأي أنك تدعيله 
لما تتضايقي من حد اوي ادعيله
جايز ربنا يستجيب لدعواتك و يصلح حاله دا سيدنا محمد عليه افضل الصلاة والسلام رغم انه كان بيتاذي من جاره اليهو"دي لكن لما مرض راح زاره 
فمبالك بابن خالك لما يغلط هل ندعي عليه!

هند:بس غلطه كبير يا غزال على العموم انا بحاول اتجاهل اللي حصل علشان مروحتش المصحة اللي هو فيها و اكسرها فوق دماغه

غزال بخبث:
-بقلق منك لما تتحمقي اوي كدا علشان حد 
هو ايه العبارة يا هند

هند :
-ولا حاجة..... انا هطلع اشوفهم جايز يكونوا محتاجين حاجة...

غزال؛ مع اني شاكه فيكي بس ماشي نعديها المرة دي

هند خرجت بسرعة لقت شهاب داخل 
هند بهمس :
-مش لو كنت افتكرت امبارح كان ارحم لك من كل دا؟

شهاب باريحية:
-ما تعلى صوتك يا بنت و لا انتي بتكلمي نفسك...

هند بابتسامة:
-يعني انت مسمعتنيش؟

شهاب:سمعت بس احبك لما تتكلمي صوتك يكون مسموع.... ثانياً بقا حتى لو كنت افتكرت مكنتش هعمل حاجة لأنك متأكدة أني مش بحب موضوع عيد الميلاد دا و مش مؤمن بيه

هند بحب 
: ماشي يا سي شهاب... هي جواه.

شهاب ضحك ضحكة بسيطة و دخل، 
كانت بتحضر لنفسها أكل و نعيمة مش موجودة... حست بايده بتتلف حوالين خصرها و بيسند رأسه على كتفها

-كل سنة و انتي طيبة يا ست البنات، ليه مقولتليش انه عيد ميلادك كان أمبارح

غزال  :
-عادي أنت اصلا كنت مشغول في الشغل و بعدين الموضوع مش مستاهل يعني، أنا بس كان نفسي تفتكر بس عادي صدقني مفيش حاجة حصلت

شهاب :
-طب طالما هو عادي كدا ليه كنتي زعلانة

غزال:بس أنا مزعلتش

شهاب بص في عنيها، غزال حاولت تتلاشاه 
-أنا مش زعلانة و عارفة أنك اكيد كنت مشغول بسبب الشغل اللي عندك و المسئولية اللي عليك علشان كدا مزعلتش

شهاب بجدية:
-حقك عليا انا فعلا نسيت كل سنة و أنتى طيبة.

غزال ابتسمت و كأنها مش مهتمة و كملت تجهيز الأكل بانشغال و هو خرج من المطبخ

عدي وقت طويل 
غزال طول اليوم مشغولة مع هند و نعيمة بيتكلموا و يجهزوا الأكل الرجالة اللي كانوا بيفرقوا اللحمة... 
الساعة وصلت عشرة كانوا تعبوا 
غزال قعدت على الكرسي و هي حاسة بأن رجليها مش مساعدها تقوم  

-انا خلاص فرهدت

هند :
-انتي فعلا عملتي حاجات كتير النهاردة... ياله قوم اطلعي ارتاحي و انا و نعيمة هنشطب المواعين دي ياله

غزال :
-بجد....

هند؛ 
-اه و بعدين ماما نامت يعني مش هتنزل تاني دلوقتي و انا هخلص دا و اطلع أنام ياله بقا اطلعي

غزال ابتسمت بارهاق و قامت طلعت اوضتها دعاء أحمد 
فتحت الباب و دخلت قفلته وراها و شغلت النور 
لكن وقفت للحظات بتبص على التورتة اللي محطوطة على التربيزة، قربت باستغراب لقيت تورتة كبيرة و مطبوع عليها صورة ليها مع شهاب في شرم الشيخ

ابتسمت بهدوء و بصت تشوف شهاب لكنه مش موجود، بصت على السرير
وقفت مصډومة و هي شايفه علبة قطيفه سوداء مفتوحة 
اخدتها بدهشة و إعجاب، طلعت منها خاتم ذهب رقيق في تصميمه
و سلسله هادية جداً 
راحت ناحية المراية بسرعة قلعت النقاب و الخمار 
لبستهم بسعادة و إعجاب، اخدت وردة بيضاء  من علي السرير و ابتسمت بهدوء

شهاب دخل الأوضة و قفل الباب وراه

غزال بحماس و سعادة:
-انت اللي عملت الحاجات دي

شهاب قرب منها و ابتسم:
-هو في حد بيدخل الاوضة دي غيري انا و انتي و بعدين بقا أنا متمناش ابدا انك تكوني زعلانة من اي حاجة يا غزالة...

غزال كانت فرحانة و حاسة انها بتكتشفه  من اول و جديد 
لكن لسه في جزء في شخصيته غامض يتمنى انها متعرفوش عنه لأنه جانب مخيف 
بيظهر لما يغضب و حقيقي هي متأكدة ان غضبه مؤذي جداً لكل اللي حواليه...

اليوم كان جميل احتفلوا سوا كانت سعيدة بطريقه مقدرتش توصفها غير انه اول مرة تقضي عيد ميلاد بشكل مميز مع شخص عمرها ما تخيلت أنها ممكن تكن ليه مشاعر زي اللي بتحس بيها معه..... 
علاقتهم طول الوقت كانت على الهامش لكن كل حاجة اتغيرت من يوم جوازهم
غمرة قوية من المشاعر حست بيها معه..

          ____________________
تاني يوم العصر 
فردوس كانت بتحضر الاكل لرجب اللي بيتفرج على التلفزيون 
صباح دخلت الصالون بضيق و ڠضب من وجوده، رجب بصلها بطرف عنيه و هو بياخد نفس عميق من الشيشه و رجع يبص للتلفزيون و اتكلم بخبث و طمع

-الا قوليلي يا صبوحة، ايه اللي رجعك للمكان دا تاني، و رأفت المنشاوي عاوز ايه منك

صباح بحدة:
-و أنت مال أمك يا رجب كنت ابويا.... 
و بعدين أنت هتفضل مجرش هنا ياله يا حبيبي خد مراتك و في قطار بليل تكون مشيت من المنصورة انا مش ناقصة بلاوي و انا كمان كم يوم و هرجع مصر دعاء احمد

رجب :
-رغم ان الأسلوب معجبنيش بس هعديهالك يا صباح مش علشان جمال عيونك تؤ... علشان حاسس ان في سبوبة حلو في الموضوع و مش همشي من هنا الا رجلي على رجليك يعني خطوة خطوة 
او تقوليلي اللي رجعك ...

صباح:
-استغفر الله العظيم.... دا انت تلقيحة

في نفس الوقت جرس الباب خبط، صباح اتوترت و قامت تشوف مين 
بصت من العين السحرية كان رأفت

صباح لنفسها:
-أيه اللي جابه دلوقتي دا؟

فتحت الباب، رأفت بصلها بشك و استغراب و هو شايف توترها 
-مالك يا صباح مش على بعضك ليه؟كأنك مش عايزانى أجي

صباح:
-ادخل يا رأفت شوف لي حل في المصېبة اللي بلتني بيها

رأفت دخل لقى رجب قاعد بمنتهى العنجهية بيتفرج على التلفزيون 
أبتسم بسخرية و هو بيقعد 
-ازايك يا رجب... ياااه بقالي كتير مشوفتكش

رجب و هو بيبص لصباح بيطلع دخان الشيشة
:متشوفش وحش يا رأفت بيه...

صباح پغضب و عصبية:
-رأفت انا عايزاه ارجع مصر انا بقولك اهو... شهاب لو ركز معايا هيعرف اني في المنصورة حتى لو في مكان بعيد اوي عنه
 و الحج محمود ممكن يخلص عليا فيها... و انا بقا يا حبيبي مبقتش مستحمله القاعدة هنا

رأفت بخبث :
-خلاص يا صباح هانت و انتي فعلا لازم تسيبي المنصورة بس مش لوحدك....

رجب؛ ما ترسيني على العبارة انا صبياني تحت الأمر و بعون الله نخلص اي قصة

رأفت :
-متقلقش يا رجل انا شايلك للتقيلة دلوقتي دورك انتي يا صباح.. لان وجودك هنا مبقاش امان

صباح اتوترت و خاڤت من اللي هيحصل

تاني يوم في بيت الحسيني 
كلهم كانوا بيفطروا، الغفير  خبط على الباب و دخل، قرب من الحج محمود و همس له

-في واحدة منقبة برا يا حج و بتقول انها عايزاه تقابلك ضروري في موضوع خير

الحج محمود؛ 
-مين دي؟

-بتقول مش من هنا بس لازم تدخل

الحج محمود بص لشهاب اللي كان مركز مع غزال 
-طب ډخلها....

مرت لحظات 
دخلت المنقبة مع الغفير بارتباك بصتلهم و هم قاعدين يفطروا و بالذات غزال

الحج محمود:
-اتفضلي يا ست... انتي مين؟ و موضوع ايه اللي عايزانى فيه؟

رفعت النقاب عن وشها 
-أنا صباح يا حج محمود... جاية عايزاه بنتي

الكل بصلها و.....

الفصل التاسع عشر
شهاب دخل البيت في وقت متأخر بعد ما ساب صباح في المخزن
كان هيتهور عليها لكن جده كلمه و قاله مياذيهاش و هو هيتصرف معها و لازم يرجع البيت....
طلع السلم و هو سامع صوتهم بيتكلموا في اوضته
لقا الحج محمود و هند قاعدين مع غزال في اوضتها
غزال كانت قاعدة ساكتة تماماً و كأنها مش مستوعبة اللي حصل كله
فقدت الوعي من مدة، الدكتورة جيت و عملت لها اللازم
كان كانوا مرعوبين عليها بسبب حالة الصمت اللي هي فيها و مش بترد على حد فيهم.

شهاب بصلها بتركيز :السلام عليكم

بتعب و قلة حيلة
-و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

هند پخوف :
-غزال.... اتكلمي قولي اي حاجة مينفعش كده
شهاب بص لجده و قعد جانبهم على السرير، مسك ايدها كانت باردة و مستسلمة

-الدكتورة قالت اي؟

هند بتوتر :
-اڼهيار عصبي و حالة صدمة اديتها مهدي ..

شهاب غمض عنيه بتعب و حزن
في باله كلامها لما قالت لحليمة أنها عندها استعداد يطلقوا و تعرف حقيقة أمها.
مجروح منها و حزين عليها
الاحساس دا مخليه مش فاهم نفسه لأول مرة
مكنش كدا... عمره ما كان كدا
لو قبل كدا كان عارف ان الانسانة اللي هيرتبط بيها بتتخلي عنه بسهولة اوي كدا كان هو نفسه اللي هيبقى كا"ره قربها
لكن العكس هو مستحيل يبعد رغم احساسه بالۏجع من ناحيتها

و كأن مكتوب عليه الألم مع كل اللي يقرب منهم...
شهاب بجدية:
-طب انتم ممكن تروحوا ترتاحوا و أنا هفضل معها

هند :
-ما تخليني ابات معها النهاردة يا شهاب

شهاب بجدية :
-مش هينفع يا هند.... و بعدين أنتي عندك شغل بكرا متشغليش بالك... ياله بقا

هند بصتله بشك
-هي اللي كانت هنا دي فعلا تبقى مرات عمي سعد و هي ازاي عايشة لحد دلوقتي

شهاب بضيق :
-عند مش وقته دلوقتي ياله

هند قامت بضيق و خرجت من الاوضة لكن الحج محمود فضل قاعد و هو بيبص لشهاب و نظراته كلها لوم و كأن شهاب اللي مسئول عن اللي بيحصل

شهاب حاول يتجاهل نظراته و هو حاسس پغضب من نفسه

الحج محمود بجدية:
-شهاب أنا يوم ما جيت و قلتلك أني عايز اجوزكم غزال كان عندها ١٨سنة و كتبنا الكتاب و أنت عرفت الحكاية كلها
وعدتني هتحافظ عليها مهما حصل، بس الظاهر كدا اني كنت غلطان
انا فضلت سنين مراقب صباح و متأكد انها بعيدة عننا، من يوم جوازكم و أنا شيلت ايدي من الموضوع و اعتمدت عليك
بس لأول مرة تخزلني يا شهاب..

شهاب بصله بتعب من كم المسئوليات اللي عليه و اللي دايما ينفذها بدون ما يشتكي او يعترض مدام في مصلحة العيلة، المهم تكون عيلته بخير حتى لو على حساب راحته
و عمره ما فكر يشتكي حتى لنفسه لأن دا وجبه.
لكن لأول مرة يشوف النظرة دي في عيون جده

الحج. محمود بص لغزال پقهر و حړقة على حالتها، خرج من الاوضة و قفل الباب وراه

شهاب دموعه نزلت و جواه قهر و احساس بالضعف.
غزال رغم أنها مكنتش حاسة بحاجة من اللي حواليها، ساكتة تماماً
لكن اول مرة تشوف دموعه كأنها صاعقة قوية.... شهاب الحسيني بيبكي ادامها عادي

دموعها نزلت و مدت ايدها حطيتها على كتفه
شهاب مسح دموعه بسرعة و بص لها پخوف
-أنتي كويسة يا غزال؟

غزال هزت راسها ب لأ و هي بټعيط، شهاب معرفش يقول ايه لكن حضنها و طبطب عليها، غزال عيطت بقوة و شهقاتها عليا، شهاب سمح لنفسه يبكي هو كمان و يخرج كل اللي جواه
عدي وقت طويل على نفس الحال و كان الوقت مش بيعدي بيطئ و مؤلم

ناموا الاتنين بدون ما يحسوا و كل واحد جواه حزن و ۏجع....

      _____________________

في اوضة حليمة
كانت بتتكلم مع رأفت بحدة و غيظ
و هي مش مصدقة ان صباح بوظت خطتهم و قررت تكشف نفسها أدامهم

حليمة بعصبية :
-انا هتجنن يا رأفت ازاي تعمل كدا... انا مش مصدقة... بنت الك"لب دي عملت كدا ليه
مع انها عارفة ان الحج محمود يمكن يخلص عليها في حاجة زي دي!

رأفت : أنا كمان مش مصدق اللي انتي قلتيه بقا صباح تعمل كدا... طب ليه
صباح طول عمرها و هي في مصر مكنتش حتي بتجيب سيرة غزال
تقوم تعمل كدا دلوقتي و تكشف نفسها ليهم

حليمة :أنا حاسة انها سمعت المكالمة اللي بينا و عرفت اننا ناويين نخلص على غزال بعد ما تاخد اللي عايزينه...
أنت غبي يا رأفت بتكلمني و هي معاك
بس ليه خاېفه اوي عليها كدا... ليه
ما هي رميتها اتنين و عشرين سنة و لا اهتمت بوجودها اصلا... جاية دلوقتي و تفتكر ان دي بنتها
خاېن عليا اقطعها يا رأفت... هاين عليا اقت"لها و اخلص منها بنت ال...

رأفت :و حياتك لاخلصك منها يا حليمة دا لو ليها عمر اظن ان شهاب هيتصرف معها... المشكلة دلوقتي لو هي قالتله على اللي كنا مخططينه
و أنه يعرف أي اللي بنفكر فيه

حليمة پخوف؛ فكرك شهاب لو عرف هيعمل ايه

رأفت :يبقى الله يرحمنا يا حليمة... المهم دلوقتي هنعمل ايه... انا معنديش اي فكرة
اللي كنا عايزينه محصلش ناوية علي اي

حليمة پغضب :انا ناوية اخلص عليها انت فاهم باي طريقه
المهم تختفي من حياتنا و متورثش جنية واحد
أنا عندي فكرة.... غزال لازم تمو"ت لو ماټت هنخلص من كل الهم دا
و الأرض هتبقى لشهاب لانه جوزها....

رأفت پخوف:ما بلاش الفكرة دي يا حليمة
انا بصراحة خاېف من ابنك
دا لو عرف حاجة من صباح مش هيسبني في حالي و انتي كمان

حليمة بغرور :مش حليمة المنشاوي اللي تخاف بسبب حتة بت زي دي يا رأفت
أنت واثق من رجب دا و لا هيطلع زي ست الحسن

رأفت :رجب دا كل"ب فلوس

حليمة:و مالو يبقى استنى مني مكالمة هقولك هنعمل ايه بس خالي رجب عندك و مش عايزه حد يشوفه من اهل البلد أخفيه خالص لحد ما اقولك

رأفت :ماشي يا حليمة ام نشوف اخرتها

حليمة:اخرتها خير....

        ____________________
تاني يوم الصبح
شهاب كان قاعد جنب غزال اللي نايمة بقلق و كأنها بتحلم بكوابيس و بتهلوس بكلام مش مفهوم
فتحت عنيها اللي احمرت من البكا، بصتله اتعدلت بسرعة و لهفة و كأنها مش فاكرة حاجة 
-شهاب انا شوفت كابوس.... شوفت واحدة شبه ماما الله يرحمها
شفتها و بتقول انها أمي و.... و أنت... أنت كنت پتبكي... انا متأكدة انه كان كابوس اصلا أنت عمرك ما بكيت أدام حد و....
دا مكنش كابوس صح.... دا مش كابوس!

شهاب :اهدي يا غزال و هفهمك

غزال؛ تفهمني! تفهمني ايه
تفهمني انكم خبيتوا عليا حاجة زي دي
خبيتوا عليا ان أمي عايشة... حرمتوني منها كل السنين دي

شهاب:انا محرمنكيش من حد
هي اللي اختارت تبعد و بمزاجها

غزال پغضب و حدة
:أنت كداب دا مش صح.... أمي مستحيل تعمل كدا... مفيش ام بتخلي عن بنتها مهما حصل..

شهاب بتلقائية قاسېة
:بس هي اتخلت عنك فعلا... مكنتش عايزاكي
اختارت نفسها و بس... دي واحدة أنانية كل همها كان الفلوس... لا حبيتك و لا اتمسكت بيكي... اخدت فلوس كتير من جدك علشان تسيبك له و تمشي... استمتعت بحياتها و انتي مكنتش فارقة معها و لما رجعت رجعت علشان تطلب فلوس..

غزال مع كل كلمة كانت بتقوله يسكت و هي بټعيط و مش عارفة اي السبب اللي يخلي أمها كارهها
و مش مصدقه أنها اتخلت عنها فعلا... ضړبته بقوة و هي بتقوله يسكت و بتصرخ

-بقولك اسكت أنت كدا... هي مسبتنيش... انت كداب... انا بكرهك بكرهكم كلكم... ابعد عني ... هو أنا وحشة للدرجة دي علشان كلكم تكرهوني كدا... حتى أمي
انت كداب هي معملتش كدا....

حطت ايدها على ودانها و بدأت تصرخ بهسترية و هي بټعيط بقوة و وشها احمر و في حاله لا تحسد عليها ابدا
ضعف خزلان صدمة قوية ۏجع

شهاب اتفزع عليها و قام بسرعة حاول يهديها لكن كانت بتبعد عنه و بتصرخ بشكل مخيف و كأنها في حالة لا وعي و كلامه بيتردد في ودانها بقوة و بيقت"لها بالبطي

قعدت على الأرض و ضامت نفسها بقوة و خوف و بدأت اعيط بصوت اهدي و استسلام

شهاب قعد جانبها
-غزال هي متستاهلش دموعك دي... دي غالية اوي... بلاش ټعيطي علشان خاطري
علشان خاطر ابوكي... عمي سعد 
انتي مش بتحبيه... و كنتي دايما تقولي انك بتحبيه و أنه اكيد حاسس بيكي 
هو مش هيبقى فرحان لما يحس انك بالحزن دا كله.... علشان خاطره 
عمي سعد كان بيحبك اوي... اوي 
كان نفسه تكبري و يشوفك أجمل بنت في العالم... بلاش تحزني... الحزن و الدموع مش بتليق على قلبك 
انتي تستاهلي تفرحي دايما... علشان خاطري أنا 
أنا تعبت يا غزال... اوي.. تعبت و محتاج احس انك موجودة تخففي عني 
أنا أول مرة اقول كدا لحد بس انا محتاجك اوي 
محتاج القيكي جانبي يا غزال...

غزال بصتله بدموع 
:طلقني يا شهاب....

الفصل العشرين
شهاب بص لغزال بخذلان و تعب من عنادها و إصرارها دايماً أنها متديش علاقتهم فرصة...
شهاب :
-غزال هو حد قالك أني معنديش قلب.. حد قالك أني مش بتاثر مثالا.. طب هو أنتي متفقة مع الدنيا تدوني على دماغي.... و تغدروا بيا مهما حاولت... عايزاه تطلقي...
أنا مبقتش فاهم أنا قصرت في ايه معاكم
دا حتى جدي رمي اللوم كله عليا كأن أنا اللي قلت لأمك تسيبك و تمشي
و كأن أنا سبب كل اللي بيحصل،
هو شهاب دا حجر مش بيحس.... حتى جدي
هو كمان شايف أن شهاب مقصر... هو بجد أنا قصرت كذا في حقكم.
أنا عمري ما اشتكيت لحد و لا عمري هشتكي أنا بس كنت منتظر أني القى منك الدعم و احس أنك في ضهري، تفهميني و تهوني عليا... بس أنتي كمان زيهم
أنانية.....
تعرفي أنا اتأكدت أن الكبير دا طالما متحمل المسئولية و ساكت يبقى محدش بيهتم بيه بيفتكروا أنه تمام  و عادي مع أن في الحقيقة هو مش عادي خالص....

شهاب كان هيقوم لكن غزال بسرعة مسكت ايده و بصتله بعيونها الحمرا و الدموع فيها

-أنا عارفة أنك تستاهل واحدة احسن مني مية مرة... عارفة اني مستهلش كل اللي بتعمله علشاني
أنت منتظر مني ايه!
أنت بجد منتظر مني أني ادعمك و أقف في ضهرك
طب ازاي و أنا فاقدة الشعور بالثقة في كل الناس... أنا كل شوية القى أن في حد اتخلى عني
أنت عايزني أثق فيك و أنا لسه من ساعات عارفة ان والدتي سبتني كل السنين دي و مقدرتش تتحمل مسئوليتي
عايزني اثق فيك أنت و الست اللي هي أمي مقدرتش تفضل معايا... ايه اللي يخليني اثق أنك مش هتسبني زيهم
أنا خاېفة.... مش جبن... الخۏف شيء نتج عن ظروف عشتها و مقدرتش اتخطها
أنا لحد دلوقتي حاسة نفسي محجوزة في زنزانة.... حاسة اني مش قادرة اتنفس و كل مادي بيضيق عليا لدرجة بقت تسحق قلبي 
شهاب أنت تستاهل كل خير لأنك انسان مبهر بجد 
خليتني أفرح من قلبي بجد... و خلتني أحب الحياة و احس أن في أمل أني اعيش 
بس اوعي يا شهاب اوعي تفتكر أن البنت لما بتكبر من غير أمها و ابوها بتكون كويسة

اه جدو كان بيحبنا و بېخاف علينا كلنا و بېخاف عليا لكن 
جدي مهما كان كان شديد علينا لما كنا صغيرين... يمكن بسبب فقدانه لأولاده الاتنين و اللي أمي عملته 
كان شديد علشان يحافظ علينا بس كان دايما بيقربك منه 
و بيقرب من قاسم و دايما ياخدكم معه في اي مشوار
و هند كانت معظم الوقت مع أمها 
أما غزال 
كانت قاعدة باهمال بتعلي لوحدها في الجنينة 
محدش اهتم يقعد معها 
اقولك سر
أنا كنت بغير اوي من هند... 
جايز أكون وحشة من جوايا 
بس ڠصب عني كل ما كنت اشوف حليمة قاعدة معها و بتقولها تعمل ايه و متعملش ايه كنت بغير 
كنت بتمنى لو كان عندي أم تهتم بيا 
كان عندي عروسة... اظن أنت فاكرها.. العروسة أم شعر أحمر 
كنت دايما بقعد العب بيها لوحدي و باخدها معايا لما أجي أنام 
و اعيط اوي و انحرق من جوايا و أنا شايفه البنات من حواليا كل واحدة بتجري على امها اول واحدة 
أنا يمكن بشعة من جوايا.... بس يعلم ربنا اني رغم غيرتي منهم لكن كنت بتمنى ليهم السعادة 
انا بس كنت عايزاه ابقى زيهم 
لكن في النهاية
كنت برجع اوضتي و أنام و انا بتمنى أني اروح لماما و بابا 
تصدق أنا معرفش الشعور اللي بتحس بيه لما يكون عندك اب و ام 
كلمة بابا و ماما طول عمرها كانت تقيلة على لساني كان نفسي اعرف ايه الشعور اللي هحسه لما اقولها ليهم
تقوم في النهاية بمنتهى البساطة تقولي أن أمى تخلت عني و أنها مكنتش عايزانى 
يعني فوق كل دا هي كمان مش حابه وجودي... طب ليه 
ليه يا شهاب! 
طب هو أنت هتسبني بعد اد ايه 
ما هو مش معقول هتفضل متمسك بيا للآخر... محدش بيستحمل حد يا شهاب

شهاب :
-مين قالك كدا.... غزال أنتي مش بنت عمي بس و لا مراتي و خلاص 
أنتي غالية اوي.... غالية في عنيا و عمري ما أقل منك لأن اللي رايد حد بجد 
بيفضل معه في الحلوة و المرة 
هو أنا دلوقتي لو تعبت او خسړت كل فلوسي و لا قدر الله بقيت عاجز عن الشغل 
مش تساعديني نتجاوز المحڼة دي 
مش هتساعديني نفسيا.... أنا و أنتي خسرنا ناس بنحبهم في حياتنا 
اه الحياة مش وردي بس احنا نقدر نخليها حلوة لما نفرح بعض 
أكون ليكي الاب و الأخ و الزوج و تكوني ليا الأمان و الراحة بعيد عن زحمة الحياة
اصل الهدف من الجواز 
ان قلب ېخاف على قلب و عقل يفضل مشغول باللي بيحبه 
الونس اللي يخليني منحسش بالوحدة مع بعض 
علاقتنا تستاهل فرصة يا غزال... تستاهل فرص كتير اوي علشان أنا مش هطلقك مهما قلتي او عملتي 
هتفضلي على ذمتي لحد ما ربنا يأذن و ياخد الأمانة

غزال مسحت دموعها  :
-قبل أي حاجة لازم تفهمني كل اللي حصل و الأرض اللي انتم قلتوا أنها ورثي من امي دي بتاع مين 
و تحكي لي كل اللي مخبينه عني...

شهاب :
-صدقيني مش مهم.... مش مهم يا غزال 
المهم بالنسبة ليا أنك تكوني واثقة ان دا بيتك و ان عيلتك بتحبك بجد... و أن الأرض دي بأسمك و أنك فرد من أفراد العيلة و وجودك هنا مش تطفل على حد 
لا دا حقك....

غزال سكتت للحظات و اتكلمت بدهشة و صدمة و هي حاسة ان كلهم كانوا بيكدبوا عليها

-هي الأرض دي بتاعتك! 
ثواني و أنت كمان كنت عارف الكتب اللي بحبها... و أنا سألت قاسم ازاي عرفت
لكن هو كان متوتر 
ثواني بس 
أنت اللي كنت بتشتري الكتب و تديها لقاسم علشان يديها لي 
طب و الفلوس اللي كان كل شهر بيديها لي كنت أنت برضو!

شهاب قام و هو متضايق :
-غزال..... ممكن متفكريش في الموضوع دا تاني و أنسي حكاية الطلاق دي

غزال قامت بسرعة  و هي حاسة انه بيتهرب من سؤالها، وقفت ادامه و اتكلمت و باين عليها الارهاق و عدم الاتزان

-أنت مخبي عليا حاجات كتير يا شهاب 
مخبي عليا حاجات كتير و جاي تلومني ان علاقتنا بتتهدا
أنت اللي كنت بتعمل كل دا ليا مش قاسم
طب ليه؟ 
ليه دا أنا و أنت مكناش بنتكلم جملتين على بعض 
ازايك، عاملة ايه
بخير الحمد لله... كل كلامنا كان عابر 
ليه كنت بتعطف عليا لما شفت اني لوحدي 
كنت بتتعاطف معايا علشان اللي أمي عملته 
و لا علشان شفت بنت يتيمة ملهاش حد 
و متتهربش مني المرة دي مش هسيبك تمشي قبل ما تحكي لي كل حاجة... كل حاجة مخبيها عليا... و هل في حاجة تانية مرتبطة بيا أنت مخبيها عليا

شهاب ؛ غزال انتي شكلك تعبانة خلينا ناجل الكلام دلوقتي و ارتاحي

غزال باصرار و احساس بالهزلان، مسكت في كتفه و هي دايخة
:مش هسيبك تمشي الا لما تقولي عملت كدا ليه..

شهاب اخد نفس عميق بتعب و قعدها 
-عايزاه تعرفي ايه 
تسأليني هل كنت بحبك علشان اهتم بيكي 
هقولك لا مكنتش بحبك يا غزال 
أنتي كنتي بالنسبة ليا طول الوقت بنت عمي، أمانة جدي أني أحميكي و أخاف عليك 
حتى لما كان عندك ١٨سنة و جدي طلب مني اتجوزك و كتبنا الكتاب 
كنتي بالنسبة ليا غزال بنت عمي سعد 
لكن كان عندي فضول ناحيتك طول الوقت.. فضول غريب أني أعرف شكلك عامل ازاي وراء النقاب 
صوت ضحكتك مع هند، حركات ايدك، نظرات عينك و أنتي مرتبكة و أنتي فرحانة 
لدرجة اني كنت بسرح ساعات و أحاول اتخيل شكلك لكن مفيش و لا مرة ظبطت و طلعتي أجمل بكتير من اللي في الذاكرة
كان ممكن اقول ما أنتم كتبين الكتاب و أنت دلوقتي جوزها و ليك حق تشوفها برضو دي مراتك 
لكن كنت باجي في آخر لحظة و اقول لأ 
كنت دايما بشوفك يا قاعدة لوحدك أو مع هند 
استغربت لأنك مكونتيش صحاب لا في الثانوي او الكلية و لا عمري شفت ليك صاحبة
عرفت بالصدفة من هند أنك بتحبي تقري و كنتي بتشتريها من مصروفك من ورانا 
كنت بشتريها و بخلي قاسم يديها لك.... بس اقولك أنا قلبي وقع لما سمعت صوت ضحكتك... لسه فاكرك يا غزال بعد مۏت ابويا... لسه فاكر الحواديت اللي كنتي بتحكيها لي و أنا نايم  و الشكولاته اللي كنتي بتسبيها في أيدي 
كنت بحتفظ بيها و لما ازعل او اتضايق اطلعها أكل منها و افتكر و أنتي قاعدة جانبي و ماسكة العروسة بتاعتك و بتملسي على شعري بحنان .... عارفة يا غزال 
أنا محدش حسسني بالأمان الا لما كنت بحس بوجودك رغم ضعفك بس كنت بحس بالقوة و أنتي جانبي... رغم اننا كنا صغيرين و كنا عيال لكن أنا حسيت بالحنان و أنا جنبك
لما ابويا ماټ أمي مخدتنيش في حضنها و لا قالت ليا اي حاجة تخليني استحمل بيها فراقه... أنا فاهم اني الراجل بس كنت صغير وقتها 
جدي كمان مكنش مستحمل بعد مۏت ولاده الاتنين 
كنت كل يوم بعيط في اوضتي و انا مقهور على مۏته 
بس لقيتك بتتسحبي لاوضتي و تفضلي قاعدة جنبي و أنتي فاكرة أني نايم.. حسيت لأول مرة أن حد بيحتوني... حاجة جوايا بتدوب لما بتقربي او المسک
كنت بتجنن لما أفكر أنك هتكبري و هتتجوزي و تبعدي عننا و حد تاني هيجي ياخدك... 
من يوم ما بقيتي على ذمتي و كل حاجة اتغيرت كنت فرحان 
انتي الوحيدة اللي كان في ايدك تفرحني بكلمة و تزعليني 
لما كنت بدخل الأوضة القيكي ارتبكتي مني، جرحتبني كتير يا غزال، كرهتيني فيكي و في قربك..... و آخرهم كانتِ عايزاه تطلقي مني علشان تعرفي ايه حكاية أمك 
بمنتهى السهولة قلتي عندك استعداد انك تطلقي و انك موافقة اتجوز نرمين كل كلمة و كل فعل كنتي بتجرحيني فيه 
و انا بحاول اقدر صدمتك.... لكن أنا تعبت يا غزال
تعبت من علاقة حاسس اني بدي فيها مش باخد اي حاجة... مع اني مش عايز غير اني القيكي متمسكة بيا 
لكن انتى عملتي ايه... بتتخلي عني ببساطة
انا بس نفسي احضنك و انا مطمن... نفسي القى غزال العيلة اللي كانت بتخفف عني بدون ما تخطط لدا 
أنا حبيتك يا غزال... حبيتك مع كل حركة.. سفرية شرم كانت بالنسبه ليا أجمل حاجة حصلت لي كنا قريبين اوي 
حسيت لأول مرة اني قادر اتنفس بجد...

غزال كانت بتسمعه و هي مش عارفة تقول ايه و حاسه انها پتنهار مع كل حرف بيقوله بصدق :
-بس أنا مستهلش كل دا يا شهاب.... أنا مستهلش اني اكون مصدر سعادتك
أنا

شهاب مرر ايديه في شعرها  :
-أنتي مش عارفة نفسك يا غزال و دا اللي تعبك و محيرك .... انا مش هسيبك و لا هطلقك مهما قلتي او عملتي 
هتفضلي على ذمتي لحد ما ربنا يأذن و هيبقى عندي منك اولاد كتير... و عمرنا ما هنتخلي عنك علشان انتي أهم عندي من الهواء اللي بتنفسه

غزال كانت حاسة بسعادة كبيرة جواها و كان كلامه طمنها 
-شهاب ممكن اطلب منك طلب 
و اوعدك هقفل بعدها أي موضوع يضايقك مني

شهاب كان عارف طلبها رد بجدية
-طلب اي

غزال:عايزاه اشوفها... نفسي اتكلم معها 
ابوس ايدك يا شهاب نفسي اتكلم معها و افهم منها ليه ... ليه عملت فيا كدا علشان خاطري عندك لو بتحبني زي ما بتقول خليني اشوفها